صور| علاج أمراض الروماتويد والعيون وعرق النسا.. كل ما يخص التداوي بـ«لدغ النحل»

 العلاج بسم النحل
العلاج بسم النحل

انتشر العلاج بسم النحل في الأونة الأخيرة، خاصة بعدما توصل العلم الحديث لكونه علاج لعديد من الأمراض المستعصية، وبعضها يعجز الطب والأدوية الكيماوية عن علاجها.

ولعل ما يدعم فكرة العلاج بالنحل آيات القرآن الكريم: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة النحل الأيتان 68-69.


في هذا السياق التقت "بوابة أخبار اليوم" بالمهندس محمود العوضي، خبير التداوي بالأعشاب وسم النحل، ليعرفنا كل ما يخص العلاج بسم النحل. 

تاريخ التداوي بسم النحل 

في البداية يقول المهندس محمود العوضى، خبير التداوي بالأعشاب وسم النحل، إن التداوي بلسعات النحل وسمومها يعود إلى العهدين اليوناني والروماني، وهناك بعض العلماء الذين أعطوا اهتماما خاصا باستخدام السموم العلاجية، وبعضهم استخدم سم النحل على هيئة لدغات وحصل على نتائج إيجابية.

ويتابع: "أجرى أخصائي الأعصاب السوفيتي "كرول" تجاربه بمستشفى الكريملن وأمكن تحضير مستحضر من سم النحل واستخدامه بنجاح في الفترة من 1963 وحتي 1967 لعلاج بعض الأمراض العصبية".

وأوضح "العوضي"، أنه أجريت كافة الاختبارات على فاعلية التداوي بسم النحل، وفى السنوات الأخيرة أصبح العلاج بسم النحل يستخدم على نطاق واسع في روسيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة وبعض الدول العربية.


 لدغ النحل المباشر 

 ويشير "العوضي"، إلى أن بالرغم من استخدام البعض مستحضر سم النحل للأغراض العلاجية فإن الملاحظات الإكلينيكية التي أجريت في رومانيا بواسطة ألكسندر بارتينيو، وفي الصين عن طريق فإن تشي جو، وفي الولايات المتحدة بواسطة جوزيف رودمان، وفي بلغاريا بواسطة بيكو بيتشيف، وفي روسيا عن طريق ايوريش واوجودسكي، والذين أكدوا جميعا أن أفضل طريقة لاستخدام سم النحل تكون عن طريق الحقن في الجلد بواسطة نحلة حية أي الحقن الطبيعي عن طريقة أبرة النحل.


ويضيف: "نوقش استخدام العلاج بسم النحل في المؤتمر الدولي لليوبيل الـ20 لعلم النحل في بوخارست عام 1965م وأعلن خلاله عدد كبير من الأطباء عن تجاربهم في هذا الصدد وخرجت توصية المؤتمر تؤكد على ضرورة استخدام سم النحل في العلاج للعديد من الأمراض". 


التركيب الكميائي لسم النحل


وأوضح خبير التداوي بالأعشاب وسم النحل، أنه في عام 1965م أوضح عالمان أن سم النحل يحتوي على مادة تسمى أبامين وتتميز بتأثير قوي في تنبيه الجهاز العصبي وتسبب تقلصات عامه في الجسم وأدت أبحاث البروفيسور خابرمان ومعاونيه إلى توضيح التركيب الكيميائي لسم النحل حيث تم عزل 7 مواد منها بواسطة الكورماتوجرافيا، وثبت أن تلك المواد تتكون من أحماض أمينية أهمها مادة ميليتين والتي تتكون من 50% من الشكل الجاف، وتم التعرف على 62 حمضا أمينيا لها نشاط سطحي، وأيضا مادة أبامين وتمثل 3%من الكمية الكلية للسم ويتكون من 18حمضا أمينيا. وبيتيدات متعددة ومادة الهستامين والزيوت الطيارة وهي التي تؤدي للشعور بالألم عند الدغ. 


وذكر أن العلماء اكتشفوا أن سم النحل له تأثير مضاد حيوي جيد، ويعد من أقوى المضادات الحيوية تأثيرا مقارنة مع المضادات الحيوية المعروفة، وينتمي إلى المجموعة الثالثة من المضادات الحيوية وتحتوي على النيتروجين والكبريت ويمكن أن نضع سم النحل على رأسها. 


ويؤكد أن سم النحل مستحضر بيولوجي معقد يؤثر على الجسم بأكمله ويزيد من قدرته على المقاومة حيث يتركب من حمض الايدروكلوريك والفورميل والأرثوفوسفوريك والهسيتامين والتبوفان وفوسفات المغنسيوم والكبريت والكالسيوم ونسبة كبيرة من البروتينات والزيوت الطيارة، ويتركب سم النحل من 18 مركبا مضادا للالتهاب أحداها يفوق قدرة الكورتيزون بـ100ضعف.

 
علاج بعض الأمراض 


وأكد "العوضي"، أن الطب الشعبي والطب الحديث أكدوا أن سم النحل له خواص علاجية ومفيد جدا للجهاز العصبي في حالة الإصابة بالروماتيزم ويستخدم سم النحل منذ وقت طويل في الطب الشعبي لعلاج بعض أمراض الأعصاب.

ويضيف أن سم النحل يستخدم لعلاج العيون وهناك نتائج مذهلة خاصة في حالات التهاب القرنية وضعف النظر الشديد، وحقن سم نحلة واحدة عن طريق الوريد قد يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم وتوسيع الأوعية الدموية الطرفية نتيجة لوجود مادة الهيستامين في سم النحل الذي يتميز بتأثير موسع للأوعية الدموية، والتجارب أثبتت أن كثيرا من المرضى الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم تم علاجهم بالفعل بواسطة سم النحل وانخفض ضغط الدم واختفى الصداع والتوترالعصبي وزادت لديهم القدرة على العمل.


وأشار خبير التداوي بالأعشاب وسم النحل، إلأى أن سم النحل علاج فعال لأمراض الروماتويد والتهاب المفاصل العظيمة.

ويتابع حديثه "العوضي"، بأن سم النحل يعالج الغضروف العنقي والغضروف القطني وعرق النسا والصداع النصفي وشلل أعصاب الوجه وفقدان حاسة الشم وحاسة السمع واختناق العصب والروماتيد والتهاب الأعصاب وتضخم الغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم والتهاب شبكية العين والملاريا والحمى الروماتزمية.


مركز علاجي بسم النحل

ويطالب "العوضي"، بتقنين التداوي بسم النحل بالتوسع في إقامة مراكز للعلاج على أن تكون تلك المراكز ذات مواصفات خاصة لاستقبال المرضى والكشف بمعرفة طبيب ممارس عام لتحديد الأمراض التي يجب التعامل معها بسم النحل وتحديد عدد اللدغات بمعرفة الخبير بالتداوي بسم النحل، مشددا على أهمية المناحل والعمل على زيادة عددها والعناية بها من حيث زراعة النباتات الطبية والعطرية في محيطها ومقاومة الأمراض التي تصيب النحل وعقد دورات تدريبية للعاملين في مجال التداوي بلسع النحل.