«هارنام كور».. فتاة ملتحية واجهت التنمر وتحولت لنموذج نجاح

هارنام كور فتاة ملتحية
هارنام كور فتاة ملتحية

تعد هارنام كور، ناشطة اجتماعية وخطيبة مفوهة في بريطانيا في عدد من الحملات التي تهدف إلى مساعدة الناس على قبول صورة أجسامهم والتأقلم معها والتعافي من أثر التجارب التي واجهوا فيها التنمر أو إساءة المعاملة والخجل بسببها.

 

وبحسب ما نشره موقع بي بي سي، فقد حكت كور، عن تجربتها المختلفة مع وجهها الملتحي بسبب خلل هرموني، وقصة نجاحها ولماذا تستحق النتيجة التي حققتها بعد كل هذا العناء.

 

من أنا؟


لقد عشت حياتي كشابة ملتحية منذ أن كان عمري 16 عاماً.

في سن الثانية عشرة، شُخصت إصابتي بحالة تعرف باسم "متلازمة المبيض المتعدد الكيسات" والتي تتسبب بتغيير طريقة أداء المبيض لوظيفته.

أحدثت هذه الحالة عندي اختلالات هرمونية قادت في نهاية المطاف إلى أن تنمو لحية جميلة، على الرغم من أنني لم اترك لحيتي تنمو إلا بعد سنوات من تعرضي للتنمر وسوء المعاملة من زملائي في المدرسة والغرباء في الشارع.

كيف نعرف ما هو طبيعي؟

لقد واجهت تحديات كبيرة عندما كنت في سن المراهقة بشأن ثقتي بنفسي وجسدي بسبب مظهره غير المألوف. إذ لم أرَ أي شخص يشبهني بطريقة ما، في المجلات أو على شاشات التلفزيون.

اعتقدت أن هناك خطأ ما في جسدي، كنت أشعر بالاغتراب بين زملائي في المدرسة بسبب مظهري. كنت فتاة صغيرة ملتحية، وكل ما أردت فعله هو أن أبدو طبيعية.

كان عليّ السقوط تسع مرات، لأعيد التقاط أنفاسي في المرة العاشرة وأدرك أن المجتمع يحتاج إلى تغيير بعض الصور النمطية حول معنى الجمال، ومعنى أن تكون رجلاً أو امرأة أو شخصاً ما.

وسرعان ما أدركت أن قوتي أتت من أن أكون حقاً نفسي ومن أعماق قلبي، يحتاج هذا المجتمع إلى أن أكون شخصاً منفتحاً وصادقاً بشأن موضوع من أكون من أجل تنوعه وازدهاره.

لذلك، قمت بإطلاق لحيتي وواجهت العالم بقوة. كان ذلك أصعب ما قمت به في حياتي. وفي كل يوم يمر في حياتي، كنت أقول لنفسي: إرفعي رأسك عالياً وابتسمي وإضحكي وكوني لطيفة.

إن جسدي يساعدني في أن أعيش وأساعد الآخرين، ليست لدي القوة لأكره جسدي وما أنا عليه.

سر حب الذات


نمارس ضغوطاً شديدة على أنفسنا عادة من أجل الوصول إلى مرحلة نحب فيها ذاتنا، على الرغم من أن كل ما نحتاج فعله حقاً هو أن نكون عطوفين على أنفسنا والآخرين.

 

إن جسمك لك لتبتهج وتحتفي به، تخلص من أولئك الذين على قائمة أصدقائك في مواقع التواصل الاجتماعي الذين يشعرونك بأنك لا تستحق الحياة التي تعيشها، وأولئك الذين في حياتك العادية الذين يشعرونك بأنك تحتاج إلى أن تتغير ولا تكون كما أنت بصدق، لديك حياة واحدة وتستحق كل السعادة التي يمكنك الحصول عليها خلالها. سيصبح الناس ممتعين حالما نقرر تقبل بعضنا البعض.

 

دعني أتركك مع هذا الفكرة الأخيرة: لو أن الكلمات التي تقولها لنفسك تظهر على جلدك بعد التفكير بها أو قولها، فما هي الكلمات التي ستستخدمها لوصف نفسك؟

 

أين تجد الدعم؟


إذا كنت قد تعرضت لأي تجربة مماثلة مما قرأت في المقال، فمن الأفضل دائماً التحدث إلى شخص ما تثق به حول المشكلات التي قد تواجهها مهما كانت صغيرة أو كبيرة.

 

وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصعب عليك التحدث عن أمور تتعلق بشكل الجسد أو تلك التي تتعلق بالصحة العقلية. إلا أنها أشياء تؤثر فينا جميعاً.

 

وإذا كنت تواجه صعوبات، فلا تشعر بالخجل أو بالاختلاف أو لا تشعر بأنك يجب أن تخفيها، وتحدث إلى طبيبك أو أخصائي في الصحة يمكن أن يوفر لك اتصالا بالأشخاص المناسبين الذين يمكنهم المساعدة، وتقديم الدعم الذي يمكن أن يغير حياتك.