مصر جسر الصين للعبور إلى إفريقيا

الرئيس السيسي ونظيره الصيني
الرئيس السيسي ونظيره الصيني

تولى مصر اهتماما كبيرا في سياستها الخارجية في دعم التعاون بين دول الجنوب وبعضها البعض لما يمكن أن يمثله ذلك  من تكامل وفرص واعدة، وتأتى القارة الإفريقية في مقدمة هذه الدول، والتي لديها مقومات وإمكانيات لم يستغل الكثير منها بعد، ولمصر خبرات متقدمة لا تبخل بها على الأشقاء الأفارقة.

وفى إطار هذا التعاون تحرص مصر دائما أن يكون ذلك وفقا لأولويات التي تحقق المصلحة لجميع الأطراف، ومن هنا تتلاقى أهداف إستراتيجية مصر في التعاون مع إفريقيا مع الإستراتيجية الصينية، فكلاهما يركز على المشروعات التي تحقق الفائدة لكافة الأطراف، مع احترام اختيارات الدول الأفريقية بالنسبة لمسارات تنميتها.

وتعهدت الصين بتمويلات بلغت قيمتها ستون مليار دولار أمريكي خلال قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في جوهانسبرج عام2015، كما أن برامج التعاون العشرة التي التزمت بها الصين في نفس القمة تحقق منافع كبيرة لشعوب القارة مع تنفيذها،ومن خلال مد شبكات الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية وبناء المطارات والموانئ البحرية والمجمّعات الصناعية في شتى أنحاء أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، وتم تعزيز الترابط بين الدول داخل القارة وإطلاق الفرص للاستفادة من طاقاتها الصناعية. وتعمل الفرق الطبية الصينية والمراكز الثقافية كمنصات رئيسية للتواصل من أجل تعزيز التفاهم المتبادل بين الصين وأفريقيا.

وبالنسبة لمصر كان الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية والذي تأسس عام 1980 يقوم بدور بالغ الأهمية، فهذا الصندوق كان  الأداة الحكومية المصرية لتنسيق المساعدات الحكومية المصرية للتنمية وبرامج التعاون التنموية مع الدول الأفريقية، وتطور عمله فيما بعد في إطار تحوله إلى الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية والتي تعمل وفق صيغة  تعاون الجنوب-الجنوب وتهدف إلى مساعدة الدول الأفريقية على تحقيق التنمية المستدامة عبر برامج التعاون الفني والبرامج التدريبية لبناء قدرات الكوادر الأفريقية التي تقدمها لدول القارة في مختلف المجالات، كالزراعة والصحة والتعليم والأمن والدبلوماسية والقضاء والإعلام، والصحة والزراعة.

وتحرص الصين تكريسا لتقليد وضعته قبل 29عاما أن تكون الوجهة الأولى لوزير خارجيتها كل عام إلى إفريقيا، وتحرص مصر أيضا على تبادل الزيارات ولقاءات القمة مع أشقائها الأفارقة، فبعد أن عادت القارة السمراء إلى محور اهتمام السياسة المصرية، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي ومنذ توليه السلطة في مصر عام 2014 حتى نهاية عام 2018بإحدى وعشرين زيارة لدول أفريقيا. وفى نفس الفترة، زار السيسي الصين ست مرات، كان آخرها مشاركته في قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي الثاني في بكين.

وهو ما يبرهن على  مدى الأهمية التي توليها الدولتان لعلاقاتهما مع أفريقيا ولتعاون الجنوب-الجنوب.

وفى يناير الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ، إن الصين مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق الثنائي والمتعدد الأطراف مع مصر في إطار رئاستها  للاتحاد الأفريقي، وذلك  لدفع السلام والتنمية في أفريقيا بشكل مشترك.. كما أكدت وزارة الخارجية الصينية أن العلاقات بين الصين ومصر تعد نموذجا للتعاون المتبادل المنفعة بين الدول النامية، وأن العلاقات الثنائية في الوقت الراهن، تتمتع بزخم وتطور جيد، حيث تحافظ الدولتان على اتصالات وثيقة، وتعززان الثقة السياسية المتبادلة، كما حقق التعاون العملي في إطار «مبادرة الحزام والطريق»، نتائج مثمرة.

ومما لا شك فيه أن العلاقات المصرية - الصينية تشهد دفعة قوية نحو تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة، في ظل التفاهم بين قيادتي البلدين، وحرص الجانبين- في ظل آليات التعاون القائمة -على التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك  خاصة خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.