حوار| عميد السفراء الأفارقة: إصلاح عقول البشر مهم ليدركوا أهمية وحدة القارة

محمدو لبرنج عميد السفراء الأفارقة
محمدو لبرنج عميد السفراء الأفارقة

- 4 دول فقط تتحمل 80% من موارد الاتحاد ويجب إطلاق أنشطة تضمن له المزيد من الدخل


- قطاع الطيران الأسرع تأثرًا بإعلان المنطقة الحرة.. والزراعة تحتاج بعض الوقت


تتناول القمة الأفريقية بالنيجر عددا من القضايا والموضوعات، أهمها إطلاق أول منطقة تجارية أفريقية حرة، ينبثق منها أكبر سوق عالمى، كما تتطرق القمة للخطوات التى تمت على طريق إصلاح الاتحاد الأفريقي، بجانب ما يسعى الأعضاء لتحقيقه خلال الفترة القادمة فى هذا الشأن.. فضلا عن التطرق للعديد من الموضوعات المهمة التى ناقشت «الأخبار» بعضها مع محمدو لبرنج عميد السفراء الأفارقة فى مصر للتعرف على أهميتها للقارة، وأبرز الخطوات التى يجرى تنفيذها للوصول إلى حلول مناسبة لبعض القضايا.

فى البداية من المنتظر أن تطلق القمة الأفريقية خلال ساعات منطقة التجارة الحرة.. هل ترى أن حلم القارة فى التنمية يقترب من التحقق؟
تشعر جميع دول القارة بالسعادة نتيجة إطلاق منطقة التجارة الحرة، بعد تصديق 22 دولة عليها، لما سيكون لها من أثر إيجابى على اقتصادات افريقيا بأكملها، لأن ما تشهده الدول الأفريقية الآن هو تنافس معظمها اقتصاديا ، فى حين أنه من المفترض أن يسعى الجميع للتكامل، خاصة فى ظل بداية إزالة الصعوبات والعقبات التى كانت تحول دون تحقيق الحلم، ومن أبرزها التعريفات الجمركية بين الدول وتوزيع المنتجات، فعلى سبيل المثال إذا كانت مصر متميزة فى إنتاج القطن، فمن الممكن أن تقوم بإنشاء شركة متخصصة فى هذا المجال لتقوم بتوفيرالإنتاج الضخم الذى تحتاجه دول القارة، وبالمثل تتخصص كل دولة فى منتج محدد تتميز به، حتى يتاح لها إنتاج كميات كبيرة بجودة عالية وتكلفة أقل، خاصة أن السوق مكون من مليار شخص.. كما يجب التنسيق والتوافق على السياسة الجمركية بين الدول، بجانب تنفيذ شبكة الطرق والمواصلات اللازمة لكى تنتقل المنتجات من دولة إلى أخرى بسرعة وتكلفة أقل.. ولا تقتصر الاستفادة من هذا التكامل على الدول صاحبة الاقتصادات الضخمة مثل مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا، بل ستحظى الدول ذات الاقتصادات الضعيفة أيضا بفائدة دخولها سوقا ضخما، لم تكن تستطيع الدخول إليه مسبقا، كما ستكون هناك سهولة فى الإجراءات، بجانب وجود مؤسسة مسئولة عن تنظيم كل هذه الأمور للمنطقة، وكل هذا يعد قفزة عظيمة وضخمة لكل دول القارة.
 ومتى تتوقع أن تثمر هذه الخطوة عن نتائج إيجابية ملموسة؟
يعتمد المدى الزمنى على القطاعات، فهناك قطاعات ستشهد تأثيرا سريعا، أهمها قطاع الطيران، حيث إن رحلات الطيران بين الدول الأفريقية مكلفة للغاية، بسبب اضطرار المسافر أن يستقل عدة رحلات طيران حتى يصل للدولة التى يستهدفها، وبتطور هذا القطاع من خلال إنشاء شركتين كبيرتين لخطوط الطيران، ستصبح رحلات الطيران كثيرة وسهلة وتكلفتها أقل.. لكن توجد بعض القطاعات الأخرى التى تحتاج لبعض الوقت مثل الزراعة، لأنها تتطلب بعض الإصلاحات فى الأراضى والتنظيم وغيرها.
ستتناول القمة الإصلاح الهيكلى للاتحاد الأفريقى.. من وجهة نظرك ما هى أبرز الخطوات لتحقيق هذا الإصلاح؟
أرى أنه يجب أن نركز حاليا على محاولة تمويل الاتحاد الأفريقى من الأعضاء أنفسهم، فينبغى أن نملك مواردنا بأنفسنا، خاصة أن من يعطينا تمويلا يكون له بعض السلطة.. لذا تعد زيادة موارد الاتحاد المالية من أهم الاصلاحات، وهناك العديد من الأفكار لتحقيق ذلك مثل وضع ضرائب على التصدير والاستيراد ورحلات الطيران ، لكى نصل إلى القدرة على الإنفاق على الدفاع.. وأيضا إصدار جواز سفر موحد يقلل الإجراءات يعد من الاصلاحات المطلوبة.. ويعتبر إصلاح الهيكل الوظيفى للاتحاد هو الأسهل، لأن الأهم هو إصلاح عقول الناس، ليدركوا أهمية أن تكون القارة متحدة وكبيرة، حتى نستطيع التعامل مع الكبار فى العالم.
 هل تتوقع أن يعتمد تمويل برامج الاتحاد لتنمية القارة على الدول الأعضاء خلال زمن قريب؟
تعتمد المدة الزمنية المطلوبة لتحقيق ذلك على توفير المزيد من الموارد المادية ، خاصة أن 4 دول فقط تدفع 80% من الموارد الحالية للاتحاد، وهذا أمر مقبول لأنها من الدول الكبرى، لكن لا يمكن أن يستمر كذلك للأبد.. لذا يجب أن يقوم الاتحاد بإنتاج موارده بنفسه من خلال أنشطة ولا يعتمد فقط على إسهامات الدول، لأن بعض الدول قد تواجه مشاكل تمنعها من المساهمة فى التمويل، وعلى سبيل المثال كانت ليبيا من أكثر الدول التى تساهم فى التمويل، لكنها الآن تواجه مشاكل.. لذا لكى أكون أكثر واقعية لن يتحقق ذلك خلال 4 سنوات، بل قد يمتد إلى 10 سنوات.. وتعد إحدى الأفكار لتحقيق ذلك تخصيص نسبة 1% على سبيل المثال من معاملات الاستيراد والتصدير لتمويل الاتحاد، خاصة أن كل الدول تقوم بتلك المعاملات.