«س و ج»| كل ما تريد معرفته عن الكلاب في الإسلام

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تصدرت أزمة انتشار الكلاب الضالة بعدد من المحافظات وإيذائها للمواطنين، مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انقسام رواد المواقع بين من يؤكد ضرورة قتلها وبين الرافضين لقتلهم.


ومع انتشار شائعات تفيد بأن البرلمان وافق على إعدام الكلاب الضالة بالسم والغاز، أكد النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أنه لا صحة لما تردد عن موافقة اللجنة برئاسته على إعدام الكلاب بالسم أو الغاز.


ولفت إلى أن تم عقد لجنة استماع موسعة في قاعة مجلس الشورى تضم عددا من المحافظين والطب البيطري ووزيرة البيئة ووزير الزراعة وممثلين من المجتمع المدني وانتهت بوجود كثرة عددية في الكلاب الضالة، وأن الجهاز الحكومي المسئول عن هذا الأمر لديه قدر من الاحتياجات الواجب توفيرها له، وأن التشريعات المنظمة حول مسألة حرية المواطن من الاعتداء عليه من الكلاب من ثلاثينات القرن الماضي وتحتاج إلى تحديثها.


وتنشر «بوابة أخبار اليوم» أبرز 5 أسئلة حول الكلاب في الإسلام، جاءت كالتالي:


هل الكلاب تمنع وجود الملائكة؟
أجاب «مركز الأزهر العالمي للفتوى» بأن الكلب من أوفى الحيوانات، وكان مصاحبًا لأصحاب الكهف، وذُكر في القرآن الكريم، فكيف يُقال إنه يمنع دخول الملائكةِ البيت؛ فلابد أن هذا الحديثَ من الإسرائيلياتِ المكذوبة.
وقال المركز في جوابه عبر موقعه الرسمي: حديث «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب» حديث صحيح، متفق عليه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: سمعت أبا طلحة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب، ولا صورة تماثيل».
وأضاف: «الحديث يخبر عن عدم دخول الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة، وعلى حسب قدراتنا المحدودة، وإدراكاتنا المتناهية، لا يمكننا الاطلاع على الملائكة لنرى هل فعلا يدخلون البيت الذي فيه كلب أم لا؟ فالحديث من باب الإخبار بغيب لا نعلمه؛ وعليه فلا مدخل للعقل في نفيه، وقياس الغائب على الشاهد قياس باطل كما هو معلوم، وطالما ثبت سنده وكان في دائرة الممكن العقلي وجب علينا التصديق به لصدوره ممن يستحيل كذبه».


ماذا عن الكلاب والطهارة؟
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن لمس الكلب أو لعابه لا ينقض الوضوء لأن الطهارة إذا ثبتت بمقتضى دليل شرعي فلا يمكن رفعها إلا بدليل شرعي، ولا دليل في النقض من مس الكلب أو لعابه لذلك لم يذكره العلماء في نواقض الوضوء.
وأضاف شلبي، أن قراءة القرآن والصلاة لا حرج بهما فيجب عليك أن تتوضأ وتصلى ولكن الإشكال لديك فى مسألة الكلاب حيث قال كثير من المشايخ أن الكلاب طاهرة وهذا على المختار للفتوى وهو ما عليه فقهاء المالكية، لافتًا إلى أن لمس الكلب لا ينقض الوضوء وكذلك لا ينقل إليك النجاسة فيمكن أن تلمسه ولا حرج في ذلك وستكون الصلاة صحيحة.


وما حكم «اقتناء الكلاب»؟
قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تربية الكلب في المنزل لو كان للصيد أو للحراسة أو لهدف صحيح فيجوز تربيته لأن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يقول: «مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلا مَاشِيَةٍ وَلا أَرْضٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ كُلَّ يَوْمٍ».
وأضاف وسام، في إجابته عن سؤال « هل يصح أن أربي كلب في المنزل أم انه يحرم ذلك؟ وهل يمنع من دخول الملائكة؟»، أن تربية الكلاب في المنزل إذا كانت لمن كان في حاجة للكلب فيجوز من اقتناء الكلب أما إذا كان هذا الكلب مجرد البهرجة والتكبر على الناس وإخافتهم وإزعاجهم فلا يجوز ذلك. 
وتابع قائلًا: «إذا كان هناك غرض مباح لاقتناء الكلب فمن الممكن أن تقتنيه، فعلى رأى جماعة من الفقهاء أنه لا يكون مانعا من دخول الملائكة».
هل يجوز بيع الكلاب أو التجارة فيها؟
وأوضح «الأزهر للفتوى» أن الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة ذهب إلى عدم جواز بيع الكلاب أو التجارة فيها، واستدلوا بما رواه أبو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ.
وأشارت لجنة الفتوى إلى أن بعض الفقهاء رخصوا كالحنفية، في جواز بيع الكلب الذي منه منفعة ككلب الصيد والحراسة....إلخ، وبعض المالكية قالوا بالجواز مع الكراهة، فيما جاء في كتاب الاختيار لتعليل المختار (2/ 9): «وَيَجُوزُ بَيْعُ الْكَلْبِ وَالْفَهْدِ وَالسِّبَاعِ مُعَلَّمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُعَلَّمٍ؛ لِأَنَّهُ حَيَوَانٌ مُنْتَفَعٌ بِهِ حِرَاسَةً وَاصْطِيَادًا».


وماذا عن قتل الكلاب؟
وأما عن قتل الكلب، فقال مركز الأزهر العالمي للفتوى أنه إذا كان الكلب عقورًا وتحقق ضرره يقينًا أو ظنًا جاز قتله؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ فِي الحل والْحَرَمِ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ ». صحيح مسلم (2/ 856).
وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه «لا يجوز قتل الحيوانات الضالَّة إلَّا ما تحقق ضرره منها؛ كأن تهدِّد أمن المجتمع وسلامة المواطنين، بشرط أن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة لكفِّ أذاها وضررها، مع مراعاة الإحسان في قتلها؛ فلا تُقتَل بطريقة فيها تعذيب لها، ومع الأخذ في الاعتبار أن الأَولى هو اللجوء إلى جمعها في أماكن مخصصة استنقاذًا لها مِن عذاب الجوع حتى تستريح بالموت أو الاقتناء».
وأضافت أنه لا يخفى هنا أن قتل الحيوانات الضارة بالسم إذا كان عرضة لأذى البشر فإنه لا يجوز شرعًا؛ لأن الحفاظ على أرواحهم مقصد أساسي من المقاصد العليا الكلية في الشريعة الإسلامية، وكذلك الحال إذا أدى وضع السم إلى قتل الحيوانات غير الضارة؛ لأن قتلها غير جائز، كما ينبغي ألَّا يصير القتل سلوكًا عامًّا يتسلط فيه الإنسان على هذه الحيوانات بالإبادة والإهلاك، بل على الجهات المختصة إيجادُ البدائل التي تحمي الناس من شرورها وتساعد في نفس الوقت على الحفاظ على التوازن البيئي في الطبيعة التي خلقها الله تعالى على أحسن نظام وأبدعه وأحكمه.