عامان على الإطاحة بحكم «موجابي».. ماذا تغير في زيمبابوي؟

روبرت موجابي
روبرت موجابي

قبل عامين من الآن، وضعت زيمبابوي حدًا لحكم الرئيس روبرت موجابي، الذي احتكر السلطة في البلاد الواقعة في أفريقيا الجنوبية، لنحو 37 عامًا.

 

ففي مثل هذا اليوم في الرابع عشر من نوفمبر عام 2017، تدخل الجيش الزيمبابوي للإطاحة بحكم الديكتاتور موجابي، في انقلابٍ عسكريٍ، تولى على إثره نائب موجابي، إمرسون منانجاجوا، الحكم بعد أن حصل على دعمٍ من الجيش.

 

روبرت موجابي توفي قبل نحو شهرين من الآن، في السادس من سبتمبر الماضي، وقد غيبه الموت عن عمر الخامسة والتسعين عامًا، تاركًا من خلفه أمةً لا تزال تعاني الأمرين في طريق توفير العيش الكريم بعيد المنال إلى الآن.

 

أزمات مستمرة

 

رحيل موجابي عن الحكم لم ينتشل البلاد من عثرتها التي كانت عليها على مدار عقدين من الزمن، فلا تزال زيمبابوي تعاني من أزمةٍ حقيقةٍ فيما يتعلق بمستوى المعيشية والاحتياجات الأساسية للمواطنين.

 

وتعاني زيمبابوي من نقصٍ حادٍ في المواد الغذائية الأساسية، وعلى رأسها الدقيق والخبز والزيت، إضافةً إلى نقصٍ في المحروقات.

 

كما تعتبر أزمة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة معضلةً كبرى في البلاد، لم يتم إيجاد حلٍ لها بعد. وتصل عملية انقطاع الكهرباء في بعض الأحيان إلى 18 ساعة يوميًا.

 

خطر المجاعة

 

ليس هذا فحسب، فبناءً على ما ذكره برنامج الغذاء العالمي، فإن نحو خمسة ملايين مواطن في زيمبابوي من أصل 16 مليون مواطن، هم جملة سكان البلاد، بحاجة إلى مساعدات غذائية.

 

ويقول برنامج الغذاء العالمي في تقريره، الذي صدر في شهر يوليو الماضي، إن نصف هؤلاء يواجهون خطر مجابهة مجاعة، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية، ونقص الغذاء بصورةٍ ملحوظةٍ، واعتبر أن ما يربو على 5.5 مليون شخص في زيمبابوي دون أمنٍ غذائيٍ في الفترة الراهنة.

 

وأشار حينها هيرفيه فيرهوسل، المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي، إلى أن برنامج الغذاء العالمي يخطط لتوسيع نطاق مساعداته لتصل إلى نحو 2 مليون شخص، منوهًا إلى أن عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي بعد تقييم جرى مؤخرًا للمناطق الريفية من البلاد يبلغ أكثر من 3.5 مليون شخص.

 

وحذر فيرهوسل من أن الوضع سيتدهور أكثر، وسيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدان الأمن الغذائي إلى 4.7 مليون شخص بحلول ديسمبر المقبل، على أن يبلغ عدد المعانين من الأمر في الأسر الريفية نحو 5.5 مليون شخص خلال الفترة ما بين يناير ومارس 2020، وكانت زيمبابوي قد تم تصنيفها في مؤشر الجوع العالمي عام 2015 عند وضع "خطر"، وهي الحالة التي لا تزال تلازم البلاد إلى غاية الآن.