حراس «الثورة».. صحفيون وكُتاب ناصروا 23 يوليو

هيكل مع عبدالناصر
هيكل مع عبدالناصر

للقلم قوة ناعمة سريعة الانتشار في مراحل الانتقال التاريخية للشعوب، فكما قال الشاعر العامي المصري «وأعرف جميعا إن الثورة فكرة وأبشركم جميعا إن الوعدة بكرة والنور عندكم وعندنا يا حبايب»، فلم تجد ثورة 23 يوليو المجيدة في نشر فكرها ونورها أهم من قلم الصحافة وكُتابها.


وجدت فكرة الثورة حاضنة كبيرة في الصحافة المصرية، التي عملت على الدعم في الشدة والنقد في الرخاء، على أيدي كُتاب مصريين عظام.


كل الثورات لابد لها من انحراف ولو طفيف، وهنا يبرز ضمير الأمة في الصحافة، التي تصوب وتنتقد وتعرض كافة الأراء ليخرج قادة الرأي بموقف مستنير يعيد قطر الثورة إلى القضبان.

 

يوسف السباعي


الكاتب والصحفي الكبير يوسف السباعي أرّخ بطريقته الخاصة عبر روايته الرومانسية «رد قلبي»، والتي صارت بعد ذلك أهم فيلم سينمائي يعبر عن ثورة يوليو المجيدة، إذ رأى في الحب سبيلا وأدائه للتعبير عن الثورة، وتروي قصته حالة حب ثورية ساوت بين ابن الفلاح البسيط وبنت الإقطاعي الذي يحتكر قوت المصريين.


«السباعي» لم يكن فقط يقتنع بالثورة، لكنه أيضا وجد هواه معها، فقد كان أحد ضباط الجيش قبل الثورة في سلاح الفرسان، وكان لذلك تأثيره على كتابته لرواية وفيلم «رد قلبي».


طه حسين


رغم كونه وزيراً للمعارف إبان الحقبة الملكية، إلا أن عميد الأدب تالعربي الكاتب الكبير طاه حسين، أيد الثورة منذ بزوغها، ورأى فيها مبادئ الثورة الفرنسية والتي تأثر بها خلال دراسته بفرنسا.


كما وجد في مجانية التعليم ما نادى بها طوال حياته وهو أن « التعليم كالماء والهواء».


إحسان عبدالقدوس


عمل الأديب الكبير في دعم من نوع الآخر وهو نشر مبادئ الثورة، فدأب على توصيل أفكار الثورة ومبادئها للمجتمع، فقدم فيلم «أنا حرة»، الذي يدعم حق المرأة في الاستقلال والعمل والشعور بكيانها الخاص، وهو ما تدعمه الثورة، فقدم شخصية أمينة حسين زايد التي جسدتها الفنانة القديرة لبنى عبدالعزيز، و فتاة صعبة المراس، تعيش في كنف عمتها وزوج عمتها، وتعاني طيلة الوقت من تسلطهما الشديد وتحكمهما في كافة تفاصيل حياتها، مما يجعل حلمها الأوحد هو اتمام دراستها لكي تنال الحرية التي تشتاق إليها، ومع مرور السنوات، يتطور وعي أمينة شيئًا فشيئًا فيما يرتبط بمنظورها للعالم من حولها، وحول نظرتها للحرية، خاصة بعد أن تقع في حب المناضل عباس صفوت.


هيكل


أما محمد حسين هيكل الكاتب الكبير أحد رواد الصحافة المصرية، كان يؤرخ للفترة في كتاباته المختلفة، بل كان جزء من الأحداث إذ حضر في مقر مجلس قيادة الثورة ليلة 23 يوليو.


جمعته 3 لقاءات بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أهمها كان في منزل اللواء محمد نجيب يوم 18 يوليو من عام 1952، أي قبل الثورة بأيام بعدما أمر الملك فاروق بحل مجلس إدارة نادي الضباط الذي فاز به نجيب، ومن أهم كتاباته عن الثورة كتاب «سقوط نظام ! لماذا كانت ثورة يوليو 1952 لازمة ؟».


وشارك «هيكل» الذي يعد من أفضل الصحفيين في القرن العشرين، في صنع العديد من القرارات التي تدعم ثورة يوليو، خاصة إبان فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر.