باكستان| عيد الاستقلال في أيام احتدام الصدام مع الهند حول «كشمير»

علما البلدين
علما البلدين

قبل 72 عامًا في مثل هذا اليوم، كانت باكستان تعيش أجمل لحظاتها بعد أن نالت استقلالها عن المستعمر البريطاني، لتبدأ مرحلةً جديدةً في عمر شعبها في بناء وطنٍ بسواعد أبنائه.

لكن سرعان ما وجدت نفسها داخل صراعٍ على الأرض، ويتعلق الأمر هنا بمنطقة كشمير، مع الهند التي نالت هي الأخرى استقلالها عن بريطانيا في اليوم الموالي من ذلك العام، الذي استقلت فيه باكستان عام 1947.

هذا الصراع القائم في المنطقة إلى يومنا هذا، أفضى إلى حربٍ طويلة الأمد بين عامي 1947 و1965، إضافةً إلى حرب أخرى عام 1999، وعُرفت بحرب كارجل، مع وجود مناوشاتٍ عسكريةٍ بين البلدين بين حينٍ وآخر في المنطقة، وقد أوشكا في فبراير الماضي على الدخول في حربٍ ثالثةٍ بعد تصعيداتٍ عسكريةٍ من الجانبين.

وضعية كشمير

ومنطقة كشمير، ذات الغالبية المسلمة، مقسمةٌ بين ثلاثة بلدان، وتحظى الهند بالنصيب الأكبر من ذلك التقسيم، حيث تسيطر على 43% من مساحة المنطقة، وتحكم قبضتها على مناطق جامو ووادي كشمير ولاداخ ونهر سياتشين الجليدي، في حين تسيطر باكستان على 37% من منطقة كشمير، وتشمل آزاد كشمير وجلجت.

أما الصين فتحكم الجزء المتبقي، وتسيطر بكين حاليًا على مناطق ديمشوك ووادي شاكسجام ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند في الأخيرة، وتدعي تبعيتها لها.

وتحكم الهند وادي كشمير، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية، والمنطقة التي يهيمن عليها الهندوس حول مدينة جامو، بينما تدير باكستان منطقة في الغرب تعرف باسم آزاد كشمير، وتسيطر الصين على منطقة مرتفعة قليلة السكان في الشمال.

وتشهد منطقة كشمير "الخاضعة للهند" تمردًا انفصاليًا من قبل سكانها، الذي يشكل المسلمون غالبيتهم. ويسعى المسلمون هناك إلى الانفصال عن الهند والانضمام إلى باكستان، أو إقامة دولتهم المستقلة في كشمير.

التطورات الأخيرة

وبدأت التطورات الأخيرة، حينما زعم الجيش الهندي في الرابع من أغسطس الجاري أنه أحبط محاولة لفريق باكستاني يضم عناصر نظاميين من الجيش، إضافة إلى مسلحين، لعبور خط المراقبة الذي يفصل كشمير، ما أدى إلى مقتل بين خمسة إلى سبعة مهاجمين.

وعلى الجانب الآخر، نفت باكستان الاتهامات، وقالت إن لا أساس لها من الصحة، واتهمت بدورها الهند باستخدام قنابل عنقودية ضد مدنيين، ما أدى إلى مقتل شخصين أحدهما صبي في الرابعة من العمر، وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة، في حين تنصلت نيودلهي من ذلك.

وفي الأثناء، قررت الهند في مرسومٍ رئاسيٍ فرض الحكم المباشر على إقليمي وادي كشمير وجامو، وإلغاء الحكم الذاتي الذي يتمتع به المنطقتان، وهو ما أشعل نار الغضب في إسلام أباد

وفي ردٍ على المرسوم الهندي، قامت باكستان بطرد سفير الهند لديها، وعلقت التجارة بين البلدين، وهددت بتصعيد الأمر إلى مجلس الأمن الدولي، احتجاجًا على ما أقدمت عليه نيودلهي.

وفي يوم احتفالها بذكرى الاستقلال الثانية بعد السبعين، كان المشهد في كشمير حاضرًا بقوة، ولم يفوت رئيس وزراء باكستان عمران خان الفرصة، فوجه اليوم الأربعاء 14 أغسطس انتقاداتٍ للهند بسبب الإجراءات التي اتخذتها في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.

وقال خان في بيان "يوم الاستقلال فرصة لنشعر بسعادة غامرة، لكننا نشعر بالحزن لمحنة أشقائنا الكشميريين في جامو وكشمير المحتلة ضحايا القمع الهندي"، مضيفًا "أؤكد لأشقائنا الكشميريين أننا نقف معهم".