شاهد| أول صورة لثقب أسود في مجرة تبعد 55 مليون سنة ضوئية عن الارض

صورة الصقب الاسود
صورة الصقب الاسود

نجح فريق علمي دولي في مجال الفيزياء الفلكية في التقاط أول صورة على الإطلاق لثقب أسود، والذي يقع في مجرة تبعد عن كوكب الأرض بحوالي 55 مليون سنة ضوئية في إنجاز تاريخي غير مسبوق في تاريخ البشرية، الذي قد يساعد على فهم أفضل للكون.

وعقدت أمس الأربعاء ستة مؤتمرات صحفية متزامنة عبر العالم للكشف عن صورة هذا الثقب الموجود في قلب مجرة على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية عن الأرض حيث أظهرت الصورة دائرة برتقالية مشعة، وفي منتصفها فتحة سوداء، حيث ذكرت تقارير علمية، أن محيط الثقب الأسود يبلغ حوالي 40 كم، أي ما يقرب من 3 مليون ضعف حجم كوكب الأرض.

وأشارت التقارير إلى أنه رغم أن الصورة لم تكشف بشكل واضح ملامح الثقب الأسود، إلا أنها تعد فرصة ذهبية للعلماء من أجل محاولة فهم الثقوب السوداء، التي تتمتع بقوة جاذبية هائلة، لدرجة أن أي جسم أو ضوء لا يستطيع الإفلات منها هي خطوة كبرى للإنسانية لفهم أفضل للكون.

وتجدر بالاشارة الى أن الإنجاز التاريخي قام به علماء مسئولون عن مشروع «Event Horizon Telescope» ، وهو مشروع دولي مكون من 8 تليسكوبات لاسلكية، كانت بدايته في عام 2012 والذي يهدف هذا المشروع إلى رصد بيئة الثقب الأسود، وذلك من خلال شبكة عالمية من أجهزة التليسكوب المتمركزة على الأرض، وذلك وفقًا لما جاء في التقارير. 

 علماء الفلك ينتظرون هذا الإعلان منذ سنتين تقريبا حيث ما يتعلق بإلانجاز تقني وتكنولوجي عظيم لانة  ولأول مرة، يتم التقاط صور لثقب أسود يقع في مركز مجرة M87 على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية عن الأرض. وتقدر كتلته بأكثر من 6,5 مليار كتلة شمسية.

وخلف هذه الصورة، أجوبة لأسئلة جوهرية ومفاتيح أسرار الكون لثقوب السوداء أجسام موجودة في الكون مثل النجوم والأجرام الأخرى حيث كان ألبرت أينشتاين قد تنبأ بها قبل أكثر من قرن من الزمن عبر نظريته النسبية العامة، والتي شرحت ظاهرة الجاذبية بمفهوم جديد وتأكد العلماء من وجود تلك الثقوب فعلا مع مرور السنوات حيث تمثل الثقوب السوداء أجساما هائلة الثقل تفوق كتلتها بكثير كتلة نجمنا الشمس أضخم تلك الثقوب السوداء توجد في قلب المجرات ففي وسط كل مجرة هناك ثقب أسود عظيم أو ثقب فائق الضخامة.

جاذبية الثقوب السوداء هائلة، لا يمكن تصورها ولا يمكن لأي شيء يمر من قربها الهرب والإفلات منها. إذ تلتهم الثقوب السوداء كل النجوم والكواكب وأي نوع من المادة أو الطاقة وتجرها إلى قلبها. حتى الضوء لا يمكنه الخروج من تلك الثقوب، ولهذا نصفها بالسوداء أو المظلمة. فهي عكس النجوم، لا تشع ولا ترسل أي ضوء.

لا يمكن رؤية قلب الثقوب السوداء. لكن، قد يظهر شكلها عبر ما يدور حولها. فعندما يقترب أي جسم منها يتم جذبه إلى دائرة تدور حول الثقوب السوداء بسرعة هائلة كما قد تفعل بالوعة مع الماء في مطبخك أو حمامك. ذلك ما يسمى بالقرص التراكمي الذي يزود الثقب الأسود بالمادة وما إن تصل تلك المادة إلى ما يسمى بأفق الحدث، Event Horizon، وهي مسافة محددة من الثقب الأسود، يتم جر الجسم بقوة عظيمة، ويتفكك بشكل هائل قبل ابتلاعه بدون رجعة وينتج عن تفكك المادة الهائل حول الثقب الأسود أشعة سينية «أشعة X» يمكن رصدها من على كوكبنا.