نقطة نظام

درس من «عمر مروان» للعالم

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

لو يوجد إنصاف لاعتبر العالم أن ما قاله السفير عمر مروان فى جينيف فى كلمة مصر أمام لجنة حقوق الإنسان فى الأسبوع الماضى درسا لكل المتاجرين بحقوق الإنسان ونشطاء الدولار، والذين حولوها إلى «بعبع» يخيفون به الدول التى لا تسير على هواهم.. ما قاله السفير عمر مروان إن الأولى بالاهتمام فى مجال حقوق الإنسان وهو ما تحشد له الدولة المصرية بكل اهتمام هو الحق فى الحياة الآمنة والحق فى المسكن والملبس والطعام والتعليم والصحة والحق فى الحد الأدنى من العيش الكريم، قال إنه لا يجب أن تُختزل حقوق الإنسان فقط فى حرية التدوين والتظاهر والفوضى وخرق القوانين والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.. ما قاله عمر مروان إن حقوق الإنسان هى مبادئ عالمية ويجب أن تظل كذلك وألاّ تتحول إطلاقا إلى أداة للاستغلال السياسى ضد بعض الدول، ما قاله عمر مروان أيضا إن حقوق الإنسان صارت للأسف أدوات فى أيدى أجهزة المخابرات العالمية وأن ما يريده تجار حقوق الإنسان هو فقط الدفاع عن الإرهابيين الذين يغتالون حق الإنسان فى الحياة نفسها، وأن حقوق الوطن ومواطنيه لديهم إنما تجىء فى ذيل القائمة على أساس أن الأحق بالرعاية فى نظرهم هى حقوق القتلة والإرهابيين.. ما قاله عمر مروان إن مصر كدولة عريقة وانطلاقا من إيمانها العميق بحقوق الإنسان إنما تكرس كل إمكاناتها لرفع مستوى معيشة شعبها ولا تقبل أبدا أى مساومات على ذلك بينما كان من الممكن جدا على الدولة المصرية أن توفر على نفسها بذل أى جهود فى تلك المجالات وأن تغلق ذلك الباب تماما وأن تخدع العالم أجمع وبالذات الدكاكين الحقوقية بإطلاق بعض الشعارات المظهرية لمواكبة النداءات التى تتاجر بها المنظمات المعنية بحقوق الإنسان فى العالم والتى صارت تتلقى تمويلها الرئيسى من أعداء الدولة المصرية.. لذلك فإن ضمير العالم كله يجب أن يشهد لمصر لا أن يشهد ضدها كنوع من العقاب المفروض عليها لنجاتها من مصيدة الربيع العربى.. أمّا الحقيقة المُرّة التى علينا أن نعترف بها أن صمت العالم وبالذات تجاه الاتهامات التى توجهها منظمات حقوق الإنسان لمصر كدولة منتهكة لحقوق الإنسان وأن جهودها لاقتلاع الإرهاب من المنطقة واجتثاثه من جذوره إنما هى عدوان على حقوق الإنسان، هذا الصمت يجعلنا نوقن بما لا يدع مجالا للشك أن المجتمع الدولى يحارب الإرهاب نظريا ويحميه عمليا، وأن تعامل المنظمات الدولية مع ظاهرة الإرهاب الخطيرة وبالذات فى منطقة الشرق الأوسط لا يتجاوز الصكوك والاتفاقيات والقرارات النظرية بينما تنتفض هذه المنظمات انتفاضا إذا طال الإرهاب أى دولة من دول الغرب، والغريب أنها لا تكتفى بذلك وإنما تغلق كلتا عينيها عن أى مظاهر قسوة فى قيام سلطات تلك الدول بالضرب بيد من حديد على أيدى الإرهابيين، وفى المقابل لا يجرؤ أى ناشط حقوقى لديهم فى التنديد بتلك القسوة ومن يفعل ذلك نجده سرعان ما «انجر» من قفاه على أقرب سجن.. نعم لقد أغمض العالم عينيه عن تنظيمات الظلام وتمددها على خريطة مصر والمنطقة العربية وصارت كل مطالبه لمصر هى حق النشطاء والمدونين فى قلة الأدب وسب الدين وزواج المثليين على أساس إن ده هو اللى حيحل مشاكل المجتمع المصرى..
إن مصر أيها العالم تحمى نفسها بالقانون وفقا لمبدأ الدفاع الشرعى عن النفس الذى يشمل الأفراد والدول لأن حماية الدولة لنفسها هى الوسيلة الوحيدة لحماية الوطن والمواطنين والممتلكات العامة والخاصة.. وعلى المنظمات الحقوقية جميعا أن تذهب لتشرب البحر كما تشاء..
ما قل ودل:
لو الراجل يعامل الست على إنها طفلة هبلة، والست تعامل الراجل على إن عنده نسبة إعاقة ذهنية خفيفة كل مشاكلنا حتتحل.