قمة «مصرية رومانية» في بوخارست..

«السيسى» و«يوهانيس» يبحثان تعزيز التعاون في اكتشافات الغاز والسياحة

 الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

 

الرئيسان يتوافقان حول ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية

"يوهانيس": مهتمون بتطوير العلاقات مع القاهرة  

 


استهل الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارته لرومانيا، صباح اليوم، الأربعاء، بعقد مباحثات قمة مع الرئيس كلاوس يوهانيس، وذلك بمقر قصر كوتروتشيني الرئاسي، حيث أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.


وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس "يوهانيس" أعرب عن ترحيبه بزيارة الرئيس السيسى  لرومانيا للمرة الأولى، مؤكداً اهتمام رومانيا بتطوير علاقاتها مع مصر الدولة المحورية ومركز ثقل منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن سياستها المتوازنة تجاه التحديات المعقدة في محيطها الإقليمي المضطرب.

 

وأشاد رئيس رومانيا، بالعلاقات التاريخية الممتدة التي طالما ربطت بين البلدين، وبالزخم الذي شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتي كان آخرها اللقاء الثنائي الذي جمع بين الزعيمين بشرم الشيخ في فبراير الماضي على هامش القمة العربية الأوروبية الأولى.

 

وأكد الرئيس الروماني، دعم رومانيا ومساندتها لمصر فى دفع عملية الإصلاح الاقتصادي والتنمية، والتي تعد بمثابة استراتيجية وطنية ملهمة تحظى بكل الاحترام والتقدير من الشعب الروماني، ومعرباً عن إعجابه بالإنجازات التي حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة في مجال التنمية ومشروعات البنية الاساسية.

 

من جانبه، أكد الرئيس السيسي، حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الجانب الروماني في مختلف المجالات، خاصةً في ظل العلاقات الخاصة بين البلدين، ومشيداً بمواقف رومانيا الإيجابية والمقدرة تجاه مصر، وما تحقق من تطور كبير في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية في ظل الاهتمام المتبادل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.

 

واستعرض الرئيس، خلال المباحثات تطورات الخطة التي تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي الشامل، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكداً الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية في مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لا سيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الاعمال في الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجاري والاستثماري، بما في ذلك البناء على نتائج الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة بالقاهرة في فبراير الماضي، فضلاً عن تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات الواعدة كالطاقة في ضوء الاكتشافات الأخيرة للغاز في الحقول البحرية في مصر ورومانيا، إلى جانب مجال السياحة الذي شهد مؤخراً مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتي شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين.

 


وأضاف "راضي"، أن المباحثات شهدت أيضاً تبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من الملفات والأزمات الإقليمية، كعملية السلام فى الشرق الاوسط وسوريا وليبيا واليمن، مع استعراض تداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يساهم في تلبية طموح شعوب تلك الدول في التمتع بحياة آمنة ومستقرة، وهو ما يتوافق مع ثوابت الموقف المصري تجاه تلك القضايا الذي يرتكز على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والتحرك في إطار من البناء والتعاون والتنمية، كما ثمن الرئيس الروماني من جانبه الجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط".

 

أما على الصعيد الأفريقي والأوروبي، توافق الرئيسان حول ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك في هذا الصدد، لا سيما خلال الفترة الحالية التي تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك استكشاف آفاق التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الأفريقية في ضوء الاهتمام المشترك بدعم التنمية في القارة وصون السلم والأمن بها، فضلاً عن مواصلة رومانيا لدورها الداعم داخل الاتحاد الأوروبي لتعزيز تنفيذ كافة مكونات اتفاقات المشاركة مع مصر كدولة جوار، بالإضافة إلى تعظيم التنسيق المشترك بين الاتحاد ومصر والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون الثنائي، خاصةً بعد انتظام انعقاد مجلس المشاركة بين الجانبين خلال العامين الماضيين.

 

واتفق الرئيس السيسى و"يوهانيس"، على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التي تشجع على تلك الظاهرة، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذي بات يهدد مختلف دول العالم، حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولي للتعامل مع التنظيمات الإرهابية".