حبر على ورق

رئيسان وحرائق الأمازون والنساء!

نوال مصطفى
نوال مصطفى

بادر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى الرد على نظيره البرازيلى، جايير بولسونارو الذى أدلى بتعليق مسيء تجاه زوجته السيدة بريجيت. المعروف أن لقب السيدة الأولى غير موجود فى فرنسا. الحكاية باختصار هى أن الرئيس البرازيلى كتب تعليقا مليئا بالغل والتشفى من الرئيس الفرنسى يتعلق بزوجته برجيت. وفى أول رد على ذلك قال ماكرون: أنا على يقين أن البرازيليات يشعرن بالخجل، بعدما أساء رئيسهم إلى زوجتى على فيسبوك، مضيفا أنه «وقح للغاية».


البوست كتبه أحد الأشخاص يوم الأحد الماضى، تفاعل بولسونارو مع هذا البوست الذى يقارن بين زوجة الرئيس الفرنسى، 66 عاما، وسيدة البرازيل الأولى وعمرها 37 عاما، :»لهذا السبب، يبدو ماكرون ناقما على الرئيس البرازيلى».


قصد البوست أن ماكرون أثار ضجة بشأن حرائق الأمازون لأنه يغار من الرئيس البرازيلى الذى يمتلك زوجة جميلة وشابة، راق هذا الكلام لبولسونارو فكتب معلقا «لا تُذلوا الرجل ها ها ها».


تعرض تعليق بولسونارو لانتقادات واسعة، واستغرب كثيرون أن يقوم رئيس دولة بالتنمر على زوجة رئيس دولة يفترض أنها صديقة. وصرح ماكرون يوم الإثنين، فى مؤتمر صحفى على هامش قمة مجموعة السبع فى بياريتز، جنوب فرنسا بأن ما صدر عن بولسونارو تقليل كبير من الاحترام. وأكد تقديره واحترامه الكبيرين للبرازيل، وأضاف أن ما حصل أمرٌ محزنٌ للبرازيليين بالدرجة الأولى. وفى انتقاد لبولسونارو المثير للجدل، قال ماكرون إنه يأمل فى أن يحظى البرازيليون برئيس يكون أهلا لأن يتولى المنصب.


فى غضون ذلك، رفض متحدث باسم الرئاسة فى البرازيل التعليق على ما حدث، وما إذا كان بولسونارو هو الذى أدرج التعليق المهين. قبل هذه الواقعة اتهم بولسونارو نظيره ماكرون، بإضمار نوايا استعمارية، بعدما دعا الرئيس الفرنسى إلى بذل جهود دولية لحماية غابات الأمازون التى تشهد حرائق متزايدة على نحو غير مسبوق.


هكذا تفعل السياسة؛ تشعل النيران بين الرؤساء والشعوب، وتطال الحياة الخاصة لقادة الدول مثلما حدث مع الرئيسين الفرنسى والبرازيلى. فعندما شن ماكرون هجوما كاسحا على رئيس البرازيل بسبب حرائق الأمازون، وطلب مساعدة الدول السبع الكبار فى إطفاء حرائق غابات الأمازون، اشترط الرئيس البرازيلى أن يعتذر له ماكرون أولا حتى يوافق على قبول مشاركة السبع الكبار فى هذا الأمر وأن يتراجع عن إهانته. وصف ماكرون بولسونارو بأنه كاذب فيما يتعلق بتعهداته فى ملف البيئة، وأنه السبب فى تلك الكارثة البيئية التى تهدد العالم.


على جانب آخر، رفضت البرازيل رفضا قاطعا المساعدة الطارئة التى عرضتها دول مجموعة السبع لإخماد الحرائق فى غابات الأمازون، وأكدت أنه رغم اتساع نطاق النيران إلا أن الحرائق «تحت السيطرة».


فى ختام قمة السبع بمدينة بياريتز الفرنسية أطلق قادة الدول مبادرة من أجل الأمازون تعهدوا خلالها بتخصيص 20 مليون دولار كإجراء طارئ لإرسال طائرات لإخماد الحرائق واتفقوا على دعم خطة إعادة تشجير على مستوى الأمم المتحدة. كما تعهدت بريطانيا بشكل منفصل بتقديم 12 مليون دولار وكندا بتقديم 11 مليون دولار إلى جانب عرض بإرسال رجال إطفاء.


أما الرئيس الأمريكى ترامب فقد قام بدور حمامة السلام وطيب خاطر الرئيس البرازيلى مجاملا إياه فقال: «أعرف الرئيس بولسونارو جيدا فهو يعمل بجد لإخماد الحرائق فى الأمازون، كما يقوم بعمل رائع للشعب البرازيلى فى جميع النواحى».