قال حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن أصعب تحدٍّ يواجهه الكاتب هو البحث عن مساحة ابتكار موضوعات لم تطرق من قبل، إضافة إلى اختيار الشريحة المستهدفة، في ظل تغير وتطور القارئ، مضيفا: يسري أبو القاسم نجح في تحقيق هذه المعادلة.
وأضاف، خلال مناقشة رواية "مولانا الشيخ جواب" للكاتب يسري أبو القاسم في ملتقى السرد العربي، بحضور عدد من النقاد والكتاب، أن يسري في روايته استدعى الشخصيات الإصلاحية، فعلى سبيل المثال تمثلت الرواية حياة الحلاج بشقيه فالحلاج في جزء منه صوفي وجزء منه ثائر، مضيفا: لكن هناك استدعاءات كان ينبغي على الكاتب أن يعول على القارئ في استدعائها أثناء القراءة وليس أن يستدعيها الكاتب بشكل مباشر.
واستطرد عقل أن يسري نجح في استخدام البنية الدائرية للرواية دائرية تبدأ بمونولوج اسماعيل ياسين وتنهي به وهو الضاحك على الشاشة والباكي في حياته المؤلمة خصوصا في نهايتها فكانت البدء والنهاية للرواية فلسفة رمزية باكية ضاحكة مهمة جدا وهو اختيار موفق.
وأكد عقل أن اللغة في الرواية جاءت صوفية رقراقة تقارب لغة أشواق محيي الدين ابن عربي، لكنها مع ذلك جاءت سهلة تستهدف القارئ العادي وليس الخاص، مختتما أن يسري أبو القاسم نجح في إرباك المتلقي في المداخلة بين الواقع والمتخيل، فهناك صعوبة وهذا يذكر له في التفريق بينهما.
من جانبها قالت نهى الروميسي، جاءت الرواية على مستوى جيد جدا من التراكيب ودون استطراد ممل للقارئ، وحين يقدم التفاصيل تكون ضرورية مثل وصف الكأس التي ليس موجود مثلها في بيتهم ولا منزل العمدة، لكن يؤخذ عليها بعض الصدف المفتعلة في العمل. وتطرقت الورقة النقدية التي قدمتها الرميسي إلى عتبات النص ومدخل سيميائي لدراسة العمل.
زكريا صبح القاص والناقد الأدبي من جانبه قدم ورقة نقدية قال فيها إن العالم الصوفي له مفرداته الخاصة ومن ثم فإن الكاتب يسري أبو القاسم في روايته مولانا الشيخ جواب، كان أمام مخاطرة كبيرة في اختيار مفردات تناسب أشخاص وجو العمل.
وأضاف "صبح" أن القصة قامت على الحلم وفي الحلم تستطيع أن تغزل ما شئت دون أن نحاسبك على مقياس الواقع" ففي الحلم يخاطب الحي الميت والجديد يستدعي القديم، موضحا أن يسري أبو القاسم في روايته أخذ على عاتقه أن يفض ما يتعلق بالصوفية من إشكاليات، ليقول لقارئه إن عالم الصوفية ليس بهذا السوء الذي نعتقده.
