حوار| مهاجر مصري: نيوزيلندا لا تعرف التمييز الديني.. وحادث المسجد «فريد» من نوعه

صورتان من الحادث
صورتان من الحادث

فُجعت قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالهجوم الإرهابي الذي تعرض له مسجدين في مدينة كرايس تشيرتش بنيوزيلندا أمس الجمعة 15 مارس، وراح ضحية هذا الهجوم 49 مصليًا على الأقل، قضوا نحبهم وهم ركعٌ سجودٌ لبارئهم.

ارتقى هؤلاء الشهداء عند ربهم، ومعهم صيحات الغضب في العالم الإسلامي ككل من هول الفاجعة التي ارتكبها أسترالي متطرف

وليس بعيدًا عن نيوزيلندا، في دولة فيجي الواقعة بنفس المنطقة (أوقيانوسيا)، يعيش مجموعة من المسلمين هناك، ومن بينهم مواطنٌ مصريٌ، اسمه محمد أبو العلا، يعمل مديرًا للمكاتب الأمامية لمنتجع هيلتون فيجي.

وفور الحادثة، تواصلنا مع أبو العلا، ليطلعنا على أدق التفاصيل حول طبيعة حياة المسلمين في هذه المنطقة، وأجرينا معه الحوار التالي.

في البداية.. حدثنا عن أعداد المسلمين المقيمين في دولة فيجي.

عدد المسلمين هنا يبلغ بالتحديد 62 ألف و534 شخصًا، ويمثلون 7% من سكان الدولة.

ما هي الديانة الغالبة في دولة فيجي؟

الديانة الغالبة هنا هي المسيحية.

كيف يؤدي المسلمون صلاوتهم؟ وهل يوجد عددٌ كافٍ من المساجد لأداء الفروض؟

في كل مدينة في فيجي يوجد مسجد واحد، ودائمًا ما يكون شاغرًا في معظم الأوقات.

هل المسلمون في فيجي يمارسون شعائرهم الدينية بأريحية ومن دون مضايقات؟ أم ماذا يحدث؟

نعم، هنا يؤدي المسلمون شعائرهم الدينية من دون أي تضييق من أحد.

هل لك الآن أن تحدثنا عن تعامل الشعب هناك مع المسلمين بشكل عموم. وهل هناك تناغم وانصهار من المسلمين مع شعب فيجي؟

في فيجي، لا توجد مشاكل بالنسبة للأديان، الناس هنا في الغالب لا يسألون عن ديانة الشخص، ولا يعرفون من هو مسلم ومن غير مسلم.

ننتقل بالحديث الآن عن حادث الأمس الأليم.. هل السلطات في فيجي اتخذت إجراءاتٍ احترازيةً تجاه المسلمين بعد هجوم نيوزيلندا أم أن الأمور سارت طبيعية؟

لا الأمور سارت طبيعية كما هو المعتاد، من دون أية إجراءات أخرى بعد الحادث تختلف عما كانت عليه في السابق.

وكيف تنظر لحادث نيوزيلندا؟ هل هو حادثُ عابرٌ أم ناجمٌ عن بعض خطابات الكراهية ضد المسلمين؟

الحادثة غريبة جدًا على المجتمع النيوزيلندي، أعتقد أنها أول مرة تحدث. حرية الأديان ممتازة في نيوزيلندا، والشعب هناك مستاءٌ للغاية وغير مصدقٍ لما حدث.

للأمانة لا توجد خطابات كراهية في نيوزيلندا وفي فيجي أيضًا، والحادث بمثابة أمر فريد، لكن التعصب والكراهية موجدان في كل مكانٍ.

والانطباع العام هناك حالة حزن من الشعب كله، الذي أغلبه من جنسيات مختلفة.

ماذا كانت ردود فعل سكان فيجي معكم كمسلمين بعد حادث نيوزيلندا؟

لمسنا تعاطفًا من قبل غير المسلمين هنا، إضافةً إلى شجبٍ لما حدث في نيوزيلندا.

هل في دولة فيجي على الصعيد السياسي أحزاب يمينية تتبنى خطابات معادية للمهاجرين والمسلمين، مثلما الوضع في دولة أستراليا القريبة من فيجي؟

لا يوجد مثل هذه الأحزاب هنا.

في النهاية.. ما هي رسالتك الأخيرة التي تود أن تقولها؟

أتمنى الترحم على كل من مات، والصبر لذويهم، ففي النهاية من قُتلوا هم أناسٌ مسالمون، بغض النظر عن ديانتهم.