حكاية ابن مخلص| تمني الموت عقب وفاة والده.. فدفن معه بنفس اليوم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الابن المخلص.. هكذا لقبه الأهالي عقب وفاته متأثرًا بموت والده، فلم يستطيع أن يصمد كثيرًا عقب سمعه الخبر المؤلم بالوفاة، وحضوره مراسم الدفن، فبمجرد أن انتهي من دفن الوالد، انصرف وعاد إلى منزله وجلس وحيدًا منفردًا يتذكر ذكرياته ومرحه ولحظات الجميلة، التي جمعت بينهما، داخل المنزل، وكيف كان يحنو عليه ويشاركه أحزانه وأفراحه، فكان الأب صديقه المقرب قبل أن يكون والده. 

تمر دقائق والابن يشتد حزنًا وكلما جاء إليه الجيران والأهل، لتقديم واجب العزاء، كلما اشتد حزنه على فراق والده، فبمجرد أن ينظر في أي من أركان الشقة يتذكر مشهد بينه وبين والده فيبكي بكاًء مريرًا، ويتمني أن يجمعه الله معه، فتشاء الأقدار وتفتح أبواب السماء، وستجيب لدعوة وأمنية الابن في لقاء والده، فلم تمر سوي عدة ساعات فقط، على تغسيل ودفن الوالد، إلا وسقط الابن جثة هامدة، بسبب حزنه الشديد على والده، وتشوقه لرؤيته.

فلم يكن من أهالي قرية طملاي بالمنوفية، سوي أن أصابتهم الصدمة وخيم الحزن على سكان القرية من شدة الموقف، فكان معروف الأب ويدعي بالحاج كمال البلشة، بحسن السمعة ومثله نجله، وقام الأهالي بتغسيل الابن عقب انتهاء مراسل جنازة الأب، وشيعوا الجثمان في نفس اليوم، لترقد روح الابن المخلص بجوار والده ويتحقق أمنيته، بأن يجتمع مع والده في نفس المقبرة، فيما سادت حالة من الحزن على فراقهما، لما يتمتع به الأب والابن من حسن الخلق ومعاملتهما الطيبة مع الجيران.   

فيما ظلت مراسم جنازة الأب كما هي وحضر الجيران والأقارب مرة ثانية، لتأدية واجب العزاء في الابن صاحب 32 عامًا وهو أحمد كمال، بعد أن تم دفنه بجوار والده، كما كان يطلب من أقاربه في كل مرة بأن يدفن بجوار والده، فبداية الواقعة، كانت عندما أستيقظ الأهالي  على صوت مكبرات المساجد، تٌعلن عن وفاة الحاج كمال البلشة وتشيع الجنازة عقب صلاة الظهر، ومر الوقت وتم دفن الحاج بمقابر العائلة وسط حزن الأهل والأقارب والجيران نظراً لما يتمتع به من سيرة طيبة، ومن بعدها دفن الابن بنفس المقابر.