أحمد عكاشة: كلنا مرضى نفسيون لمدة ساعتين يوميًا

د.أحمد عكاشة
د.أحمد عكاشة
احمد جلال
 

أكد أستاذ الطب النفسي ومستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية والتوافق المجتمعي د.أحمد عكاشة أنه لا يوجد في الطب النفسي اضطرابًا أو مرضا يسمى بالجنون.

 

وأضاف عكاشة، في تصريحات صحفية على هامش إطلاق "الحملة الوطنية لإزالة وصمة المرض النفساني" أن الإعلام المرئي والمقروء أساء لصورة المريض النفسي، وما كانت تراه الناس في السينما والمسلسلات لا يعبر عن حقيقة المريض النفسي، بل معظمها تصورات خاطئة.

 

 وتابع قائلًا : «كلنا مرضى عقليون لمدة ساعتين يوميا فالأحلام عبارة عن هلاوس وخيالات وضلالات، 90 دقيقة من النوم الحالم تتناوب مع ساعتين من النوم غير الحالم، فالمرض النفسي الذهاني ما هو إلا زحف الأحلام والخيالات إلى اليقظة».

 

وذكر عكاشة بعض الاعتقادات الخاطئة، ومن بينها «إن المريض النفساني لا يشفي»، وإن الفصام أشد الأمراض ويعني اضطرابات التفكير «الشكل، والمحتوى، والتحكم، والتأثير، والعواطف، والإدراك، والحواس»، مؤكدًا أن عدم العلاج قد يؤدى إلى تدهور في الشخصية.

 

 ولفت إلى أن الدماغ هي أساس كل الاضطرابات النفسية، وأن هناك نسبة كبيرة تشفى مع العلاج، مشيرًا إلى وجود اعتقاد سائد بأن فشل الأهل في التربية والتنشئة يسبب المرض النفسي، موضحا أن الحقيقة تتمثل في أن الأطباء النفسيين منذ زمن فرويد والتحليل النفسي، وكذلك علماء النفس والاجتماع قد اعتبروا الأسرة الركيزة الأساسية في تكوين شخصية الإنسان الفرد وما قد تعانيه من المرض النفسي، واهتم الكثيرون بالأسرة لتوضيح القوى المحركة لإحداث المرض، وبالرغم مما بذل من الجهود في هذا الصدد، لا يوجد دليل علي أن الجو الأسري أو سوء أو فشل الأهل في التربية يسبب المرض النفسي.

 

ونوه د.أحمد عكاشة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الاضطراب النفسي مرض معدي، أو إن معظم من يعانون من الاضطراب النفسي غير قادرين على العمل أو الزواج أو الحصول على بطولات، وهناك اعتقاد خاطئ أخر  في أن الصالحين والأتقياء لا يمكن أن يصيبهم المرض النفسي نظرا لما يعتقده الكثيرون من أن الفصام، إنما يعزي فقط لتسلط الشيطان على ضعاف الإيمان، موضحًَا أن الحقيقة هي أن الفصام مرض عضوي في المخ مثله مثل بقية الأمراض التي تصيب أعضاء الجسم كأمراض القلب أو الشرايين أو المعدة أو الكلي أو العضلات أو العيون أو السكر – وإنه يعالج كما تعالج هذه الأمراض بالأدوية المناسبة.

 

وأكد د.أحمد عكاشة أن نصف في المائة فقط من المرضى النفسانيين هم من يحتاجون الدخول الى المستشفيات لتلقي العلاج، بينما 99.5% يمكن علاجهم من خلال العيادات الخارجية، فيما لا يذهب من المرضى النفسيين إلى الطبيب النفسي سوى 3% فقط حيث يتجه الباقون إلى الممارس العام نظرًا لأن 60-70% من الأمراض النفسية تبدأ بآلام وأعراض عضوية، بينما يتجه المرضى النفسانيين في البلاد العربية إلى العلاج التقليدي، أو الشعبي، أو الديني.