مع احترامى

مهرجانات ضد القيم والقانون

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

أصابتنى الخضة عندما طالعت خبرا يقول إن أغنية «غور» للمطرب العراقى ماجد المهندس تخطت الـ 650 ألف مشاهدة على يوتيوب بعد يومين من طرحها.
الخضة ليست من الرقم فهناك أغنيات تحقق نسب مشاهدة بالملايين لكن مصدر الخضة اسم الأغنية البعيد تماما عن الذوق العام والذى يعلن صراحة عن تشييع زمن الفن الجميل إلى مثواه الأخير.
بعد الخضة تملكنى فضول البحث عن كلمات الأغنية والمفاجأة أننى وجدت بها معنى وتعبر عن إحساس، إذن لماذا كان هذا الاسم الغريب السوقى اللهم إلا إذا كان مسايرة لزمن المهرجانات وزمن الفن الردئ.
لا غضاضة تماما فى كلمات الأغنية وكان يستحسن للشركة المنتجة وأيضا للذوق العام أن يختار لها اسما آخر فهى تقول: بادلينى شعور واكذبى به علي.. بقنع إحساسى إنى مبادلك هالشعور.. اتركينى أعيش بعالمٍ كنه لي.. وضيقتك لا تبان وتختلف هالأمور.. أدرى أنها النهاية والأمل منجلي.. يطلع اللى نكنه خافيٍ بالصدور.. ودى أعيش لحظة تكون بى مبتلي.. ثم فارق طلبتك عنى بالله غور.
وزاد شعورى حسرة وألم على زمن الفن الجميل تلك المهرجانات التى لا أنزل الله بها من سلطان والتى تتكلم جميعها عن الغدر والخيانة والدم وأخذ الحق بالإيد وكلها ضد قيم تمثل أساس أى مجتمع لكنها للأسف تجد إقبالا كبيرا خاصة من فئة الشباب وصغار السن.
نجلى الصغير مصطفى (12 عاما) فى غمرة فرحته بالموبايل الجديد أرسل لى رابطا على الواتس أب وألح علىّ أن أفتحه.. حاولت لكن النت كان ضعيفا ولم أستطع فتحه فطلبت منه أن يحكى لى قصته: قال إنه مهرجان «مكسر الدنيا» سمع عنه من أصدقائه فى المدرسة.. أغنية روعة.. تحكى قصة شاب فى العشرين.. أحب فتاة عمياء.. وطلبها وألح فى طلبها للزواج.. قالت له لماذا أنا وأمامك ذوات العيون الخضراء والزرقاء والعسلية.. وأصر الشاب أن يتزوجها وكان مهره لها أن يعطيها عينيه بالفعل ذهبوا للدكتور وأصبحت مبصرة وأول ما رأت النور وجدت الشاب صار أعمى فتركته وذهبت لغيره وهذا جزاء المعروف.
المهرجان لمطرب اسمه أبو الشوق وحقق مشاهدات عالية بالفعل لكن ما القيمة لمثل هذه المهرجانات وما عائدها لشبابنا وأبنائنا الصغار غير زرع قيم جديدة علينا وهى ألا نسدى معروفا لأحد وأن الغدر أصبح سيد الموقف.
بحثت عن أصل كلمات المهرجان فى جوجل الرهيب وإذا بى أفاجأ بكم هائل من مهرجانات مثيلة بل أشد خطرا على قيم المجتمع والغريب أن جميعها يحقق نسب مشاهدة عالية جدا على اليوتيوب.
أناشد الفنان الكبير هانى شاكر نقيب الموسيقيين وكذلك الرقابة على المصنفات الفنية التدخل بقوة لمنع هذه المهرجانات التى تضرب قيم المجتمع فى مقتل وتأخذنا لقيم غريبة علينا لم نألفها من قبل.. وأتساءل: لماذا تحركت النقابة ضد حمو بيكا ولم تتدخل لمنع مهرجانات أسماء غريبة تنشر ثقافة التوك توك والميكروباص على الملأ لتطرد أى فن جميل.
أنقذونا من زمن أغاني: تعورنى أعورك وأشوه منظرك.
حرف ساخن:
توضيح الخارجية المصرية لملابسات وفاة د. أبو بكر عبد المنعم رمضان الأستاذ المتفرغ بقسم المواقع والبيئة بشعبة الرقابة الإشعاعية خلال مشاركته فى ورشة عمل بالمغرب دليل على أن المواطن أيا كان موقعه أصبح الاهتمام الأول للدولة.