40 عامًا من القطيعة بين أمريكا وإيران.. قصة بدأت باقتحام السفارة في طهران

علما البلدين
علما البلدين

بين الولايات المتحدة وإيران ما صنع الحداد، حكايةٌ باتت في السنوات والعقود الأخيرة أشبه بالبديهات والثوابت الجامدة التي لا تتغير، ولكنك قد تستغرب حينما تعلم أن البلدين كانا يربطهما في الماضي علاقات وطيدة، بل ووقعا سويًا معاهدة صداقة عام 1955 كانت إبان حقبة الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي.

 

وهذه المعاهدة انسحب منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكتوبر من العام الماضي، ليقطع آخر خيط في العلاقات بين واشنطن وطهران، والتي كانت في أوجها إبان حقبة الشاه محمد رضا بهلوي.

 

لكن الوضع تبدل مع رحيل الشاه على إثر ثورةٍ شعبيةٍ في فبراير عام 1979، واستبدل الجانبان علاقات الصداقة بالقطيعة والعداء على حدٍ سواء.

من 40 سنة

حكاية هذا العداء تبدأن من يوم الرابع من نوفمبر عام 1979، بعد نحو تسعة أشهر على الثورة الإسلامية، حينما اجتاحت حركة طلابية قُدرت أعدادها بنحو خمسة آلاف شخص أرض السفارة الأمريكية بطهران.

وقبل أربعين سنة من الآن، كان طلابٌ محافظون إيرانيون يجوبون أرض السفارة الأمريكية بطهران بعد أن اقتحموها في أعقاب اندلاع الثورة الإسلامية. ومن يومها أُغلقت السفارة الأمريكية بإيران، ولم تر نور التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى يومنا هذا.

ولم يكتفِ هؤلاء بذلك فحسب، بل أوقعوا 52 دبلوماسيًا أمريكيًا في الأسر، وساوموا الولايات المتحدة على الإفراج عنهم شريطة تسليم واشنطن الشاه الإيراني لطهران كي تتم محاكمته. وقامت مجموعة بإحراق العلم الأمريكي أمام السفارة.

كان وقتها الشاه محمد رضا بهلوي في الولايات المتحدة يتلقى العلاج هناك. ودفعت الحادثة واشنطن لمطالبة الشاه بمغادرة البلاد ليلجأ إلى مصر، حيث مات في القاهرة في 27 يوليو عام 1980، ودُفن في المقابر الملكية بمسجد الرفاعي.

ورغم وفاته، ظل الدبلوماسيون الأمريكيون رهائن لدى الإيرانيين حتى تم الإفراج عنهم في 20 يناير 1981، على ضوء اتفاقٍ بين واشنطن والجزائر، جاء بوساطةٍ جزائريةٍ.

إحياء الذكرى

وفي الذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأمريكية بإيران، تجمع الآلاف من الإيرانيين في المجمع الذي كان يحوي يومًا ما سفارة الولايات المتحدة لدى بلادهم، رافعين شعارات تحمل عبارات "الموت لأمريكا"، "الموت لإسرائيل"، "النصر للإسلام".

كما حمل المتظاهرون مجسمين ساخرين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وللعم سام [رمز شعبي في الولايات المتحدة ويُطلق على الأمريكيين أنهم أبناء العم سام].