العميد فكري عبد الحي: حرب الاستنزاف أحدثت «تطعيم المعركة» للجنود قبل حرب أكتوبر

العميد أركان حرب متقاعد محمد فكري عبد الحي
العميد أركان حرب متقاعد محمد فكري عبد الحي

أكد العميد أركان حرب متقاعد محمد فكري عبد الحي، أحد أبطال سلاح المشاة، أن حرب أكتوبر تعد مثالا واضحا للعلاقة الأصيلة بين الشعب وقواته المسلحة فهي كالدم يجري في العروق، وأن النصر العظيم سبقه جهد وتدريب ورغبة حقيقة في تحرير الأرض المصرية.

 

وأضاف في تصريحات صحفية له بمناسبة مرور 46 عاما على نصر أكتوبر، عن دوره في الحرب، حيث أوضح أنه كان يشغل قائد سرية في سلاح المشاة خلال حرب أكتوبر 1973، مؤكدا أن جميع الجنود المصريين الأبطال كان لديهم رغبة حقيقية في تحقيق النصر ورفع اسم مصر عاليا، مشددا على أن البداية الناجحة للقوات الجوية في تنفيذ أهدافها، وبعدها قوات المدفعية، مهدت الطريق أمام القوات لتنفيذ خطة العبور ورفع العلم المصري.

 

وقال إن حرب الاستنزاف أحدثت ما يمكن تسميته "تطعيم المعركة" للجنود المصريين قبل حرب أكتوبر، وشهدت أعمال عبور فردية لقناة السويس لرفع القدرة القتالية للضباط المصريين كما أنها خلقت نوعا من أنواع التأقلم على القصف الجوي، موضحا أن المقاتلين المصريين الأبطال وصلوا إلى أعلى درجات الاستعداد قبل الحرب، مشيرا إلى أن الانتصارات المتتالية والنجاحات التي تحققت في بداية المعركة هي التي دفعت العدو إلى المطالبة بوقف الحرب.

 

وأوضح «عبد الحي» أن أهم ما ميز حرب أكتوبر هو التخطيط الجيد، وخطة الخداع الإستراتيجي التي وضعتها القيادة المصرية لأنها تمكنت من خداع الدول الكبرى وأجهزة المخابرات على مستوى العالم، فكانت حجر الزاوية والأساس الذي تم من خلال تحقيق الانتصار، موضحا أنه خلال الساعات الست الأولى من الحرب تم عبور 80 ألف جندي مصري قناة السويس.

 

وحول أهم اللحظات التي لم ينسها خلال مشاركته في الحرب، أكد العميد أركان حرب محمد فكري أن لحظة تلقي معلومات بموعد وقيام الحرب مازالت محفورة في ذاكرته حتى الآن فهي لحظة لا تنسى، ومن أهم اللحظات في حياته، أما اللحظة الثانية التي لا ينساها أبدا فهي لحظة انطلاق الطائرات المصرية ومشاهدتها وهي تعبر الأجواء إلى إسرئيل، كما أشار أيضا إلى لحظة تحقيق الانتصار وإحكام السيطرة على جبل المر.


وشدد العميد محمد فكري عبد الحي على أن حرب أكتوبر 1973 كانت معركة منظمة تنظيما دقيقا للغاية، ونجحنا في التمسك بالخطوط الأولى، وتم إعادة ترتيب القوات المسلحة للبدء في عمق العمليات، مشيرا إلى أن القوات نجحت في يوم 9 أكتوبر في تطوير أعمال القتال، ومهاجمة القاعدة الإسرائيلية في "جبل المر"، التي كانت تهدد السويس والمنطقة الغربية لذلك كان سقوطها شيئا مهما بالنسبة للقوات المصرية، وبالفعل نجحت القوات في الانتصار على القوات الإسرائيلية والسيطرة على جبل المر، مشددا على أن الجميع كان يرفع شعار "تحرير الأرض أو الشهادة". 

 

وأشار إلى أن معركة "جبل المر" سجلت إرادة القوية للمقاتل المصر، فالسيطرة على جبل المر كان إنجازا كبيرا للقوات المسلحة ودفعة معنوية كبيرة لمواصلة القتال والانتصار، ونقطة تحول كبيرة، حيث أسهمت في تطوير أعمال القتال، فضلا عن أن العدو بدأ يفقد صوابه لاستعادة الجبل مرة أخرى ولكنه فشل في ذلك.

 

واختتم أنه تمت مشاركة المقاومة الشعبية في معركة فض الهجوم على مدينة السويس يوم 24 أكتوبر، والتصدي لدبابات العدو ومنعها من الدخول لمدينة السويس، متابعا: "مع تواصل أيام القتال اضطر الجنود المصريين إلى ترشيد استخدام عينات الطعام، حتى بدأت مفاوضات كيلو 101 وبدأت عنها فض الاشتباك رقم واحد، ثم فض الاشتباك رقم 2"، مشيرا إلى أن أول إجازة حصل عليها بعد حرب أكتوبر كانت في 5 فبراير 1974".