نقطة نظام

بعد البغدادى.. أوقفوا ماكينة التفريخ

مديحة عزب
مديحة عزب

الذى تابع مقتل الإرهابى الكبير أبو بكر البغدادى على شاشات الفضائيات لاشك لفت نظره المأتم الذى نصبته قناة الخنزيرة على فقيدهم والهم والغم والحزن الذى ارتسم على ملامح المذيعين سواء وهم يقرأون الخبر أو وهم يتحدثون مع ضيوف البرامج، بعيد عنكم كم من الهم والغم والأسى ظهر على وجوههم حزنا على حليفهم الأكبر والساعد الأيمن لإمارة الشر والإرهاب فى هدم الدول وتشتيت الشعوب، والذى تحوّلت المنطقة معه إلى حمامات دم جارية، وصارت على يديه مدن عربية كبرى مجرد خرائب وأطلال.. وبالطبع المرتزقة الإرهابيون كثر فكما لم يكن البغدادى أولهم فلن يكون آخرهم ولن تعجز تلك الدويلة بفلوسها عن إيجاد البديل، وفى نفس الوقت سيجد هذا البديل القطعان التى ستمشى وراءه صما وبكما وعميا كما مشت من قبله وراء ابن لادن والزرقاوى والبغدادى.. مسوخا بشرية لا عقول لها تمتثل لأوامر السادة الكبار وأفكارهم الشيطانية.. فالتفكير وإعمال العقل هما أبرز الممنوعات عند هؤلاء القطعان يليهما الضمير الحى فلا هم يعرفونه ولا يحبون الناس أصحاب الضمائر، ثم يأتى بعد ذلك استحلال الكذب والذى هو أرسخ المناهج فى أيديولوجياتهم، وذلك ليسهل قيادهم وتنفيذ استراتيجيتهم التدميرية.. فجميع المجتمعات عندهم جاهلية تسرى عليها أحكام التجهيل ثم التكفير ثم التفجير.. وللأسف سنظل هكذا ندور نحن والإرهابيون فى حلقة مفرغة وستظل منابع الإرهاب قائمة طالما لم نقم بتجفيف منابع الفكر الإرهابى الموجودة فى كتب التراث والتى تستند على ما يقال إنها أحاديث شريفة يبرأ منها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.. ملأت تلك الكتب عقولهم بالديناميت والمتفجرات وهوّنت عليهم استباحة حرمات أوطانهم وصارت معها الخيانة هى الهواء الذى يتنفسونه.. مأساة كبرى لا نعرف نهاية لها ونحن لا نجيد غير التشدق بتجديد الخطاب الدينى ولا من عمل واحد نقصد به وجه الله تعالى لنوقف ماكينة تفريخ الإرهابيين الجدد.
وأعيد وأكرر فإن الضربات الأمنية وحدها لن تقضى على الإرهاب، فالإرهاب نائم بين صفحات كتب التراث لن تقضى عليه إلا ثورة دينية ثقافية تنزع عن الموروث المسكوت عنه قدسيته التى لا يستحقها أبدا.. كفاكم تفريخا لمسلمين جهلة يتعصبون لجهلهم ويشوهون بأفعالهم صورة الإسلام الحقيقى ويجعلون العالم يظنون أن هذا هو الإسلام..
كلهم مصريون للأسف
كم يؤسفنى ويحز فى قلبى عندما أرى على مختلف الفضائيات سواء العربية أو الأجنبية معظم المذيعين بها للأسف الشديد من المصريين الخونة الذين باعوا شرفهم ووطنيتهم بالفلوس، ارتضوا أن ينفذوا سياسة إعلامية عدائية تجاه مصر ويهاجمون بلدهم زورا وبهتانا بكل إخلاص وتفان، ويستضيفون ضيوفا أيضا مصريين يتحدثون كذبا وإفكا وتدليسا بكلمات تقطر سما على بلدهم مقابل أظرف معكومة بمبالغ مالية بالعملة الصعبة.. شىء فى منتهى الحقارة.. ألهذه الدرجة وصل انحطاط البعض مقابل المال.. ألم يخطر على بال أحدهم أن الموت قادم لا محالة وسيقف أمام المولى عز وجل.. ماذا سيقول له وبماذا سيبرر الخيانة.. كيف هانت عليه بلده وهانت أرضها وسماؤها كيف هان عليه ماؤها وترابها، أدعو الله ألاّ يمنّ عليهم بهذه الذكرى أبدا حتى يلقوا الله فيوفيهم حسابهم الحق.. وأحمده سبحانه على أن طهّر بلدنا من هذه النفايات البشرية وجعلهم يبحثون كالفئران عن مأوى لهم بعيدا عن أرضنا الطاهرة، وكما أرسل لى القارئ العزيز على زكى إن التاريخ سيشهد أن كل دول الربيع العربى قد خرج منها أهلها لاجئين إلا مصر فقد خرج منها الخونة واصبحوا لاجئين..
ما قل ودل:
عندنا فى مصر لعبة اسمها «انت ما بتسألش ليه».. اللى يقولها الأول هو اللى يكسب..