مشوار

انسوا التطبيع!!

خالد رزق
خالد رزق

أن تدخل فرق من البشر ضمن مجتمع واحد أو أمة واحدة فى سجالات ويتبنى الواحد منها موقفاً أو توجهاً ما يتفق والمبادئ الوطنية للأمة وـ يرى ـ فيه ما يحقق الصالح العام للشعوب ويحفظ لها وأمامها الكرامة والاستقلال والسيادة الوطنية كحق من حقوق الأمم الحرة، فهذا سياسة.

أما أن يتخذ فريق من الفرق موقفاً لا يقدس المبادئ الإنسانية والوطنية ولا يكترث بصالح الشعوب، ويعطى لنفسه الحق بتبنيه فهذه لا تكون سياسة ولا معارضة والأكيد لا تنتمى لقواعد حقوق الإنسان فى ظل مجتمع حر.

وكبير هو الفارق ما بين أن تكون معارضاً وطنياً تسعى للأفضل وبين أن تنقلب على الوطن ذاته، فتتجاهل «مبادئ أمته» وتكره أرضه وتحتقر حقوق أفراده.

الأمة المصرية لمن لا يعلم هى أمة رائدة وهبت البشرية إنسانيتها وتحضرها فعلى هذه الأرض وادينا الجميل استقر أقدم المجتمعات الآمنة المسالمة التى عرفت قبل كل شيء كيف تهذب وتحترم أفرادها ثم انطلقت لتحمى وجودها ووجودهم راسمة حدود أول دولة عرفها التاريخ.

منذ كانت مصر وقرر شعبها أنها لهم فصاروا لها ولا شيء أقدس عند المصريين من سيادتهم على أرضهم.. ومنذ كانت وكانوا لم يعرف العائشون على أرضها خضوعًا ولا استسلامًا.
بين ناس.. «لا» أحسبهم ناساً شاع فى الآونة الأخيرة جدلاً عما صار يعرف بصفقة القرن، المأساة أن الحوار الجدلى الدائر خرج عن دائرة الرفض المبدئى للصفقة وصار الحديث عن حرية بعض المواطنين العرب فى زيارة كيان العدو الصهيونى المحتل باعتبار أن الأمر عادي وحق لهم.

ونسألهم أين هو الطبيعى ومن أنتم لتطبعوا؟ هل احتلت بلادكم وشردت شعوبكم وهل حاربت بلادكم ودفعت ضريبة الدم والأرض والكرامة لتعادى أو لتسالم؟ ثم كيف ولماذا يا من حسبوا علينا عربًا تتخلوا عن القدس... كيف ولماذا وأنت لم ترفع سيفاً ذات يوم أن تدعى البحث عن تطبيع وسلام ليس لك فيهما شأن مع عدو مغتصب لحقوق العرب.. الأمة المصرية لا تنسى أعداءها.
انسوا التطبيع...