«وحوي يا وحوي».. محمد صلاح و«بوجي وطمطم» يشعلون بورصة فوانيس رمضان

«وحوي يا وحوي».. محمد صلاح و«بوجي وطمطم» يشعلون بورصة فوانيس رمضان - صورة مجمعة
«وحوي يا وحوي».. محمد صلاح و«بوجي وطمطم» يشعلون بورصة فوانيس رمضان - صورة مجمعة

- توارث المصريون فانوس رمضان منذ الفاطميين.. والمسحراتي اعتاد حمله وخلفه الأطفال

- قرار منع الفانوس الصينى أعاد «المصري» للريادة.. والدول العربية أهم المستوردين

- «شعبة الأدوات المكتبية»: 20% زيادة في الأسعار.. وهذه قائمة بالأنواع وأسعارها

- «الخيامية وفاروق وعبد العزيز والخشب والنجمة وشق البطيخ وشوبيس».. أشهر الأنواع

- التجار يتحايلون على قرار منع الفانوس الصيني ببند «لعب الأطفال» ثم يعاد تركيبه محليا

 

فى ليلة اليوم السابع من شهر رمضان من العام الهجرى 362 هـ، حين كان القمر لايزال هلالًا صغيرًا لا يستطيع أن يبدد ظلمة الليل وحده، خرج جمع كبير من المصريين حاملين القناديل التى تضيئها الشموع خلف قائد الجيش جوهر الصقلى ومعه الحاشية الفاطمية لاستقبال الخليفة الفاطمى المعز لدين الله، والمُنتسب الى السيدة فاطمة الزهراء  بنت رسول الله، قادما إلى مصر، وفى هذا الحدث التاريخى وُلد فانوس رمضان، وتوارث المصريون منذ ذلك الحين الاحتفال بقدوم الشهر الكريم كل عام بالإقبال على شراءه.

 

وهناك رواية أخرى تعود لعهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، وقد كان مُحرَّماً على نساء القاهرة الخروج ليلًا، فإذا جاء رمضان سمِحَ لهن بالخروج بشرط أن يتقدّم السيدة أو الفتاة صبي صغير يحمل في يده فانوساً مضاءً ليعلم المارة في الطرقات أنّ إحدى النساء تسير فيُفسحوا لها الطريق، وبعد ذلك اعتاد الأطفال حمل هذه الفوانيس في رمضان.

 

وقِيل إن ظهور فانوس رمضان ارتبط بالمسحراتي ولم يكن يُشعل في المنازل بل كان يعلَّق في منارة المسجد إعلاناً لحلول وقت السحور، فصاحب هؤلاء الأطفال بفوانيسهم المسحراتي ليلاً لتسحير الناس حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة في هذا الشهر ومنها «وحوي يا وحوي».

 

واستمر فانوس رمضان عبر الزمان يتوارثه المصريون، يقدمون على شرائه احتفالا بقدوم الشهر الكريم، وقامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة في سوق الفوانيس بمنطقة السيدة زينب بقاهرة المعز لرصد أنواع الفوانيس وأسعارها وخاماتها وأشكالها، وذلك بعد أن استعاد الفانوس المصري ريادته منذ أربعة سنوات بعد قرار وزير التجارة والصناعة الأسبق، منير فخرى عبد النور، رقم 232 لسنة 2015 بمنع استيراد المنتجات ذات الطابع التراثى ومن بينها «فانوس رمضان»، ليغيب بعدها الفانوس الصينى عن الأسواق بشكل لافت.

 

الأسعار والأنواع

 

في البداية يقول الحاج محمود علي، بائع فوانيس بالسيدة زينب، إن هذا العام أضيفت أنواع جديدة للفوانيس مثل الخشب ويطبع عليها صور للمسحراتى ومحمد صلاح  ومحمد رمضان ولفظ الجلالة وبوجي وطمطم، مضيفا أن الفانوس "الصاج"  أنواعه "أبو ولاد والدلالية والمخمس والبرج والمقلوب والشمامة وأبو شمعة".

 

ويضيف أن الأسعار تختلف حسب الأحجام؛ فالفانوس الخشب يبدأ سعره من 20 جنيها وحتى 75 جنيها، أما الفانوس الصاج يبدأ من 20 جنيها وحتى ألف جنيه أو 5 آلاف جنيه لأكبر الأنوع كالذي يعلق في الفلل.

 

ويشير إلى أن الفوانيس الخشبية ما بين 15 جنيها للفانوس الصغير و250 جنيه للفانوس الكبير، أما الفوانيس الأركيت فارتفع سعرها هذا العام مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى 200 جنيه، موضحا أن أسعار فوانيس لعب الأطفال بشكل عام تتراوح ما بين 65 إلى 150 جنيها.

 

والتقط منه الحاج مجدي أبو الحسن، بائع فوانيس، طرف الحديث قائلا: «الفوانيس الصغيرة يتراوح سعرها ما بين 5 جنيهات و 30 جنيها، وتكون مصنوعة من الخرز أو من البلاستيك، ويوجد منها فوانيس مضيئة في حجم الميدالية».

 

وأما رأفت حسن، صاحب شادر لبيع الفوانيس، فيؤكد أن الفوانيس المنتشرة بالسوق هذا العام صناعة مصرية، كما لا توجد بالسوق أنواع صيني بسبب منع الاستيراد من الخارج، موضحا أن الأسعار شهدت زيادة بنحو 15% مقارنة بالعام الماضى، موضحا أن الأسعار تتراوح بين 85 جنيها و650 جنيها، بينما يصل سعرها إلى 3500 جنيه لبعض الأحجام الخاصة، مبديا رضاه عن نسبة الإقبال من المواطنين على الشراء حتى الآن.

 

وذكر أن الأنواع الجديدة هذا العام على شكل دمى تشبه شخصيات المسلسلات الكرتونية، مثل «بوجى وطمطم، وبكار، فطوطة، وشخصيتى بسنت ودياسطى» بالإضافة لفانوس محمد صلاح والمسحراتي.

 

وأوضح أن أسعار فوانيس «شخصيات الكرتون»، تختلف من قطعة إلى أخرى بحسب شهرة الشخصية، والإقبال على شرائها، حيث سجل سعر الفانوس على شكل طمطم 35 جنيها، وبوجى 35 جنيها، و«عم شكشك» 30 جنيها، «بسنت» 30 جنيها، و«دياسطى» 30 جنيها، و«فطوطة» 40 جنيها، و«بكار» 40 جنيها، و«محمد صلاح» 50 جنيها، حيث ترتفع تلك الأسعار كلما كبر حجم الدمية لتصل فى بعض الأحجام إلى 100 و150 جنيها للواحدة.

 

شعبة الأدوات المكتبية: 20% زيادة في الأسعار

 

أكد نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية والهدايا ولعب الأطفال باتحاد الغرف التجارية، بركات صفا، على ارتفاع أسعار الفوانيس والألعاب الرمضانية بنسبة 20% خلال العام الحالى مقارنة بالموسم الماضى، موضحا أن أسعار الفوانيس تتحدد حسب الحجم والجودة والخامة المستخدمة فى صناعة الفانوس.

 

وأضاف صفا، فى تصريحات صحفية، أن سعر الفانوس المعدن يبدأ من 60 جنيها للجملة، فيما تبدأ الفوانيس الخرز من 25 جنيها للجملة، والفوانيس «الخيامية» من 30 جنيها للجملة، والفوانيس الخشبية «الميدالية» من 3.5 وحتى 100 جنيه للفوانيس الأكبر حجما.

 

وأشار إلى أن ما يعوق تصنيع فانوس محلى بأشكاله المختلفة هو الأسطوانة التى تثبت أسفله والمجهزة بأماكن لبطاريات الكهرباء الصغيرة، موضحا أنه عندما حاول بعض المصنعين المصريين إنتاج تلك الأسطوانة عن طريق استيراد أجزاء منها واستكمال تصنيعها فى مصر، فوجئوا بالجمارك تبلغهم بأن أدوات تصنيع الأسطوانة تخضع لبند التراث، ما منعهم من الحصول عليها.

 

وأوضح أن لعب الأطفال التى تصدر أصوات الأغانى الرمضانية مثل «وحوي يا وحوي» مثلت عقبة أمام التجار أثناء خروجها من الجمارك، حيث طالبتهم سلطات الجمارك بدفع ضريبة 100% على تلك الألعاب، نظرا لأنها تقع تحت بند التراث، ما يؤثر حتما على سعر اللعبة للمستهلك النهائى.

 

رحلة الصناعة

 

أما عم أحمد حسن، عامل بورشة تصنيع الفوانيس بالسيددة زينب، فيقول: «الخامات التى يصنع منها الفانوس الصاج عبارة عن فُضل الصفيح والبواقى التى تبيعها المحلات بعدما يتبقى لديها ونقوم بشرائها منها، ونقصها ونشكلها إما أشكال دائرية أو شكل النجمة أو أشكال كثيرة عن طريقة تنيها، بالإضافة الى الزجاج الذى نقوم بتقطيعه ودهانه بالبويات بألوان معينة، ونستكمله بإضافة إطار له، ثم يدخل مرحلة اللحام، ويتم فيها تجميع الفانوس على مراحل حيث نجمع كل مرحلة وحدها، ثم يتم تجميع أجزائه، ثم يخرج بالشكل الذى نراه فى السوق وذلك بفضل خبرة لسنوات طويلة، والفانوس كان حجمه صغيرا واحنا كبرناه بتكبير خاماته وأجزائه».

 

وتابع: «يجب أن يكون الصفيح المستخدم من أجود الأنواع ونسميه صفيح ألماظ، وكذلك الزجاج لابد أن يكون من أجود الأنواع، ويجلبه لنا السريحة الذين يجمعون الزجاج، وأحيانا نشترى زجاج من المصانع بجودة عالية».

 

وأضاف: «دايما الناس بتردد اسم الفانوس الخيامية لكن فى الحقيقة مفيش فانوس اسمه الخيامية، وهو نتاج إضافة القماش على الفانوس الصاج، حيث يتم تزيين الفانوس بقماش ملون فقط، وفانوس رمضان له تاريخ فمثلا يوجد فانوس فاروق منسوب للملك فاروق، ولما زار الملك عبد العزيز آل سعود مصر سُمى الفانوس بفانوس عبد العزيز، عند ظهور الترماى عملنا فانوس الترماى، وعند افتتاح قناة السويس عملنا فانوس على شكل مركب، ودائما ما نساير العصر وتطوره».

 

وأوضح أنه كان الفانوس قديما يوضع فيه الشمعة للإضاءة وحاليا تم وضع الآلة التى تردد غناء أهلا رمضان، وحوى يا وحوى رمضان جانا.

 

وذكر عاطف سلامة، صاحب ورشة لصناعة الفوانيس بالسيدة زينب: «ورثت مهنة صناعة الفوانيس أبًا عن جد، الفانوس الخيامية أول من أدخله لمصر الست سلمى السورية وهى أول من بدأت بوضع القواطين على الفانوس، ولدى فانوس لها عمره يزيد عن 16 عام، ولا أحد يستطيع صناعة شبيه له فى مصر، وعرضته على صاحب ورشة آخرى قال إن صناعتة تتطلب وقت طويل لأنه معمول بحرفية، أما الخيامية الموجود فى السوق حاليا فيعود لأحدى السنوات حدث بها ركود والفوانيس بدأ فيها الصدأ فقام أحد أصحاب الورش بكسوتها بقماش جديد ليخفى الصدأ ومن ثم أصبحت موضة، ويتم تغطية الفانوس الجديد حاليا بالقماش الخيامية».

 

وتابع: «أسعار الفوانيس تعود لحركة السوق والعرض والطلب، وهناك قاعدة تقول حُسن السوق ولا حُسن البضاعة، ويرجع أيضا للمنطقة التى يُباع فيها هل حى راقى أم شعبى؟ ولحالة الزبون المادية متوسط مثلا أم ثرى، وقرار وزير التجارة والصناعة بمنع استيراد الفانوس الصينى جاء متأخرًا بعدما أصاب سوق الفوانيس الركود، أما لو صدر قبل ثورة 25 يناير كان سيكون أفضل لأن وقتها كان السوق مفتوح والطلب كبير، وحاليا أصبح الفانوس فى أخر قائمة أولويات البيت المصرى، الفانوس الكبير الحجم يتم بيعه للتاجر بـ 750 جنيه، ثم يصل سعره للمستهلك مُضاعف».

 

 

التحايل على منع الفانوس الصيني

 

وأضاف: «رغم منع استيراد الفانوس الصينى إلا أنه يأتى إلى مصر تحت بند لعب أطفال بالتحايل على القرار ويتم تركيب الآلة والسماعات له فى مصر، ووقف استيراده بسبب أزمة الدولار حيث كان سيتضاعف ثمنه ولن يشتريه أحد».

 

وذكر أن أنواع الفوانيس مثل فانوس النجمة وهو غائب عن السوق منذ حوالى 40 عام، وعندما تنظر إليه من أى زاوية ترى صورة النجمة أمامك، وهى نجمة رباعية تتركب فى ثلاثة ألواح، وهناك فانوس أبو قرطاس وهو تطور للنجمة، فانوس شق البطيخة بأحجامه الكبيرة، فانوس شوبيس، فانوس أبو ولاد، فانوس بعرق، فانوس بدلاية، فانوي فارقو، فانوس عبد العزيز.

 

 

التصدير للخارج

 

وأوضح: «تجار الفوانيس يقومون بشراء الفوانيس منا ويقوموا بتصديره للخارج، فالتصدير اختصاص التجار وليس الصناع، لأن يحتاج مكان للتخزين وتعبئة ونقل، ودائما الدول العربية تطلب الفانوس المصرى وخاصة دول الخليج وليبيا».

 

رحلة التجهيز لشهر رمضان

 

ولفت إلى أن تجهيز الفانوس عادة يبدأ بعد انتهاء شهر رمضان، ونقسم السنة لمراحل فمثلا فى أول السنة نصنع الفانوس الشوبيبس، ولمدة شهرين حسب الطلبيات، ثم نصنع فانوس شق البطيخة وأيضا نستمر مدة فيه حسب الطلبية، ثم نستكمل باقى الأنواع، ويستغرق ذلك حوالى 8 شهور، وإذا نفذ نوع لا نعود لتصنيعه مرة آخرى حتى إذا تم طلبه مرة آخرى، وهناك زبائن لنا طوال العام، وزبائن موسمية فى شهر شعبان فقط، ويأتى تجار المحافظات لنا وأكبر الأسواق التى تلى القاهرة محافظة الإسكندرية، ثم باقى محافظات الجمهورية.