تذكرة الدخول بـ 100 جنيه للأجنبى و20 للمصرى

إنجاز 92 % من ترميم قصر «البارون» بتكلفة 104 ملايين جنيه.. والافتتاح الشهر القادم

الاستراحة الخارجية لقصر البارون بعد الإنتهاء من تطويرها
الاستراحة الخارجية لقصر البارون بعد الإنتهاء من تطويرها

كشف د. جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، فى تصريحات خاصة لـ «الأخبار»، أن مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار قرر فى اجتماعه الأخير، تحديد سعر تذكرة الدخول لقصر «البارون إمبان» الأثرى، بحى مصر الجديدة عند افتتاحه بأن يكون سعر التذكرة للأجنبى بمبلغ 100 جنيه، وللطالب الأجنبى بـ 50 جنيها، وللمصرى بـ 20 جنيها، وللطالب المصرى بـ 10 جنيهات.


وأكد العميد مهندس هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، والمشرف العام على مشروع القاهرة التاريخية، أن العمل يجرى حالياً على قدم وساق، للانتهاء من مشروع ترميم وإحياء قصر «البارون»، بتكلفة بلغت 104 ملايين جنيه، تمهيداً لافتتاحه نهاية العام الحالى، حيث تم إنجاز ما يقرب من 92 % حتى الآن من إجمالى الأعمال بالقصر، والتى بدأت منذ يوليو 2017.

 

وقال: إنه تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائى لأسقف قصر «البارون»، وترميمها، وتشطيب الواجهات، وتنظيف، وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك، ونزع جميع الأسقف والكرانيش، والانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية، والأبواب الخشبية، والشبابيك المعدنية، وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية، واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسى، والتماثيل الرخامية بالموقع العام.

 

وأضاف: كما تم البدء فى أعمال تنسيق الموقع العام للقصر والحديقة الخاصة به، كما يجرى حالياً أعمال رفع كفاءة الأسوار الخارجية الخاصة بواجهة القصر والأسوار المحيطة به.


عرض الترام


وأوضح العميد مهندس هشام سمير، أنه تم البدء فى أعمال الصيانة والترميم الخاصة بإحدى أقدم عربات «الترام» التى وصلت إلى حديقة قصر «البارون» فى منتصف أكتوبر الماضى، حيث كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل حى «مصر الجديدة» خلال «القرن العشرين»، والذى أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية للحى.

 

وأشار إلى أنه تم إعداد وتجهيز المنطقة الأمامية من حديقة القصر فى المدخل على اليسار تجاه شارع «صلاح سالم»، وبجوار مبنى الإسطبل الأثرى، لاستقبال العربة عن طريق عمل وتثبيت قواعد خرسانية، وفلنكات وقضبان، ومُهمات خاصة بالسكة الحديد، وأكد أن هذه العربة تخضع حالياً لأعمال الترميم، ورفع كفاءتها لاستعادة رونقها، وإظهار صورتها الأصلية التى كانت عليها فى عصر «البارون إمبان».

 

وأوضح أن اللجنة العُليا لسيناريو العرض المتحفى كانت قد اختارت هذه العربة لعرضها لتدخل ضمن سيناريو العرض الخاص بالمعرض، الذى سيُقام داخل القصر وتجرى حالياً أعمال التجهيزات الخاصة به ليصبح جاهزاَ مع افتتاحه، ويحكى المعرض تاريخ حى مصر الجديدة وهيليوبوليس عبر العصور، وذلك بقاعات القصر بالدور الأرضى والأول، والذى سيكون مواكباً لافتتاح القصر.

 

كما تروى العربة قصة إنشاء أول خط للترام فى مصر، والذى أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية لحى مصر الجديدة، حيث ستُسلط عربة الترام الضوء على حركة التطور العمرانى الذى ابتكره «البارون إمبان»، لجذب السكان إلى الحى الجديد الذى بناه بمدينة القاهرة.

 

وأشار إلى أن المعرض يأتى فى إطار مشروع ترميم وإعادة توظيف قصر «البارون إمبان» والذى تنفذه الوزارة بالتعاون مع السفارة البلجيكية، وجمعيات المجتمع المدنى بمصر، حيث تساهم الحكومة البلجيكية فى هذا المشروع بمنحة قدرها 16 مليون جنيه، وذلك فى إطار برنامج مبادلة الديون مع بلجيكا.

 

وأشار د.جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إلى أن عربة الترام التى سيتم عرضها هى إحدى عربات الترام الحمراء، التى كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل «حى مصر الجديدة»، وقد أنشأه «البارون إمبان» ملك الترام فى العالم لهذا الغرض، بينما كان الترام الأبيض للانتقال من المدينه الجديدة إلى القاهرة.. وقد استقرت عربة الترام أخيراً بالمكان الذى تم إعداده لاستقبالها.


معرض هليوبوليس


وأوضحت د.نيفين نزار مُعاون وزير الآثار لأعمال العرض المتحفى، أنه ستتم إقامة معرض عن «تاريخ حى مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور»، وذلك فى افتتاح قصر «البارون»، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، وأنه تجرى حالياً أعمال التجهيز للمعرض وتشمل سيناريو العرض وما يصاحبه من وسائل إيضاح تفاعلية، مثل الصور، والوثائق الأرشيفية، والرسومات الخاصة بالقصر، والخرائط الإيضاحية، والأفلام الوثائقية، والماكيتات الخاصة بحى مصر الجديدة، وإعداد المادة العلمية، وطرق التقنيات التكنولوجية الحديثة الجارى تجهيزها لدعم قصة العرض منها «الهولوجرام»، وتطبيقات «الكالتوراما»، بالإضافة للمحتوى النهائى لـ «الكتالوج» المُصاحب للمعرض.


تفاصيل القصر


ويقع قصر «البارون إدوارد إمبان» التاريخى، فى قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، وبالتحديد فى شارع العروبة بصلاح سالم، وتبلغ مساحته حوالى 12.5 ألف متر، وتمتع القصر بطراز مُستوحى من العمارة الهندية، وهذا ما يلفت انتباه كل من يشاهد القصر، الذى شيده المليونير البلجيكى «البارون إدوارد إمبان» فى 20 سبتمبر 1852- 22 يوليو 1929، واختيار «البارون» الطراز «الهندى» لتصميم القصر كونه كان يعيش هناك وجاء إلى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر، بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس.

 

وقرر «البارون إمبان»، أن يكون القصر أسطورياً، لا تغيب عنه الشمس، حيث تدخله من جميع حجراته، وأصبح أفخم القصور الموجودة فى مصر على الإطلاق، واستلهم فكرته من معبد «أنكور وات» فى كمبوديا، ومعابد «أوريسا الهندوسية»، صممه المعمارى الفرنسى «ألكساندر مارسيل»، وزخرفه «جورج لويس كلود»، فشرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل الفِيلة الهندية، والنوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية.

 

واكتمل بناء القصر فى 1911، فمن الداخل حجمه صغير فهو لا يزيد على طابقين، ويحتوى على 7 حجرات فقط.. الطابق الأول: عبارة عن صالة كبيرة، وثلاث حجرات، 2 منهما للضيافة، والثالثة استعملها «البارون إمبان» كصالة للعب البلياردو.

 

أما الطابق العلوى: فيتكون من 4 حجرات للنوم، ولكل حجرة حمام ملحق بها.. بينما البدروم «السرداب»، فكان به المطابخ، والجراجات، وحجرات الخدم، أرضيات القصر مُغطاة بخشب الباركيه، ومن الرخام والمرمر الأصلى حيث تم استيرادها من إيطاليا وبلجيكا، وزخارفه تتصدر مدخله تماثيل الفيلة كما تنتشر أيضاً على جدران القصر الخارجية والنوافذ على الطراز العربى وهو يضم تماثيل وتحفاً نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز، بخلاف تماثيل بوذا والتنين الأسطورى.