أخر الأخبار

نبض السطور

خالد ميري يكتب: على طريق المستقبل

خالد ميري
خالد ميري

الشعب المصري كان في الموعد.. قدم درسًا جديدًا مجانيًا للعالم أجمع في حب الوطن والالتفاف حوله، المشهد الحضاري للملايين أمام صناديق الاستفتاء علي مدار الأيام الثلاثة أذهل الجميع وقطع ألسنة كل مشكك.

الحضور كان تاريخيًا وغير مسبوق، الفرحة على الوجوه والتفاؤل ببكرة كان باديًا على الجميع.. فما تحقق من إنجازات غير مسبوقة على مدار السنوات الخمس الماضية مع الزعيم عبدالفتاح السيسي زرع الإيمان في القلوب، إيمانًا بالوطن وبأن مصر تسير علي الطريق الصحيح.

وسط أجواء ملتهبة في المنطقة المحيطة بنا وتزداد التهابًا كل يوم، جرت عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، لتكشف مصر 30 يونيو من جديد عن وجهها الحقيقي.. بلد استعاد الأمن ويدفن الإرهاب تحت الرمال، بلد يحقق انجازًا جديدًا مع كل طلعة شمس وينطلق إلى المستقبل بقوة وثبات، بلد استعاد دوره وريادته إقليميًا ودوليًا، ولهذا لم يكن غريبًا أن يتسابق الملايين للخروج إلى الاستفتاء، خرجوا ليقولوا كلمتهم بكل حرية.. مصر تنتقل بثبات إلى مرحلة الاستقرار واستكمال البناء وتودع المراحل الانتقالية بكل ما فيها من معاناة.
راهن المرجفون ومرضي القلوب والجيوب أن الشعب لن يخرج.. ومن جديد بارت بضاعتهم ورد كيدهم إلى نحورهم.. ولقنهم شعب مصر درسًا جديدًا في حب الوطن، وأجدني متفقا تمامًا مع القاضي الجليل لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في كلماته في الحوار الخاص لـ«الأخبار»‬ حين أكد أنه كان متأكدا من الحضور الضخم من متابعته للشارع ومما رآه في عيون الناس.. نعم هذا الشعب الذي تحمل معاناة الإصلاح بوطنية وشارك في البناء بعزيمة لم يكن ليتأخر عن نداء الوطن.

والحقيقة أن الحوار المجتمعي حول التعديلات الذي أداره باقتدار الفقيه الدستوري والقانوني د.علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، ساهم في تمهيد الأرض لهذا النجاح الكبير، تحت قبة البرلمان استمعنا لكل الآراء مؤيدة ومعارضة لكنها مغلفة بالوطنية، وخرجت الصياغة النهائية بتوافق غير مسبوق ساهم في وصول كل المعلومات والحقائق للشعب.. وكان للصحف ووسائل الإعلام دورها الوطني في نقل كل الحقائق دون رتوش.

أيام الاستفتاء كانت عيدًا.. جدد خلاله الشعب ثقته في قائده وبطله الزعيم عبدالفتاح السيسي، وفي الخطوات الجسورة والقوية التي يقوم بها لبناء الوطن القوي الذي نحلم به، مصر الجديدة التي توفر الحياة الكريمة لكل أبناء شعبها.. والمؤكد أن ثقة الشعب في زعيمه وفيما تحقق معه من نجاحات غير مسبوقة كان الدافع الأساسي لهذا المشهد المهيب، خرج الشعب ليقول نعم للاستقرار والبناء ويشارك كعادته بإيجابية في بناء المستقبل.
انتهى الاستفتاء ولكن تتبقي المشاهد المضيئة في الأذهان.. الدور المهم للهيئة الوطنية للانتخابات التي قادت عملية الاستفتاء في نزاهة وشفافية تحت مرأى ومسمع من العالم أجمع، ومعهم قضاة مصر الأجلاء الذين أشرفوا على كل اللجان بضمير القاضي وقلب المصري العاشق لبلده.

وكالعادة كانت القوات المسلحة الباسلة في الموعد، تحمي وتوفر للشعب الأمان الكامل ليقول رأيه بكل حرية، كما كان رجال الشرطة في قلب المشهد يؤدون عملهم في التأمين والحماية بوطنية واحترافية.

ويظل الشعب المصري هو البطل، الشعب الذي خرج بالملايين متمسكا بوطنه ومشاركا في بناء المستقبل.

هذه مصر لمن يريد أن يعرف.. وهذا هو الشعب العظيم لمن يريد أن يتعلم، مصر الحضارة.. مصر التاريخ والجغرافيا والمستقبل، مصر التي استعادت الدور والمكانة، وبثبات تسير علي طريق المستقبل.