حوار| أول مصرية بمجلس محافظة فرساى الفرنسية: كل أجهزة الدولة لخدمة ودعم المصريين بالخارج

جيهان جاد
جيهان جاد

- مصر تسير على خطى فرنسا فى تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً
- وزيرة الهجرة تسعى بكل قوة لـ «لم الشمل»


المصرى الوحيد فى مجلس فرساى.. تم اختيارها بعد عدة سنوات من الأنشطة المجتمعية التى قامت بها.. ورغم عدم حصولها على الجنسية الفرنسية فإنها أصبحت المرأة الوحيدة العربية فى مجلس حى نوتردام بفرساي.. لتصبح جيهان جادو عضو مجلس الحى عن محافظة فرساى بفرنسا والتى أكدت فى حوارها لـ «٥ صراحة» أن المصريين فى الخارج لهم دور كبير فى تحسين صورة مصر أمام العالم ووجهت نصيحة للشباب الذى يفكر فى الهجرة غير الشرعية بأن يعيد حساباته وأن يعى حجم المخاطر التى قد يتعرض لها والمصير الذى سيئول إليه.. والى نص الحوار:


كيف تم تعيينك فى المجلس المحلى بفرساي؟
- لقد تم اختيارى فى عضوية مجلس الحى عن محافظة فرساى فى فرنسا فى عام ٢٠١٤ بقرار مباشر من المحافظ، وذلك عقب وضعى تحت الملاحظة عدة سنوات وقيامى بالانشطة المجتمعية مع المحافظة وبيت الحى الذى أقطن به وهو أحد الاحياء الراقية بفرساي، وقمت من خلاله بالعديد من الأنشطة مثل الاسبوع الثقافى المصرى بالتعاون مع السفارة المصرية ومهرجان للشعر العربى وفعاليات متعددة عن العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية، وبعدها تم النشر فى الجريدة الرسمية للمحافظة باختيارى احدى اعضاء مجلس حى نوتردام بفرساى وكنت وقتها لم احصل على الجنسية الفرنسية فأصبحت المصرية الوحيدة فى مجلس الحى بفرساي.
علم واجتهاد
 كيف يمكن للمصرى فى الخارج ان يدعم بلده؟

- على أى مصرى بالخارج دور كبير جداً فى تحسين صورة بلده وان يكون سفيرا لوطنه بعلمه واجتهاده وحصوله على المناصب فى الدولة المقيم بها ويكون خط الدفاع الأول لمصر ويقف حجر عثرة فى طريق أى أحد يحاول تشويه صورتها، وذلك بالاضافة الى انه قد يكون داعماً حقيقياً فى نقل الخبرات العلمية والعملية من خلال العقول المصرية المهاجرة وذلك بجانب الدعم الاقتصادى والاستثمارى والترويج السياحى للوطن.
هل تغيرت معاملة الدولة المصرية لابنائها بالخارج؟
- الرئيس السيسى لم يترك أى فئة من فئات الشعب المصرى فقد اعطى اهتماماً كبيراً بالمصريين بالخارج فأصبحت الدولة المصرية تهتم برعاية أبنائها فى عهده، وأمر بتسخير كل أجهزة الدولة لخدمة المصريين بالخارج من خلال التسهيلات التجارية والاستثمارية وغيرها من المعاملات التى كان يعانى منها المصريون بالخارج فقد تغيرت الصورة تماماً عما كان فى السابق وأصبح أى مواطن بالخارج محط اهتمام مصر.
 هل كانت هناك ضرورة لعودة وزارة الهجرة؟
- بالتأكيد كانت الحاجة ملحة لعودة وزارة الهجرة المصرية التى أصبحت بفضل الوزيرة نبيلة مكرم هى الوسيلة الشرعية للتواصل بيننا وبين مصر، على مدار ٤ سنوات من إنشائها أصبحت الوزارة همزة الوصل والقناة الشرعية التى يتم من خلالها تعامل المصرى مع بلده إذا ما تعرض لأى مشكلة وحرصت الوزيرة على ان تقف على مسافة واحدة من الجميع وأن تجمع كل الطاقات التى تستطيع جدياً تحقيق مصلحة للوطن سواء من العلماء أو الشباب المصرى بالخارج من أبناء الجيل الثانى والثالث وترسيخ أواصر انتماء المصريين ووطنهم.
 ما أهم المحطات فى حياتك؟
- أهم المحطات فى حياتى هى حصولى على درجة الدكتوراه فى الحقوق لأن بعدها تم تغيير مسار حياتى وأصبحت أعى جيداً حجم المسئولية تجاه وطنى وتجاه اساتذتى الذين كان لهم الفضل الكبير فى تحقيق هذا الحلم لى وأيضاً عائلتى التى وضعت كل ثقتها فىَّ فأصبحت درجة الدكتوراه هى أولى خطواتى العملية لتحقيق أهدافى نحو المستقبل سواء فى العمل العام أو فى الحياة العملية.
طرق للطعن
 حدثينى عن موضوع رسالة الدكتوراه الخاصة بك؟

- موضوع رسالتى كان عن اجراءات الطعن فى احكام مجلس الدولة وكان موضوعا حديثا جداً لم يكن موجوداً فى مصر استحداث طرق للطعن فى الاحكام الإدارية ويرجع الفضل فى ذلك الى معلمى واستاذى رحمه الله: د. مصطفى عفيفى الذى غير اتجاه دراستى لأننى كنت ارغب فى إعداد الدكتوراه فى القانون الجنائى لكن د. مصطفى بعد حصولى على امتياز فى القانون الإدارى فى الماجستير نصحنى أن اكمل فى هذا المجال النادر. وبالفعل سجلت فى القانون الإدارى وحصلت على منحة من جامعة طنطا لإعداد الدكتوراه على نفقة الجامعة وقمت بتدريس مادة «السكاشن» للفرقة الثالثة بكلية الحقوق ثم قدر لى بعد ذلك ان اسافر الى فرنسا تلك الفرصة التى كانت نقلة حقيقية فى حياتى قمت بتجميع المادة العلمية وكل المراجع الحديثة لنقل التجربة العملية لمصر.
من وجهة نظرك ما الاختلافات بين المرأة المصرية والفرنسية؟
- فى وجهة نظرى المتواضعة ان المرأة فى أى مجتمع هى القوى الناعمة التى تعمل على تطوير المجتمعات لكن اذا نظرنا الى الاختلاف بين المرأة الفرنسية والمصرية نجد الاختلاف الوحيد هو فى نظرة المجتمع للمرأة فالمجتمع الفرنسى يساعد المرأة كثيراً على خوض فرص العمل وتمكينها من تقلد الوظائف الكبرى فى المجتمع ويحقق لها المناخ الملائم لتحقيق أهدافها نحو بناء المستقبل وأرى أنه مؤخراً أصبحت المرأة المصرية لديها نفس المعايير إلا قليلا ممن ينظرون للمرأة على انها مازالت غير قادرة على تقلد بعض الوظائف ونحن أمام موروث ثقافى خاطئ للمرأة لكن ما دون ذلك المرأة المصرية تتفوق وبقوة القانون على نظيرتها الفرنسية فى الرواتب فالمرأة المصرية تحصل على راتب مساو للرجل فى مصر لكن الفرنسية تحصل على راتب اقل من الرجل الفرنسي.
ماذا عن توحيد الكيانات المصرية بالخارج؟
- أعتقد أن فكرة توحيد الكيانات المصرية بالخارج أمر صعب نوعاً ما إلا إذا توحدت تلك الكيانات على امر مهم أو هدف واحد حقيقى يفيد مصر، فالتوحيد نحو حب الوطن يستوجب التنحى بعض الشىء عن الزعامات وعن الرئاسة لكل كيان على حدة، المشكلة التى تؤرق الجميع هى من سيصبح القائد ولا أحد يعمل بروح الفريق.
كيان خاص
من وجهة نظرك هل نجح مؤتمر الكيانات المصرية فى تحقيق أهدافه؟

- أعتقد ان مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج حقق الهدف منه وهو تجميع اكبر جمع من المؤسسات والمنظمات التى يمكن ان تفيد مصر بخبراتها كل من خلال الكيان الخاص به.
واهتمام وزيرة الهجرة بتجميع هذا الشمل هو خطوة كبرى وهادفة للاستفادة منهم وأيضاً تذليل كل العقبات امامهم لسماع مشكلاتهم والعمل على حلها.
وجهِ نصيحة للشباب المصرى المقبل على الهجرة غير الشرعية؟
- نصيحتى للشباب الذى يريد الهجرة غير الشرعية هى أنه لابد من التفكير جيداً وحساب كم المخاطر التى يتعرض لها الشباب فى تلك الرحلة الشاقة، فالحياة فى الدول الأوروبية ليست الجنة وهناك طريق آخر أكثر صعوبة ينتظركم فى الدول الأوروبية بدءاً من اللغة وانتهاء بالغربة بعيدا عن الأهل ناهيك عن الترقب والتتبع من قبل السلطات للترحيل واعتقد ان فى مصر الآن فرص عمل وبناء كبيرة لمن يريد النجاح والشباب السورى بمصر خير دليل.
فمصر تحتاج اولادها وسواعدهم لتصبح أفضل من أوروبا وأى دولة فى العالم فمهما كانت نار الوطن أفضل من جنة الغربة والبعد عن الجذور.