«وأد البنات» من العصور الجاهلية إلى حاضر الهند.. والسيدات يدفعن الثمن

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كانت في عصور الجاهلية، قبل بعثة النبي محمد "صل الله عليه وسلم" يقدم الجهلاء على وأد بناتهم أحياء، خشية أن تجلب لهم البنات العار، حسب معتقداتهم الخاطئة.

 

أمرٌ جاء الدين الإسلامي ليضع حدًا له، مجرمًا هذا الفعل الشنيع، في قوله تعالى في سورة التكوير، "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ"، فاندثرت عملية وأد البنات حتى اختفت نهائيًا.

 

لكن هذا لم يتم دحره في الهند، بل وظلت فكرة "وأد البنات" قائمةً في قرى بالهند إلى يومنا هذا.

 

عدم الالتزام بالتشريعات

 

ورغم مرور 25 عامًا على إصدار الهند تشريعًا يمنع إجهاض الأجنة الإناث، ما زالت هذه الظواهر السلبية منتشرة بقوة، ويصعب على الح

كومة استئصالها كليًا.

 

وقامت السلطات القضائية في إحدى ولايات شمال الهند بفتح تحقيق بشأن ولادة 216 طفلًا من الذكور في 132 قرية خلال 3 شهور، مقابل صفر من الفتيات.

 

وقالت وزيرة تنمية المرأة والطفل في الهند إن تفضيل الذكور على النساء في بلادها يودي بأرواح ما يقرب من 2000 يوميًا من خلال إجهاض الجنين إذا كان أنثى أو التخلص من المولودة عقب الوضع مباشرة.

 

سبب انتشار الظاهرة

 

يرجع السبب وراء انتشار تلك الظاهرة أن الأبوين يريان أن الذكور يمكنهم إعالة أسرهم بينما الفتيات «عالة» عليهم، حسبما ذكرت صحيفة الإندبندت البريطانية.

 

وأعلنت السلطات في مدينة أوتاركاشي بولاية أوتارخاند شمال الهند، أن هذه البيانات أثارت قلق المسؤولين، وهو ما يؤكد حدوث عملية الإجهاض لكثير ممن يحملن الإناث في بطونهن.

 

ويعكف المجتمع الهندوسي على وأد البنات منذ القدم؛ حين كان يتم إجهاض الجنين الأنثى قبل ولادتها أو بعد ولادتها، والمؤسف أن الظاهرة تزداد عامًا تلو الآخر، رغم صدور قانون تشريعي عام 1994 يمنع وأد الأجنة الإناث.

 

ويتم التخلص من الجنين الفتاة بإحدى الطرق الآتية :«إما أن يقتلن في الرحم، أو تكتم أنفاسهن بالوسائد بعد الولادة، أو دفنهن أحياء».

 

حقائق صادمة

 

وكشفت صحيفة «فرانس24» في عام 2016، أن الشرطة الهندية عثرت على 20 جنينًا من الإناث في المجاري، ملقاة في أكياس بلاستيكية بالقرب من مستشفى للولادة، وتم اكتشاف هذه الجريمة على يد شرطي كان يحقق في قضية وفاة امرأة تبلغ من العمر 26 عامًا عندما أجبرها زوجها على الإجهاض باكتشافه أن الجنين فتاة.  

 

وظهرت إحصاءات عام 2011 أن نسبة الذكور إلى الإناث بلغت 1000 ذكر مقابل 943 أنثى، وكشفت الحكومة خلال العام الماضي أن هناك ما يقارب 63 مليون امرأة مفقودة أو مغيبة بسبب ثقافة تفضيل الذكور، وأضافت أيضًا أن قضية تفضيل الذكور يجب على الهند التفكير فيها.  

 

وفي مايو 2015 أظهرت دراسة «لانسيت» الطبية البريطانية أنه تم التخلص من 12 مليون جنين أنثى خلال الثلاثين عامًا الأخيرة مما أدى إلى وجود معدل بلغ 918 فتاة مقابل كل ألف فتى عام 2011.