بعد دفنه بـ3 أيام.. عودة ميت في حلوان

عودة ميت في حلوان
عودة ميت في حلوان

«عودة ميت».. جملة تحملها الأساطير الفرعونية القديمة، لكن لا يقبلها العقل ومنطق الأشياء، فلم نجد من يروي قصصا حولها سوى في معجزات الأنبياء، فالذاهبون إلى العالم الآخر لا يمكن أن يعدوا إلى الحياة مرة أخرى.. لكنها حدثت في حلوان مع أسرة بسيطة شيعوا جثمان نجلهم ودفنوه بأيديهم حتى فوجئوا به يطرق عليهم الباب في ثالث أيام عزائه.

 

هنا في منطقة حلوان، داخل منزل لا يتعدى الـ60 مترا، بدأت القصة مع أسرة بسيطة اختفى أحد أبنائها، وتردد على مسامعهم ومسامع أهل المنطقة أنه مات غريقًا في مياه النيل، بقيت الأسرة تنتظر يومًا بعد يوم، أملا في أن تطفوا جثة نجلهم على صفحة مياه النيل حتى يثلج قلبهم.

 

في خضم الانتظار تلقوا اتصالا من قسم حلوان، يفيد بالعثور على جثة طافية على ظهر مياه بالنيل، هرولوا إليها لكنهم وجدوا أن المياه أخفت كثيرا من معالمها، فأصبحوا في حيرة بين الشك واليقين، حتى أجمعوا على أنها جثة نجلهم، تسلموها، وشيعوا جنازته، ودفنوه بأيديهم تحت الثرى، وأقاموا سرداق العزاء 3 أيام، وخيم الحزن على أهالي المنطقة.

 

لم ينته اليوم الثالث على العزاء حتى حدثت المفاجأة الكبرى، ليعود الميت إلى الحياة، ويطرق باب الشقة على والدته ووالده، فيفر منه الجميع، ظنوا أنه عفريت من الجن، حتى هدأت عقولهم واطمأن قلبهم ولمسوه بأيديهم فأيقنوا أنه من البشر، وأنه بالفعل نجلهم الذي بدأ في سرد قصته.

 

نعود إلى قسم شرطة حلوان، الذي تلقى بلاغا بتغيب «رمضان. ع» عن المنزل منذ ما يقرب من 40 يومًا، وأدل شقيقه على مواصفاته والملابس التي كان يرتديها، فلم يمض سوى أيام قليلة، حتى تلقى القسم إخطارا من شرطة دار السلام، بالعثور على جثة طافية على مياه النيل، منتفخة ومشوهة المعالم، لكنها تحمل أوصافا مشابهة للمبلغ باختفائه، فاستدعى قسم الشرطة الأسرة المكلومة للتعرف على هوية الغريق.

 

برؤية الأهل جثمان الغريق، أكدوا أن أوصاف الجثة تشبه نجلهم المتغيب، فقاموا باستلامها ودفنها في مقابر العائلة بمنطقة حلوان، إلى أن فوجئوا بعد إجراء مراسم الدفن بالشاب الذي ظنوا أنهم دفنوه، يطرق باب منزل العائلة ليصاب الجميع بالذعر والدهشة، وما إن استجمعوا أعصابهم حتى تبين لهم أن الجثة التي تسلموها ودفنوها لم تكن جثة قريبهم.

 

«رمضان. ع» العائد إلى الحياة الذي يبلغ من العمر 30 عاما، أكد أنه غادر المنزل منذ شهر ونصف الشهر، وسافر إلى الإسكندرية دون أن يخبر أحدا لوجود خلافات مع زوجته، وما إن عاد اكتشف أن أهالي المنطقة بعرب غنيم محل سكنه يخبرونه أنه تم دفنه منذ 3 أيام، فتحرر محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة لمباشرة التحقيق.