حق ربنا

«اتبنى طفل»

عصام حشيش
عصام حشيش

أسابيع وهذه السيدة تدور على مكاتب وزارة الشئون الاجتماعية لتتبنى طفلا يتيم الأبوين.. ظننت أنها تفعل ذلك لحساب زوجين حرما الإنجاب فهى قد أكرمها الله بولد وبنت ولكن فوجئت أنها هى التى تريد أن تتبنى طفلا.. وسألتها لماذا؟ فقالت:أما سمعت ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة» وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.. قلت: نعم ولكن أنت عندك أطفال!! فقالت: نعم فكرت أنا وزوجى فى إنجاب طفل ثالث ولكن فضلنا أن نتبنى طفلا يكون أخا لابنى أو أختا لابنتى ونكفله ويكون مدخلا لنا عند الله ندخل به الجنة.. قلت ولكن هذا الطفل شرعا لن يكون أخا لأبنائك.. فقالت: بل سيكون أخاهما فهناك أدوية ووسائل تدر لبن الأم يمكن استخدامها وإرضاعه لفترة فيصبح أخاهما من الرضاعة.. وسألت: هل الإجراءات سهلة؟ قالت: بالطبع لا ووزارة الشئون تضع إجراءات كثيرة وتتحرى عن ظروفنا بكل دقة.. ونحن راضون بذلك لأنها تحفظ للطفل حقوقه فى حياة آمنة ومنها أنه سيحصل فى شهادة ميلاده الجديدة على اسم عائلة زوجى فينشأ بصورة طبيعية فى مجتمعه ومع أخوته..
وانتهى كلامى معها وأنا أنظر إليها بكل اعتزاز وإكبار.. فقد كانت كفالة اليتيم عندى مجرد إخراج مبلغ شهريا يسيرا من المال ولكن ما سمعته منها أدار عقلى للإتجاه الصحيح للكفالة.. ولعل من يقرأ هذا المقال الآن يتحول إلى داع لهذه الفكرة الخلاقة لتبنى أيتام أبرياء لينقذهم من مصير مظلم وقبل ذلك ليفوزوا بجنة عرضها السماوات والأرض.. فمن يشمر لها؟
«استنى شوية..»
اندهش من جموع المصلين الذين يتدافعون نحو الباب فور انتهاء الصلاة بالمساجد تاركين خلفهم وقتا من أعظم الأوقات للمغفرة وقبول الدعاء.. ويكاد يخرج من قلبى صراخ أنادى به هؤلاء المتدافعين لأستبقيهم فى المسجد فترة أطول يتزود فيها من دعاء الملائكة.. فمن كان كثير الذنوب وأراد أن يحطها الله عنه بغير تعب فليلزم مصلاه مطمئنا ليستكثر من دعاء الملائكة ولا يستجيب للشيطان الذى يحرضه على الانصراف وكأن ما سيخرج إليه أفضل مما سيخرج منه!!..