تسعى مصر إلى تحقيق الترابط والوحدة مع أشقائها فى القارة السمراء وازداد هذا السعى فى الفترة الأخيرة خصوصا مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، ويعد طريق القاهرة - كيب تاون، أحد أكبر المشروعات التى تحقق الوحدة والترابط بين شعوب القارة السمراء، كما يسهم فى تنشيط حركة التجارة بين الدول الإفريقية، حيث يمتد الطريق بطول عشرة آلاف كيلو متر، كما يعد أطول الطرق البرية فى العالم ويربط بين شمال إفريقيا وجنوبها، حيث يمر الطريق داخل 9 دول إفريقية هى مصر والسودان وأثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوى والجابون وجنوب إفريقيا.
وتوجت أهداف طريق القاهرة - كيب تاون، خلال لقاء عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى مع جاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا السابق، على هامش قمة «بريكس»، التى عقدت بمدينة «شيامين» الصينية فى سبتمبر 2017، حيث تقوم فكرة المشروع على تسهيل النقل البرى بين دول إفريقيا، إذ يستطيع أى مستثمر نقل بضاعته لأى دولة من الدول التى يمر بها الطريق فى زمن قياسى لا يزيد على 4 أيام على عكس البحر الذى يستغرق شهورا.
وتعود فكرة المشروع إلى يونيو 2015، حيث أعلنت الحكومة تدشين مشروع «القاهرة - كيب تاون» البرى، الذى يربط بين دول القارة الإفريقية، إضافة إلى مشاركة القاهرة فى تنفيذ أعمال البنية التحتية، مؤكدة أن الطريق سيحقق طفرة فى حجم التبادل التجارى بين القاهرة وعواصم الدول الإفريقية، إثر تفعيله.
وخلال فعاليات منتدى إفريقيا 2018 دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الإسراع فى الانتهاء من طريق القاهرة- كيب تاون، بهدف دمج أقطار القارة، إلى جانب توسيع حركة التجارة بين بلدانها.
وطريق «القاهرة- كيب تاون» تنفذه عدة شركات مصرية وعربية وإفريقية مشتركة يأتى على رأسها شركة المقاولون العرب بما يؤكد ان مصر هى بوابة افريقيا ومدخل التجارة العالمية اليها ويسهل حركة نقل الركاب والبضائع بين الشمال والجنوب، كما سيساهم الطريق فى خلق مجتمعات عمرانية جديدة، كما سيمكن المشروع مصر من ربط شبكة الطرق شرق وغرب النيل.
أما بالنسبة للتكلفة التقديرية للمشروع فتصل إلى حوالى 18 مليار دولار، حيث إن المشروع سيتم تنفيذه على 4 مراحل، المرحلة الأولى منه ستبدأ من القاهرة وتصل إلى المنيا، أما المرحلة الثانية ستنطلق خلال 6 أشهر وستبدأ من المنيا إلى أسيوط، بينما المرحلة الثالثة من المشروع ستبدأ من أسيوط وتصل إلى قنا، أما المرحلة الرابعة والأخيرة ستبدأ من قنا وستصل إلى أرقين الواقعة على الحدود مع دولة السودان، وهذا هو الجزء المنوطة مصر بتنفيذه فى المشروع، وبالفعل تم الانتهاء من تنفيذه وبالتوازى مع ما تقوم به مصر ستعمل باقى الدول على الانتهاء من تنفيذ الأجزاء الخاصة بها فى المشروع.
وتنفذ شركة المقاولون العرب جزءين من الطريق بين إثيوبيا وكينيا، وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى البالغة 95 كم فيما يتم العمل حاليا على الانتهاء من المرحلة الثانية التى تقدر بحوالى 74 كم.
