فيديو| أقدم صرّاف تذاكر بالمترو: الصبر سلاحي أمام الجمهور.. وأسدد العجز «من جيبي»

فيديو| أقدم صرّاف تذاكر بالمترو: الصبر سلاحي أمام الجمهور.. وأسدد العجز من جيبي
فيديو| أقدم صرّاف تذاكر بالمترو: الصبر سلاحي أمام الجمهور.. وأسدد العجز من جيبي

- «عم عصام»: الصفراء «الأكثر مبيعًا».. وراكب أصابني بحرج في وجهي بسبب «تذكرة»

- أتعامل مع الزحام بـ«الصبر والخبرة».. وهذه أضخم حصيلة حققتها 

 

20 عامًا بالتمام والكمال قضاها «عم عصام عبدالعزيز» في خدمة مترو الأنفاق.. فهو من أقدم صرافي التذاكر في محطة الشهداء «رمسيس سابقا»، مهمته بمثابة «السهل الممتنع»، لكنه يدرك مفاتيحها جيدا، فهي ليست مجرد تسليم «ورقة صفراء أو حمراء.. خضراء..»، لكنها ترتكز في الأساس على «حسن التعامل مع الجمهور» بمختلف الأعمار، وفي كواليس عمله، حكايات ومغامرات كثيرة. 

 

 

عصام.. 20 سنة خدمة في المترو
تخرج «عصام» عام 1991-، الذي يقطع أكثر من 30 كيلو متر يوميا من بيته بقرية بلتان بمحافظة القليوبية إلى عمله بميدان رمسيس، في معهد «فني تجاري»، وعمل في المترو، ومؤخرا حصل على ليسانس حقوق إلا أن التسوية بمؤهله مازالت «محل انتظار». 

 

يوم في منفذ التذاكر.. مهنة السهل الممتنع
«بوابة أخبار اليوم» قضت معايشة مع «عم عصام» داخل أحد منافذ بيع التذاكر بمحطة الشهداء، وتعرفنا على كواليس العمل المرهق له وزملائه طوال 24 ساعة كاملة من «8 صباحا حتى 8 صباح اليوم التالي»، ورصدنا على أرض الواقع، تفاصيل المهمة، وطرق التعامل مع الجمهور، وأبرز وجوه المهنة. 

 

 

الشيفت اليومي.. من 8 لـ 8
يحكي «صراف المترو» لنا، طبيعة يومه، بداية من الخروج من المنزل وصولا إلى منفذ التذاكر، قائلا: «بخرج من بيتنا 6 صباحا، أوصل المحطة 8، ثم ارتدي ملابس العمل الزرقاء وأبدأ في تفقد ماكينة قطع التذاكر، عن طريق تثبيت البكرة بها، ثم تجهيز أكثر من 500 تذكرة بمختلف أنواعها، وفتح الشباك، فألقي السلام على أول زبون، ثم أبدأ يومي في توزيع التذاكر بابتسامة هادئة». 

 

يضيف «عم عصام»: «أما يومي في الصيام، فلا يختلف كثيرا عن اليوم العادي، إلا في حالة واحدة وهي ضيق بال الركاب، فنقضي معظم وقفتنا على المكتب بإستثناء الصلاة والحمام».

 

مصاعب المهنة.. وأزمة الفكة
وعن مصاعب المهنة، رد قائلا: «أصعب شيء التعامل مع الناس، وفي كل الأحوال مبترضيش، ووقت ما كانت التذكرة موحدة كان الشغل سهل، أما الآن فالضغط شديد، والتذاكر مختلفة، والراكب مستعجل».

 

 

25 ألف راكب.. والتذاكر اليومية 
وأوضح أن أبرز المشكلات التي تواجههم بخلاف «الشد والجذب من قبل الجمهور»، هي «أزمة الفكة»، فيضيف: «بتعامل مع 25 ألف مواطن يوميا في المتوسط، بواقع 25 ألف راكب خلال ال 24 ساعة».

 

تعاملات الجمهور.. وأصعب موقف 
وبالنسبة لمواقف الجمهور، فروى «عصام» أصعب موقف تعرض له، قائلا: «منذ 10 سنوات، وفي تمام الحادية عشر ليلا، كنت أجلس في هدوء، وفوجئت بأحد الركاب يطلب مني إرجاع التذكرة بعدما فاته أخر قطار، فرفضت، ثم فوجئت به يكسر زجاج الشباك، وتم إصابتي بجرح قطعي في وجهي، في واقعة مؤسفة»، لكنه أضاف: «في ناس محترمة ومتعاونة، ودايما يدعمونا بالدعاء والمؤازرة النفسية».

 

وقت الزحام.. ولحظات الصيام 
وعن أوقات الزحام، يقول «عصام»: «أوقات الذروة هي الثامنة صباحا، والواحدة ظهرا، ونتعامل مع الجمهور، بالصبر وخبرة السنوات، فننظم الصفوف، ونصرف التذاكر بسرعة، أما في رمضان، فالضغط عادي خلال أيام الصيام»، متابعا: «أما أعطال ماكينة التذاكر فأصلحها بنفسي أو أرسل إشارة بتعطلها لاستحضار الفني المختص لإنقاذ الموقف». 

 

أكبر حصيلة.. وأسباب العجز
وعن أضخم حصيلة، يقول: "منذ 3 سنوات كنت أعمل في محطة الدقي، وحصلت في اليوم 30 ألف جنيه، كنت سعيد جدا أثناء توريد المبلغ"، مستطردا: «في نفس الوقت، يحدث كثيرا عجزا، أسده من جيبي الخاص، وهو يحدث بسبب الخطأ في الحساب مع الجمهور، وهو لا يزيد معي عن 20 جنيها».

 

الصفراء.. أكثر التذاكر المباعة
وأشار إلى أن أكثر التذاكر المباعة، هي التذكرة الصفراء، أما «الحمراء» فالأقل إقبالا.. «عم عصام» أنهي حديثه معنا قبل أن يودعنا بابتسامته المعهودة، قائلا: «الحمد لله نرضي ربنا في شغلنا، ولم أطلب إلا المساواة بمؤهلي الدراسي "بكالريوس تجارة"».