انتخابات النمسا| «فضيحة إيبيزا» وراء الاستحقاق البرلماني المبكر في البلاد

سباستيان كورتس وكريستيان شتراخه
سباستيان كورتس وكريستيان شتراخه

فضيحة إيبيزا.. هكذا عُرفت في النمسا في شهر مايو، وهي الأزمة التي نخرت في جسد حكومة المستشار النمساوي سباستيان كورتس، وأطاحت بحكومته، التي تبوأت موقع السلطة لنحو عامٍ ونصفٍ.

واليوم يصطف النمساويون مجددًا أمام صناديق الاقتراع لانتخاب حكومةٍ جديدةٍ عوضًا عن تلك، التي حجب البرلمان الثقة فيها قبل أربعة أشهر.

حجب الثقة في حكومة سباستيان كورتس جاء بعد انهيار الائتلاف الحاكم بين حزبه "الشعب النمساوي المحافظ" وحزب الحرية اليميني المتطرف، على إثر فضيحة "إيبيزا".

 

فضيحة إيبيزا

وتُنسب فضيحة إيبيزا إلى الجزيرة الإسبانية، التي تحمل هذا الاسم، والتي شهدت تسريبًا بين نائب المستشار النمساوي آنذاك هاينز كريستيان شتراخه، زعيم حزب الحرية، وامرأة قدمت نفسها على أنها ابنة شقيق رجل أعمال روسي قريب من السلطة في موسكو.

وخلال التسجيل الصوتي كان شتراخه يشرح للسيدة الروسية خلال اللقاء عن طريقة سرية لتمويل حزبه، المنتمي للتيار اليميني الشعبوي.

وأقر كريستيان شتراخه بجرمه. ولم يستطع الائتلاف الحاكم الصمود في وجه العاصفة الهوجاء، التي تفجرت في البلاد على إثر المقطع التسجيل المسرب، خاصةً في ظل حساسية العلاقة بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي، والتي من بينها النمسا.

وبعد نحو أربعة أشهر من تلك الواقعة، يجد النمساويون أنفسهم ذاهبين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمانٍ جديدٍ، خلاف البرلمان السابق، الذي عرف صعودًا كبيرًا لحزب الحرية، جعله يتبوأ المرتبة الثالثة في البرلمان، خلف الحزبين الرئيسيين "حزب الشعب النمساوي" و"الحزب الديمقراطي الاشتراكي".

فهل ينجح الحزب في الحفاظ على ما وصله إليه في انتخابات أكتوبر عام 2017، أم أن رياح فضيحة "إيبيزا" ستلقي بظلالها على سمعة الحزب وتفقده ما وصل إليه على أكتاف موجة صعود التيارات اليمينية في أوروبا؟