بدون تردد

ليس شأنا داخليا!! «١/٢»

محمد بركات
محمد بركات

الغالبية العظمى من سكان العالم فى أوروبا وآسيا وأمريكا وأفريقيا، انتابهم القلق البالغ مما يحدث فى أمريكا اللاتينية، وفى منطقة الأمازون بالذات، حيث البرازيل ودول أخرى واقعة على خط الاستواء، وتضم بين جنباتها أكبر وأضخم الغابات الاستوائية على الإطلاق.


أسباب القلق تعود إلى الحرائق الهائلة التى اشتعلت فى هذه الغابات، منذ أربعة أسابيع دون أن تجد محاولات جادة لإطفائها أو السيطرة عليها، مما أدى إلى انتشارها واستفحالها وتحولها إلى خطر يهدد الحياة البشرية ذاتها على كوكب الأرض.


وحقيقة الخطر تكمن فى أن هذه الغابات الأمازونية أو الاستوائية، تضخ ما يصل إلى «٢٠٪» عشرين بالمائة من حجم وكمية «الاكسجين» على كوكب الأرض، وذلك نظرا لأن كميات الأشجار والنباتات الضخمة فى هذه الغابات تمتص ثانى أكسيد الكربون وتنتج بدلا منه غاز الأكسجين، فى عملية التمثيل الضوئى للنبات.


حيث أن من نعم الله الكثيرة والمتعددة على البشر، وكائنات حية كثيرة من الذين يعيشون على استنشاق غاز الأكسجين وإخراج غاز ثانى أكسيد الكربون فى عملية التنفس، ويفارقون الحياة فى حالة غياب أو انعدام الاكسجين،..، من نعمه سبحانه أن جعل النبات يعيش على امتصاص ثانى أكسيد الكربون ويخرج الأكسجين، الذى يحتاجه الإنسان والحيوان لمواصلة الحياة.


وفى ظل هذا الخطر كان القلق، الذى أخذ فى التصاعد نتيجة استمرار الحرائق وتزايدها وانتشارها، مع عدم التحرك الجاد والفعال من جانب حاكم البرازيل لوقفها أو حتى مقاومتها والحد منها.


وفى ظل القلق انتفض العالم، وطالبت قمة الدول السبع الكبرى بتحرك دولى لمواجهة الخطر ووقف الحرائق، ووجه الأمين العام للأمم المتحدة نداء للعالم كله يطالبه بالتدخل والتحرك لإطفاء الحرائق وإنقاذ البشرية.


وفى بداية الانتفاضة الدولية لجأ رئيس البرازيل إلى الرفض والاستنكار، حيث أعلن أن ما يحدث فى الغابات الاستوائية، هو شأن داخلى برازيلى ولا يحق لأحد التدخل فيه،...، ولكن عندما وجد نفسه فى مواجهة العالم كله... تراجع وأعلن حالة الطوارئ وطالب الجيش بالتدخل لإطفاء الحرائق والسيطرة عليها،...، فهل أدرك أن المسألة ليست شأنا داخليا،...، أم أنها مجرد مناورة؟!


«وللحديث بقية»