بكّار:ما حدث مع د.خالد علم الدين كشف عن ارتباك الرئاسة 2013- م 05:52:05 الاحد 24 - فبراير حوار: عبدالهادى عباس   لا يخفى ذلك النشاط القوى الذى أضافه حزب النور للحياة السياسية المصرية بعد الثورة.  وبعد الأزمة الأخيرة بين حزب النور ومؤسسة الرئاسة كان لابد من هذا الحوار لبوابة أخبار اليوم مع نادر بكّار مساعد رئيس الحزب للإعلام:         * هل كان قرار إقالة د.خالد علم الدين مكيدة سياسية فى حزب النور بعد تقاربه مع جبهة الإنقاذ؟. ** الحقيقة أن ما حدث مع د. خالد علم الدين كشف عن ارتباك واضح فى مؤسسة الرئاسة، وهو ارتباك يحدث للمرة الثانية أو الثالثة، حتى جاءت هذه المرة التى كان فيها الارتباك واضحاً. * هل كان حزب النور ينتظر هذه الفرصة للاختلاف مع الرئاسة، ولهذا جاء ردّ فعله بهذه الحدة؟. ** على العكس تماماً، فحزب النور انتهج النصح المتدرج لمؤسسة الرئاسة، فى السّر والعلن، وتصريحاً وتلميحاً؛ حتى أتت قاصمة الظهر، عندما حاولت إحراق أفضل قيادات الحزب وتعريضه للاغتيال المعنوي،فكيف يكون ردّ فعل الحزب مع هذا هيّناً؟..ورغم ذلك فقد أخذ رد الفعل وقته، ثم تم إغلاق صفحة د.خالد علم الدين..والأمر إليه الآن، إمّا أن يرفع قضية ضد الرئاسة، أو لا يرفع؛ لكننا أثبتنا أن الرئاسة أخطأت وأدت أداء مرتبكاً في هذا الأمر. * ولماذا تأخرت استقالة د.بسام الزرقا لما بعد الخلاف بين النور والرئاسة؟. ** كان ما حدث مع د.خالد علم الدين بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى د.بسّام الزرقا، حيث كانت لديه اعتراضات كثيرة جداً، وأبدى رغبته فى الاستقالة إلى هيئة الحزب أكثر من مرة، والحزب كان يُفضل بقاءه فى منصبه للاستفادة منه في جلسات الحوار الوطني. * هل أدى الخلاف بين النور والرئاسة إلى خلاف آخر بين النور والحرية والعدالة؟. ** من أولوياتنا التى نُصرّ عليها أن تفصل الرئاسة نفسها عن الحرية والعدالة. * ولكن هل الرئاسة بالفعل منفصلة عن الحرية والعدالة؟. ** لا ليست مفصولة، فحزب النور لا توجد مشاكل بينه وبين الحرية والعدالة، وأزمتنا كانت فى طريقة التعامل المهينة التى تعاملت بها مؤسسة الرئاسة فقط. * هناك من يعتقد أن خلاف النور مع الرئاسة كان تصفية حسابات لعدم اختيار أحد كوادره فى حكومة قنديل وتعديلاتها..بماذا تردّ؟. ** على العكس د.خالد علم الدين تحديداً أحد الذين نصحهم الحزب بعدم قبول منصب وزير البيئة، حتى لا نتحمل المسئولية مع حكومة رأينا منذ اليوم الأول أنها حكومة فاشلة. * ولكن ألا ترى أن هذه الانشقاقات بين أبناء التيارات الإسلامية تؤثر على فكرة مثالية المشروع الإسلامي لدى رجل الشارع؟. ** هذا ليس انشقاقاً،بل هو إعمال لمبدأ إسلامي، فلابد أن تختفي الحساسية بين أبناء التيار الإسلامى ضد كلّ من ينتقد الأحزاب أو الأفراد، المهم أن يكون الانتقاد موضوعيًّا. * إذن ما ردّك على من يقولون إن السلفيين كانوا يعترضون على الخروج على الحاكم، ومع أول مشكلة أباحوا لأنفسهم ما حرّموه على الناس؟. ** هذا سطحية في التفكير، وعدم تحرى الدقة في البحث،لأن انتقاد الحاكم ليس خروجاً عليه، ومن يقول بذلك لا يعلم أصلاً ما معنى الخروج على الحاكم فقهاً، ثم إن محمد مرسى رئيس مسلم لدولة مسلمة، بينه وبين الناس عقد مدته أربع سنوات، هذه هى آليات الديمقراطية التى ارتضاها حزب النور، كما ارتضاها الحرية والعدالة، فالآن لا يصح أن ننقض هذه الآليات، فالمسلمون عند شروطهم، ومن شروط الديمقراطية انتقاد الحاكم. * بعد الخلاف مع النور..التقى الرئيس بوفد من حزب البناء والتنمية، ما دلالة ذلك سياسيًّا؟. ** نحن نريد أن نُساعد الرئيس ليجلس مع الجميع، لأن عنده أزمة ثقة مع الأطراف المعارضة. * خطوات كثيرة اتخذها حزب النور مؤخراً فى الحياة السياسية..هل هناك سقف معين لهذه المبادرات؟. **  دائماً ما يشهد الناس أن خطابات النور ذات استراتيجية بعيدة المدى، ففكرة المبادرات ليست جديدة علينا، على العكس فنحن أكثر الناس حرصاً على التقارب، وأحرصهم على البحث عن مساحة مشتركة تسع الجميع،وواضح أن هناك من لا يُريد لحزب النور أن يلعب هذا الدور. * هل يؤيد حزب النور مُطالبات جبهة الإنقاذ برقابة شعبية ودولية على الانتخابات البرلمانية؟. ** نحن نريد الإشراف الذى كان موجوداً فى مجلس الشعب الماضى، ونُطالب بضمانات عادلة لتخرج هذه الانتخابات بصورة نزيهة. * هل بدأت استعدادات النور للانتخابات البرلمانية؟ ** بدأت بالفعل، ولدينا مجامع انتخابية في كل المحافظات. * برأيك لماذا لا تخرج مبادرات الحوار التى تُطلقها الرئاسة بنتائج ملموسة؟ ** لأننا ندخل الحوار بغير أجندة واضحة، ولأنه لا يوجد التزام من الرئاسة بما يتم الاتفاق عليه، والأمر الثالث التصريحات التى تخرج من بعض قيادات حزب الحرية والعدالة تتحدث على أن الحوار غير مُلزم، مما يُشعر الناس بالإحباط، وفى الفترة القادمة نحتاج إلى ضمانات لإنجاح هذا الحوار. * ما الجديد الذى يطرحه النور فى مبادرته لإنجاح التوافق الوطنى؟ ** مبادرة النور رضى بها الجميع، وقال الرئيس إن كل بنودها سيتم طرحها للنقاش، ونحن مستمرون بالتواصل مع كل الأطراف والنتائج حتى الآن إيجابية جدًّا، والتواصل شبه يومى سواء باللقاءات أو بالاتصالات. * هل توجد أحزاب لديها تحفظات على بنود هذه المبادرة؟ ** الحزب الوحيد الذى اكتفى بالقول إنها مبادرة إيجابية، لكن لم نسمع له رأياً واضحاً هو الحرية والعدالة.