فواصل

السعودية.. الدور المنتظر

أسامة عجاج
أسامة عجاج

لن أتوقف عند التفاصيل والأحداث، فهى معروفة للمتابعين، رغم خطورتها، ولن أتناول ما حدث فى اليمن منذ قيام قوات المجلس الانتقالى الجنوبى بالهجوم والسيطرة على مدينة عدن ومناطق ومحافظات أخرى فى الجنوب، ولكننى هنا سأحاول كمتابع للشأن اليمنى طوال ٣٥ عاما، تقديم إجابتى المتواضعة على السؤال الاهم فى نظرى، وهو تحديدا وماذا بعد ؟ هل تستمر الأمور على هذه الحالة من السيولة وخلط الأوراق، ومحاولة تقسيم المقسم فى الجنوب، ام ان الامر يحتاج إلى وقفة جادة وصريحة وحاسمة لوقف التدهور الحاصل، ووضع خريطة طريق للمستقبل المنظور؟ اعتقد ان الاجابة عند كل العقلاء والذين يسعون إلى استقرار اليمن الموحدة، ومن قبله المنطقة كلها واضحة، وهنا لن نجد الا السعودية، فهى فقط القادرة على اعادة الأمور إلى نصابها، بل والذهاب إلى الامام للبحث عن حلول ليست آنية، ولكنها تعالج كل اسباب وعوامل حالة التوتر والاقتتال والتشرذم الذى يعيشه البلد، فهى قائد التحالف العربى لإعادة الشرعية فى اليمن، كما انها صاحبة اكبر حدود مشتركة معها ناهيك عن العلاقات التاريخية بين البلدين، والدور السعودى التاريخى فى دعم الاستقرار هناك.
واعتقد ان البيان السعودى الاماراتى الذى صدر منذ ايام، يمكن ان يكون أساسا للبناء عليه، خاصة الإشارة المهمة على تأكيد البلدين على حرصهما وسعيهما الكامل، «للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني، وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه، تحت قيادة الرئيس الشرعى لليمن، والتصدى لانقلاب ميليشيات الحوثى الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، يضاف إلى ذلك البند الخاص فى البيان الذى أشار «الى الالتزام بالتعاون مع اللجنة المشتركة من قوات التحالف لفض الاشتباك، واعدة انتشار القوات فى إطار المجهود الحربى لقوات التحالف، وضرورة «الانخراط فى حوار جدة الذى دعت له السعودية لمعالجة أسباب وتداعيات الأحداث التى شهدتها بعض المحافظات الجنوبية».
ومن هنا، اعتقد انه من المطلوب من السعودية لضمان تحقيق أهداف التحالف، ممارسة اكبر ضغط ممكن، لدفع الطرفين للجلوس على طاولة التفاوض فى حوار جدة، للاتفاق كمرحلة أولى على عودة الاوضاع فى مدن الجنوب، إلى ماكانت عليه قبل ١٢ اغسطس، بداية استيلاء المجلس الجنوبى على محافظة عدن، والتأكيد على ان شرعية الرئيس عبدربه منصور وحكومته هى عنوان اليمن، بعيدا عن أى مكونات سياسية حتى لو كان لها أذرع عسكرية، دون التوقف عند تحفظ حكومة هادي، انها لن تتفاوض مع كيان غير شرعي، وهو المجلس الانتقالى الجنوبي، فقد سبق لها ان شاركت فى حوارات برعاية دولية مع جماعة الحوثى، وكذلك التأكيد على ان هدف الجميع - تحالف عربى ومكونات يمنية -، هو انهاء الحرب فى الشمال، سواء بالحسم العسكرى او عبر تسوية سياسية، تضمن عدم تحول جماعة الحوثى إلى «نسخة يمنية» من حزب الله وقطع أى ارتباطات له خارج الحدود، والاهم كما اعتقد، توافق الجميع على ان هناك هموما وتطلعات ومطالب لقطاع مهم من أبناء الجنوب، يجب الإقرار والاعتراف بشرعيتها، ولكن سيتم حسم مسألة الوحدة او عدمها بعد الانتهاء من ازمة الشمال، عبر حوار معمق يشارك فيه كل اليمنيين، بدعم التحالف العربى والمجتمع الدولي، ليتفق الجميع على صيغة لحل ازمة الجنوب، اما بقبول البقاء داخل اليمن الموحدة،او الانفصال بالتراضي، ووفق استفتاء عام تشرف عليه الامم المتحدة،مع جدول زمنى متفق عليه، تضمن استقرار اليمن، مع تحديد طبيعة العلاقة بين الكيانين.