فضفضة

فضيحة فى يوم الفرح!

علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى

كما يكشف سقوط الأمطار، المخبوء فى باطن الأرض، كشفت أمطار الثلاثاء الماضى أوراق التوت عن عورات كثير من أولئك الذين يسترون أنفسهم بتصريحات كاذبة، وجاءت أمطار الخريف لتكشف كذبهم.. غرق القاهرة الكبرى بهذه الصورة الكارثية فى أعقاب أمطار الثلاثاء يجب ألا يمر مرور الكرام، ويجب ألا نضحك على أنفسنا ونحاول تهوين ما حدث، ونقول إنه يحدث فى كل البلاد، يجب أن تكون لدينا الشجاعة ونصارح أنفسنا ونقول إن ما حدث هو فضيحة من العيار الثقيل، غطت تبعاتها السلبية للأسف على فرحة عودة السياحة البريطانية إلى شرم الشيخ بعد انقطاع دام أكثر من أربع سنوات، وبدلا من أن تتبارى وكالات الأنباء فى تغطية أصداء عودة السائح البريطانى إلى مصر، وتبعات اكتشاف خبيئة مومياوات العساسيف التى تعد فى رأيى أحد أعظم اكتشافات القرن الحادى والعشرين، تسابقت فى نشر صور المصريين محبوسين فى شوارعهم التى تحولت إلى جراجات على امتداد البصر ولعدة كيلومترات، وتحولت إلى برك كبيرة وحمامات سباحة يتنقلون فيها عوما، وكأن الأمطار يجب أن تستأذن قبل أن تسقط، أو لا تسقط أصلا لأننا بلاد حارة صيفا قليلة الأمطار شتاء. سعدت جدا بخبر فى شهر أغسطس يتحدث عن لجنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء تبحث استعدادات المحافظات للسيول ولأمطار الشتاء، قلت لنفسى هو ده الكلام: استعداد مبكر، وتغيير فى منهج العمل، حتى لا نفاجأ كما اعتدنا بالكارثة ثم نتحرك، ولكن للأسف واضح أن التقارير التى رفعت لرئيس الوزراء كلها من نوعية: "كله تمام يافندم"، لتأتى الأمطار وتكشف أن "كله كذب يافندم"، وأن التقارير كلها ورقية، وليست ميدانية، وإلا بماذا نبرر ما حدث؟!.. قالوا قديما "الميه تبين الغطاس" والأمطار كشفت أن جميع مسئولينا غرقوا فى "المطرة" ولابد من تغييرهم.
 خطورة الفساد والإهمال لا تقل عن خطورة الإرهاب، لأننا للأسف نتعايش مع الإهمال، حتى أصبح طقسا من طقوس حياتنا؟
وكما تجرف المياه المندفعة جراء الأمطار الغزيرة، أو السيول فى طريقها كل شىء، يجب أن تجرف كل مسئول "خايب" فاشل، لا يقوم بمسئولياته تجاه المكان المسئول عنه.