الزيتون «كنز الصحاري»| بساتين المحافظات تجود بالخير.. والاستصلاح يعزز الإنتاجية

الزيتون «كنز الصحاري»| بساتين المحافظات تجود بالخير.. والاستصلاح يعزز الإنتاجية
الزيتون «كنز الصحاري»| بساتين المحافظات تجود بالخير.. والاستصلاح يعزز الإنتاجية

 -زراعة 240 ألف فدانا في المحافظات.. ومتوسط إنتاج الشجرة الواحدة 3 كيلو

-«العجيزي والعقص والتفاحي» أبرز الأنواع.. والأسعار تبدأ من 8 إلى 80 جنيهًا

-«عبدالحميد»: 80% من الزراعات لأصناف المائدة.. و«السيد» يطالب بتعزيزه في الـ«51.  مليون فدان»

 

كانت ولا تزال مصر غنية بثمار الزيتون، فقال الله تعالى في القرآن الكريم: «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ»، في إشارة إلى بساتين وأشجار الزيتون بأرض الفيروز «سيناء»، فهو أحد أهم المحاصيل الزراعية التي تعتمد منذ زرعها على مقاومة العوامل المناخية والبيئية الصعبة، والتربة والمناخ المناسب لتحقيق إنتاجية غزيرة.

 

240 ألف فدان.. في المحافظات

ويُزرع الزيتون في مصر بمعظم المحافظات بصورة منفردة غالبا أو مع محاصيل أخرى، وزادت المساحة المزروعة من خمسة آلاف فدان في نهاية السبعينات إلى أكثر من مائة ألف فدان في نهاية التسعينات حتى وصلت إلى 240 ألف فدان، ويبلغ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة في السنة الثالثة من الزراعة حوالي 3 كيلو جرام، ويرجع ذلك إلى تفوق نمو شجرة الزيتون بمناطق الصحراوية، وبدأ تفكير مستصلحو الأراضي الصحراوية خلال الفترة الأخيرة، في زراعة الزيتون والاستثمار فيه، وبالفعل زاد الإقبال عليه لعدة عوامل، أبرزها رخص سعر شتلته، وسهولة العناية به وتحمله للظروف القاسية وعدم حساسيته للإصابة بالأمراض، كما أنه غير مكلف في برنامج تسميده أو تقليمه، ويتحمل العطش والملوحة، حيث يتحمل ملوحة تصل إلي 3800 جزء في المليون، ويتحمل العطش حتى أسبوع دون التأثير علي نموه وإنتاجه الاقتصادي .

 

إنتاجية أشجار الزيتون

وبحسب دراسات متخصصة، يبلغ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة في السنة الثالثة من الزراعة حوالي 3 كيلو جرام، وتزداد في السنة الرابعة إلي 10 كيلو جرام ، ثم تزداد في الخامسة إلى 20 كيلو جرام، وفي السنة السادسة من الزراعة حوالي 40 كيلو جرام ، ثم تستقر بعد السنة الثامنة عند 70 إلي 100 كجم إذا كان هناك اهتماماً جيداً بخدمة التسميد والري.

 

أنواعه.. وأسعاره

وتختلف أنواع الزيتون، فتزرع مصر أنواع: العجيزي، و العقص، والزيتون التفاحي، وفي الموسم السابق 2018 كان سعر العجيزي متوسط 9 جنيه وسعر العقص 8.75 وسعر التفاحي 9.75 ، ومتوسط سعر لتر الزيت حوالي 80 جنيه.

 

شتلات الزيتون.. أصناف للزيت وأخرى للتخليل

وتعليقا على مناخ زراعة الزيتون في مصر، قال الدكتور على عبدالحميد، الأستاذ بقسم بحوث الزيتون بـمعهد بحوث البساتين، إن شراء شتلات الزيتون لابد أن تكون من مصادر موثوق فيها، حيثُ توجد منها أصناف للزيت وأخرى للتخليل، موضحًا أن أهم الأصناف المعتمدة بالنسبة لإنتاج الزيت هى الكورناكي، وهو صنف ملقح جيد ونسبة الزيت به 20% وإنتاجه من الزيت عالي الجودة من ناحية الطعم والرائحة، وصنف الكوراتينة وهو زيت ممتاز نسبة الزيت فيه ما بين 18- 20% وتجود زراعته بمصر، ثم صنف المراقي من واحة سيوة ونسبة الزيت به عالية وتفوق الـ 30%، ويعتبر من أكثر الأصناف في كمية الزيت.

وذكر «عبدالحميد» في تصريحات له، أن أمثلة من أصناف زيتون المائدة المعتمدة الدولسى والكلاماتا والعجيزى الشامى والتفاحي، لكما يوجد صنفان ثنائي الغرض أي يستخدمان فى إنتاج الزيت وزيتون المائدة في آن واحد، وهما المانزانيللو والبيكوال، موضحًا أن جميعها أصناف متميزة وإنتاجها عالٍ مع الخدمة الجيدة من بداية زراعة الشتلة حتى وصولها لمرحلة الإنتاج، بشرط توفير مياه الري بالكميات المناسبة والزراعة في المناخ والتربة المناسبين لكل صنف.

 

الإنتاجية.. ومعاصر الزيتون

أما الدكتور محمد السيد، وكيل معهد بحوث البساتين السابق، فأكد أن المعاصر موجودة لكنها لا تعمل بكامل طاقتها بسبب  الإنتاج، موضحًا أن 80% تقريباً من زراعات الزيتون في مصر لأصناف زيتون المائدة، وأن اتجاه معظم المزارعين لزراعة أصناف الزيت، وذلك بسبب تقارب العائد الاقتصادي بين زيتون الزيت والمائدة، واحتمال وجود فائض في أصناف المائدة خلال المواسم القادمة، فضلاً عن أن ارتفاع سعر الدولار سبب قفزة في أسعار منتجات الزيتون عموماً، ومنها زيت الزيتون حيثُ إنه محصول تصديري (زيت – مائدة)، حيثُ ارتفع سعر لتر زيت الزيتون من  60 إلى 120 جنيهاً.

وشدد «السيد» على ضرورة زيادة الوعي لدى المستهلكين بالفوائد الغذائية والصحية لـزيت الزيتون، لزيادة الإقبال على زراعة أصناف زيتون الزيت، لافتًا إلى أن مستقبل مصر في زراعة أصناف الزيت وقد بدأ بالفعل اهتمام المستثمرين بزراعة هذه الأصناف، وسيصاحب ذلك إنشاء المعاصر، متوقعاً أن يشغل إنتاج الزيتون نحو 75% بالنسبة لأصناف الزيت و25% من أصناف المائدة من المساحة التي تتم زراعتها بـالزيتون في هذا المشروع القومي لزراعة 1,5 مليون فدان لأنها أصناف مطلوبة تصديرياً.

 

وأشار إلى أنه يفضل التركيز على زراعة أصناف الزيت بالوجه البحري وشمال وجنوب سيناء، حيثُ تتميز بمواصفات جيدة بإنتاج الزيت، مضيفاً أن زراعة هذه الأصناف في مصر الوسطى إلا أن نسبة الزيت ستكون منخفضة عنها بالمناطق المذكورة، ولكن يمكن التركيز في مصر الوسطى على إنتاج أصناف المائدة الخضراء.

 

الاستصلاح.. وزراعة الـ 1,5 مليون فدان

وتوقع وكيل معهد بحوث البساتين السابق، أن تشغل زراعة الزيتون في مشروع الـ 1,5 مليون فدان، أكثر من 50% من هذه المساحة؛ نظراً لارتفاع ملوحة مياه الري والتي لا تلائم إلا زراعة الزيتون والنخيل، ونصح بتسويق ثمار الزيتون أو الزيت في عبوات صغيرة، لزيادة القيمة المضافة للمنتج بالتصنيع والتعبئة، لافتاً إلى أن معظم المصدرين يعبئون المنتج بحاويات كبيرة تسع الواحدة منها نحو 20 طناً تقريباً.

وعن كيفية زراعة المحصول بطريقة صحيحة، ذكر «السيد» أنه يجب إراحة التربة لمدة أربع سنوات قبل زراعة الأشجار، أو زراعة الحقل بالعشب لبضع سنوات ومن ثم تنظيفها، فضلاً عن وصول الحراثة العميقة إلى 20 بوصة، بهدف تدمير الأعشاب المعمرة وزغب التربة، ما يسهم في تطوير أفضل للنظام الجذري للأشجار، إضافة إلى إجراء تحليل أساسي للتربة قبل الحرث، وبناء على نتائجه يتم تحديد نوع وكمية الأسمدة الكيماوية الأساسية اللازمة لتحسين التربة.

 

وشدد أيضًا على أهمية عقد دورات تدريبية وندوات إرشادية وأيام حقل لمزارعي الزيتون في جميع المحافظات، وكذلك عرض نتائج الأبحاث التي يجريها الباحثون وإرشاد المزارعين ومهندسي الإرشاد الزراعي بكيفية تطبيقها والاستفادة منها بالمديريات والإدارات الزراعية، وكذلك زراعة الزيتون بمشروع الـ 1.5 مليون فدان تتم على مياه آبار تحتوى معظمها على درجة عالية من الملوحة وهذا يحتاج إلى خبرة علمية.