تعيش تونس أجواءً سياسيةً صاخبةً مع دخول مشهد الانتخابات الرئاسية المعترك الحقيقي بعد التعرف على قائمة المرشحين المبدئية للسباق الانتخابي، الذي سيكشف عن خليفة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي تُوفي في الخامس والعشرين من شهر يوليو الماضي.
وأغُلق باب الترشح للانتخابات، وقد أقبل التونسيون على المشهد الانتخابي بصورةٍ مكثفةٍ، ووصل عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية إلى 98 مرشحًا مع قفل باب الترشح.
وستفرز الانتخابات اسم الرئيس التونسي السادس تاريخيًا، في ثاني انتخابات رئاسية حرة يتم إجراؤها بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي خلال ثورة الياسمين مطلع عام 2011.
ترشح مثلي للانتخابات
وفي سابقةٍ تاريخيةٍ في تونس، وفي العالم العربي ككل، قدم المحامي التونسي منير بعطور، الذي يتزعم جمعية "شمس" المدافعة عن حقوق المثليين جنسيًا، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وتحدث في العلن على أنه مثلي، وهو محامٍ حقوقيُ يتصدر مشهد الدفاع عن حقوق الراغبين في الزواج من مثليي الجنس.
ترشح منير بعطور بصورةٍ رسميةٍ كان يوم الخميس الماضي قبل يومٍ واحدٍ من إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية.
وفُتح باب الترشح للانتخابات يوم الجمعة 2 أغسطس، وأغُلق باب الترشح يوم الجمعة الماضي بعد أسبوعٍ على فتح باب الترشح.
تطلعات منير بعطور
وبعد ترشحه للانتخابات، قال بعطور: "كوني مثليًا لا يغيّر من الأمر شيئًا، إنّه ترشح كغيره من الترشيحات، لديّ برنامج اقتصادي واجتماعي وثقافي وتربوي يتعلق بكل ما يهم التونسيين في عيشهم اليومي".
وعلى مدار سنوات، يطالب منير بعطور بإلغاء الفصل 230 من القانون الجزائي التونسي الذي يعتبر اللواط جريمة يعاقب عليها بالسجن ثلاث سنوات.
ولا يتماشى هذا مع تقاليد المجتمعات العربية والإسلامية، التي ترفض وبشدة مسألة الشذوذ الجنسي، خاصةً أنها تتنافى كليًا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وأوامره.
وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية ستُجرى في الخامس عشر من شهر سبتمبر المقبل، بصورةٍ مبكرةٍ، بعد أن كان مقررًا لها السابع عشر من شهر نوفمبر، بيد أن وفاة الرئيس السبسي عجلت بموعد الانتخابات.
ولم يحدد بعد موعدٌ لجولة الإعادة للانتخابات، حال حدوثها، لكن رئيس الهيئة العليا للانتخابات قال إنها ستكون قبل حدود الثالث من نوفمبر المقبل.
