هل تعاقب الولايات المتحدة نفسها.. ؟

البنتاجون
البنتاجون

 تعهدت الإدارة الأمريكية بمعاقبة الدول التى تتعاون مع روسيا اقتصاديا أو عسكريا، بموجب قانون «التصدى لأعداء الولايات المتحدة من خلال العقوبات».. دون تحكيم العقل لإدراك أن العقوبات سلاح ذو حدين قد يؤثر بشكل كبير على من يفرضها وطبقا لتصريحات السيناتور الجمهوري، رون جونسون، التى قال فيها «إن العقوبات هى سيف ذو حدين، لذلك يتعين علينا حقا أن نتخذ خطوة إلى الوراء وأن نجرى تقييما لوضعنا الحالى وما الذى يمكن أن تقوم به».

تصريحات السيناتور الجمهورى، ترجمتها الإدارة الأمريكية على أرض الواقع ولكن بشكل جعل العالم يتساءل هل يعقل أن يكون فارض العقوبات هو أول من يخالفها إذا أضرت بمصلحته؟

و أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» مؤخرا شراء عدد من المحركات الروسية الصنع من طراز (‪RD-180)، لتشغيل صواريخ تحمل الأقمار الصناعية الأمريكية من طراز (‪ATLAS-V) إلى الفضاء لفترة تمتد إلى 2022، وبالرغم من تخوف عدد من أعضاء الكونجرس من إتمام تلك الصفقة مع روسيا، لكنهم أدركوا أن إتمام تلك الصفقة يشكل أهمية كبرى، وأن تعطيلها قد يؤدى إلى توقف مشروع إرسال الأقمار الصناعية الأمريكية إلى الفضاء.

تبرير الإدراة الأمريكية لعدم الالتزام بالعقوبات التى فرضتها، دافع عنه نائب وزير الدفاع الأمريكى السابق «روبرت وورك» قائلا إن بلاده بحاجة لضمان وجود وسائل ميسورة التكاليف وموثوق بها للوصول إلى الفضاء، مضيفا أن المحركات الروسية ستكون ضرورية فقط خلال تلك الفترة والتى وصفها بـــ «المرحلة الانتقالية» حتى يتمكن الأمريكيون من تطوير محرك داخلى للصواريخ أمريكية الصنع.

ولكن الاعتماد على المحركات الروسية كمرحلة انتقالية حتى يتكمن الأمريكيون من تطوير أو صنع محركات غيرها، قد يتطلب وقتا اكثر مما تأمل به الإدارة الأمريكية، لانه استغرق أكثر من 20 عاما، منذ الصفقة التى عقدت بين موسكو وواشنطن عام 1997 والتى أقرها الرئيس الأمريكى الأسبق «بيل كلينتون» بقيمة بلغت مليار دولار، والتى نصت حينها على تصدير روسيا إلى الولايات المتحدة أكثر من 100 محرك لتشغيل الصواريخ الفضائية الأمريكية، الأمر الذى وصفته الإدارة الأمريكية حينها بالمؤقت.

ومن جانبها أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن اعتماد الإدارة الأمريكية سيستمر لوقت كبير، حين نشرت تقريرا أكدت فيه على أن البنتاجون سوف يضطر إلى استخدام المحركات الروسية لفترة أطول مما كان مقررا، قد تمتد إلى عام 2028، وذلك بسبب نقص فى الموارد المالية والتكنولوجية الأمريكية، حيث إن الصواريخ الروسية، كما تمتاز بكفاءة عالية، وأشارت إلى أن البنتاجون لن يتمكن من التخلى عن المحركات الروسية رغم مطالبة الحزبين الجمهورى والديمقراطى الملحة بضرورة الاستعاضة عنها بمحركات أمريكية.. فهل تطبق الولايات المتحدة عقوباتها على نفسها قبل أن تقوم بذلك ضد الآخرين.