نهار

ودمع لا يكفكف يا دمشق...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

«ليس للكردى إلا الريح».... هذا ما كتبه محمود درويش فى قصيدته المهداة إلى صديقه الكاتب السورى الكردى «سليم بركات»... ليس للكردى إلا الريح...
(على دراجة حمل الجهات.. وقال أسكن أينما وقعت بى الجهة الأخيرة... هكذا أختار الفراغ ونام)... ليس الكردى سوى لغته.. هى هويته الوحيدة ودولته الحلم... يحلم أكثر من ٣٠ مليون كردى، موزعون فى بلاد مختلفة (تركيا. إيران. العراق. سورية).. يحلمون بدولة مستقلة!!.. النسبة الأكبر من الأكراد يعيشون فى تركيا (حوالى ١٥ مليونا).. لكن تركيا كعادتها تريد إبادتهم.. تحارب حلمهم فى تأسيس الدولة، وتصفها (بدولة الإرهاب)!!
المعانى هنا عكس المعانى.. واللغة تحارب اللغة..
الأكراد (مسلمون سنة) كانوا دائما رأس الحربة القوى فى مواجهة الدواعش بالعراق وسوريا... لكنهم فى عرف الأتراك (إرهابيون)!!.... وتحت شعار (نبع السلام) اقتحم الأتراك الشمال السورى (منطقة رأس العين - شرق الفرات) بقوات أطلقوا عليها (الجيش المحمدى)!!!
منتهى الانتهاك للغة والانتهاك للمعانى.. ومنتهى الانتهاك للسيادة السورية والقوانين الدولية... ولعل أحد أهداف العملية العسكرية التركية فى الشمال السورى، هو إخراج مقاتلى داعش (١٢ ألف معتقل داعشى فى ٧ سجون سورية) تحت حراسة الأكراد...
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، سيطرت القوات التركية على ١١ قرية سورية.. ونزح حوالى ٢٠٠ ألف كردى من قراهم، هربا من القصف التركى.. بينما قدرت أعداد القتلى بحوالى ١٠٠ مقاتل كردى خلال يومين!!... والرعب كل العرب أن تعود داعش من جديد!!
العربدة التركية بالطبع، ما كان لها أن تحدث، لولا الخذلان الأمريكى لحلفائهم الأكراد، وهو ما وصف (بالطعن بالظهر)!!.. فالمنطقة (رأس العين السورية) التى اجتاحتها القوات التركية، كانت تحت سيطرة القوات الأمريكية، لكنها تركتها، قامت بالانسحاب منها، لتطلق العنان للحرب...
ويا وجع القلب السورى.. كل مجرمى العالم يتناوبون عليها. يمزقون سيادتها ويسفكون دمها.