التنمر الإلكتروني.. اغتيال بالبطىء !

 التنمر الإلكترونى خطره كالإدمان ونتائجه وخيمة
التنمر الإلكترونى خطره كالإدمان ونتائجه وخيمة

التنمر الإلكترونى هو استغلال الإنترنت والتقنيات المتعلقة به لإيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية.. وللأسف اصبحت هذه الوسيلة شائعة فى المجتمع خاصة بين فئة الشباب فى مصر ، فقد اظهرت الدراسات عددًا من العواقب الوخيمة لهذه الكارثة اولها ان  الضحايا يصبح لديهم اقل تقدير للذات وزيادة التفكير فى الانتحار وتنوع فى الاستجابات العاطفية والانتقام والخوف الدائم والإحباط والغضب والاكتئاب وفى كثير من الأحيان تكون هذه نية المتنمر الإلكترونى.


وأعلنت شركة إنستجرام منذ وقت قريب عن طرح وسائل جديدة للتصدى لظاهرة التنمر الإلكترونى، والتى ترتكز على فهم عميق للطرق التى يتم بها التنمر، وكيفية استجابة الأفراد للتنمر ، وتستخدم منصة إنستجرام منذ عدة سنوات تقنية الذكاء الاصطناعى لتقصى محاولات التنمر الإلكترونى، أو أى محتوى يهدف لإلحاق الأذى بمستخدميها، سواء كان ذلك من خلال التعليقات أو الصور أو مقاطع الفيديو ؛ وفى الأيام القليلة الماضية، بدأت فى طرح خاصية جديدة مدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعى تقوم بتنبيه المستخدمين بأن تعليقهم يُعتبر مهيناً أو غير لائق، وذلك قبل نشره وقد أظهرت الاختبارات أن هذه الخاصية قد شجعت بعض الأشخاص على التراجع عن تعليقاتهم المسيئة ومشاركة شيء آخر غير مسيء بمجرد أن أعادوا التفكير فى تعليقاتهم.


 ولعل الأيام الماضية كانت مثالا صارخا على ازدياد ظاهرة التنمر الإلكتروني؛  فقد انتشر على مواقع التواصل مقطع مصور للإعلامية ريهام سعيد من برنامجها التلفزيونى، ظهرت فيه وهى تقول إن «الناس التخينة (البدينة) ميتة، وعبء على أهلها وعلى الدولة، وبيشوهوا المنظر» .. لكن البعض اعتبر كلامها خارجا ومهينا وانه تنمر بالسيدات البدينات اللاتى من الممكن ان يكون سبب بدانتهن لأسباب مرضية ؛ ولم يقف الأمر عند الجمهور العادى، بل وصل إلى هجوم الفنانين عليها، حيث قامت الفنانة المصرية إنجى وجدان بنشر مقطع فيديو تهاجم فيه ريهام سعيد بشدة.


كما علقت على الأزمة الفنانة زينة قائلة «والله ما فى عبء على الدولة غيرها بتقل دمها برخصها وكذبها مدعية المرض مريضة عمليات التجميل بتتريق على الغلابة اللى بيلبسوا عبايات وإسدال رخيصة.. أنا مش فاهمة ليه تبقى موجودة واحدة زى دى أساسا.. منتهى عدم الاحترافية وقلة الأدب والتنمر» ؛ وفى المقابل ردت ريهام فى فيديو على حسابها على انستجرام واكدت إن كلامها «أخرج من سياقه»، وإنها لم تكن تهدف إلى السخرية أو الإهانة، بل التوعية ضد السمنة ومخاطرها.


كلب باب الشعرية
الواقعة الأخرى حدثت ايضا فى نفس الأسبوع لفيديو نشره رواد موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ، يتضمن تعدى عدد من الشباب على شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة، بتهديده وترويعه بواسطة كلب بمنطقة باب الشعرية ، وانتشر الفيديو كالنار فى الهشيم وتعرض هذا الشخص من اصحاب الهمم الى التنمر الالكترونى عبر السوشيال ميديا ، بينما هاجم كثيرون الشباب الذين هاجموا هذا الشاب المريض ووصفوا الشباب بانهم ليسوا بشرا ويفتقدون إلى كل معانى الإنسانية وتمكنت الأجهزة الأمنية فى النهاية بالقبض على المتهمين.


الواقعة الثالثة ترجع ايضا لفيديو يظهر فيه تعرض شاب يعانى من إعاقة ذهنية، لوصلة ضرب وتعذيب داخل محل حلاقة فى قرية كفر إبراش، بمركز مشتول السوق فى محافظة الشرقية، من جانب عدد من الأشخاص من بينهم صاحب المحل ؛ وأظهر الفيديو لحظة تناوب الشبّان على ضرب الشاب داخل صالون حلاقة، حيث يقوم أحدهم بصفعه على وجهه بينما يركله الآخر بالقدم فى الظهر والبطن، وضربه بلوح خشبى، وسط صراخ الشاب من شدّة الألم، فيما لم تشفع توسلاته للجناة بالتوقف عن ضربه.


حملات توعوية
وفى هذا الصدد توضح د. نادية رجب «استاذ علم الاجتماع والعلاقات الأسرية بجامعه الأزهر»  انه يجب ان يكون هناك قانون وتشريعات تحكم هذه المسألة، بالإضافة الى الحملات التوعوية لمكافحة هذه الظاهرة التى اصبحت تمثل مصدرا للقلق الإجتماعى ، واضافت بان المتنمر قد يكون ضحية للتنمر من قبل شخص آخر او انه يقوم بهذا الفعل فى محاولة لتغطية جانب الضعف لديه او الخروج من إحباط وقع به ، واشارت رجب ان اساليب الوقاية من التنمر الألكترونى كثيرة فقد اصبح الموضوع إيذاء نفسيا يهدد سلامة أبنائنا داخل البيوت ، وطالبت بعدم نشر الكثير من التفاصيل الشخصية على السوشيال ميديا فالتنمر خطره كالأدمان على المدى البعيد وأحيانا تكون النتائج الوخيمة قد تصل إلى استخدام العنف أو اضطرار الضحايا أحيانا للجوء إلى العزلة والدونية أو تعنيف من حولهم دون قصد أو وعى ، واكدت ان الحل يكمن فى عمل برامج توعية تثقيفية لكافة فئات المجتمع حول التنمر الالكترونى وآليات التعامل معه نفسيا وسلوكيا وقانونيا وخلقيا لحماية أنفسنا والتأكيد على أهمية الرقابة الأسرية للأبناء.