أعلن علماء، أن تغييرات جينية طفيفة جرت، قبل عدة قرون، حولت بكتيريا يرسينيا بيستيس من كائن دقيق متوسط الخطورة إلى كائن فتاك.

وتسببت بكتريا "يرسينيا بيستيس" في وباءين شرسين في التاريخ البشري، الأول هو طاعون جوستينيان في القرن السادس إبان حكم الإمبراطور البيزنطي جوستين، والثاني طاعون "الموت الأسود".

وأجرى الباحثون تجارب على الفئران والجرذان لرصد التغيرات الجينية الفتاكة التي طرأت على هذه البكتريا، واستخلص الباحثون سلالة قديمة من البكتريا لا تزال موجودة في العالم، وأدخلوها في جين يتسبب في إذابة جلطات الدم، فيما أدت هذه العملية إلى إضافة قوة فتك جبارة للبكتريا تسببت في إصابة رئوية قاتلة.

ووجد العلماء أيضا أن طفرة معينة من نفس الجين، وهي طفرة موجودة في السلالات الحديثة من هذه البكتريا، مكنت الجرثومة من الانتشار داخل جسم الإنسان واختراق الغدد الليمفاوية له، مثلما يحدث في مرض الطاعون الدبلي.

وقال عالم الميكروبيولوجيا، بكلية طب شيكاغو في جامعة فاينبرج وندام لاثيم ، إن التقديرات تشير إلى أن طاعون جوستينيان أباد من 25 إلى 50 مليونا من البشر، فيما أهلك طاعون "الموت الأسود" 150 مليونا على الأقل، مؤكدا أن بكتيريا"يرسينيا بيستيس"  تركت بصماتها الواضحة على مسيرة الحضارة الإنسانية".

وقال إن من الصعوبة بمكان أن نعرف على وجه الدقة متى أضافت هذه البكتريا جين الطاعون الفتاك لكن "من المرجح أن يكون ذلك قد حدث منذ أكثر من 1500 عام على الأقل.

وأضاف "إنه أمر يجب أن نضعه في الحسبان ونحن ندرس البكتريا الأخرى المسببة للأمراض، الأمر لا يتطلب سوى حدوث تغير بسيط ثم قد نفاجأ على حين غرة بجائحة عالمية جديدة من نوع ما".