«نور الحياة» تواصل عملها في السويس.. 170 عملية لإزالة المياه البيضاء داخل المستشفى العسكري

"نور الحياة" تواصل عملها في السويس
"نور الحياة" تواصل عملها في السويس

- المواطنين: "مطمئنين والأطباء خايفين علينا أكثر من نفسينا"

- الفريق الجراحي: سعداء بتقديم هذا الخدمة ورسالتنا يراها المريض في حسن الاستقبال والرعاية

 

واصل فريق طبي بالمستشفى العسكري بالسويس، إجراء العمليات الجراحية لمرضي الرمد وضعف الإبصار، بعد خضوعهم للكشف الطبي والفحص الدقيق وذلك في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية "نور الحياة" التي ينفذها صندوق "تحيا مصر"، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني والتي تستهدف علاج الحالات المكتشف إصابتها بمسببات ضعف وفقدان الإبصار.

 

وسخرت إدارة المستشفى كافة الإمكانيات لدعم المبادرة وتقديم خدمة طبية مميزة لجميع الحالات المستهدفة من مبادرة نور حياة، لإجراء العمليات الجراحية للمرضى البالغين مجانا.

 

ضيوف من الإسماعيلية

داخل المستشفى بمدينة السلام شرق السويس، كان العشرات من أبناء محافظة الإسماعيلية، وصلوا صباحا، لإجراء الفحص الطبي الأكثر دقة وشمولا لفحص أعينهم، قبل إجراء العمليات الجراحية مجانا.

 

كان محمد عبد الهادي محمد، 75 سنه مزارع، حضر من الإسماعيلية صباحا، وعقب وصوله وضعت له احدى الممرضات ثلاث أنواع من القطرات التي توسع حدقة العين، قبل الكشف ما يعزز نتائج الفحص الدقيق والشامل للعين.

 

" عايش في القنطرة غرب، وهناك كشفت في قافلة نور الحياة وهما حولوني على المستشفى العسكري" يتحدث المزارع عن وجهته، ويضيف انه علم من طبيب المركز أن سبب ضعف بصره، اصابته بمياه بيضاء على عينيه ويحتاج الى عملية لإزالتها وزرع عدسة، مضيفا أنه كان يعاني من عمش ليلي فلا يرى بعد المغرب، ويصعب عليه تحديد الأجسام أو التفريق بين الأشخاص خلال الليل.

 

الى جواره كان السيد مرسي سالم، 62 سنه مزارع، خضع للكشف الطبي في قافلة نور الحياة، بالقنطرة وبعد الفحص اخبره الطبيب أنه في حاجة الى عملية مياه بيضاء، مضيفا أنه تم تحويله بعد أسبوع فقط للمستشفى العسكري في السويس.

 

نور عينينا

"الحملة هترجع لينا نور عينينا، ولو عملتها برا هحتاج 10 ألاف جنيه وأنا على باب الله" يحكي المسن ويضيف أنه علم بالحملة من إعلانات إحدى الجمعيات المشاركة والتي وفرت له ورفقاءه المرضى سيارات لنقلهم الى السويس مجانا.

 

كانت الحاجة ناعسة عبر الرحيم حسن، القادمة من نفس الوجهة، تحركت من مكان الانتظار إلى غرفة الكشف، وتحكي السيدة الخمسينية أنها بالكاد ترى بعينها اليسرى، بسبب المياه البيضاء التي أصيبت بها، وتضيف انها اجرت الكشف الطبي قبل أسبوع.

 

تاريخ مرضي

اما مديحة حسب النبي، الوافدة من منطقة معدية 4 بالإسماعيلية، فتقول إنها اجرت عملية المياه البيضاء مرتين سابقا، الاولى قبل 8 سنوات والثانية قبل 4، وتضيف أن لديها أمل كبير في ان العملية التي ستجريها اليوم مع زرع العدسة سوف تعيد إليها نظرها كما كان.

 

وأشارت السيدة الى أن إجراء العمليات في المستشفى العسكري الشريك الرئيس في المبادرة، يجعلها تشعر بالطمأنينة لما يتمتع به أطباء القوات المسلحة من خبره في مجالهم، وامتلاكهم أحدث الأجهزة الطبية، وسوف تستفيد من كل ذلك بالمجان.

 

حلوى الازهري

بينما كان محمود محمد أحمد، الموجة بالمنطقة الازهرية في الإسماعيلية ينتظر دوره، أخرج قطع حلوى من جلباه ووزعها على رفقائه المرضى، ووجهه تعلوه الابتسامة، ويقول انه يعاني منذ صغره من كسل بالعين اليسرى ونتيجة لذلك أصيبت بقرحة.

 

وأضاف انه تردد على كثير من أطباء العيون بمنطقة القناة ولكن دون جدوى، وعندما سمع من أحد أقاربه بالمبادرة، توجه للكشف في القافلة الطبية وهناك جرى تحويله الى السويس.

 

فحص دقيق

في غرفة الفحص كانت السيدة رحمة محمد حسن، تخضع للكشف الطبي الدقيق، وأجرت الطبيبة التابعة للقطاع الطبي بصندوق تحيا مصر فحص لجهاز الشق مجهري، للوقوف على حالته قرنية العين والعصب البصري، ثم أجرت كشف أخر بجهاز فحص قاع العين، وتأكد من الفحص أن السيدة رحمة التي تبلغ 70 عاما، تعاني من مياه بيضاء على عينيها، وأن اليمين باتت أكثر تأثر بالمرض وأضعف في الأبصار.

 

عكفت الطبيبة على ملئ الاستمارة المريضة، لإجراء العملية فسألتها عن تاريخها المرضي وما إذا كانت اجرت عمليات سابقا أم لا، وقدرتها إذا مدت ظهرها على سرير غرفة العمليات مدة نصف ساعة وهي فترة التجهيز وتنفيذ العملية، فأجابت السيدة المسنه انها تحتمل ذلك أملا في عودة الابصار كما كان قبل بضع سنين.

 

في غرفة بالطابق العلوي بالمستشفى، كان 6 مرضى جالسين على أسرة قد ارتدوا الملابس الخاصة بالعمليات، كانت الطمأنينة تسري بينهم وكأنها قصة يروي كل منهم جزء منها، لكن جملة عبد الساتر على أحمد القادم من أقصى شمال السويس زادت الأمر تفاءلاً:" الدكاترة هنا خايفين علينا أكثر من نفسينا وطالما العملية في مؤسسة تابعة لقواتنا المسلحة فمش هخاف".

 

ويروي عبد الساتر، العامل الزراعي البسيط أنه حضر صباحا بعد تحديد موعد العملية قبل أسبوع، وخضع مجددا لتحاليل واشاعات قبل خضوعه لعملية إزالة المياه البيضاء وتركيب عدسة.

 

غرفة العمليات

وقت قصير استقطعه العميد طبيب، أمجد الحجر استشاري طب وجراحة العيون، ليتحدث إلينا، على باب غرفة العمليات، ويقول الطبيب أحد أعضاء فريق جراحة العيون إن المريض قبل أن يصل غرفة العمليات يمر بمرحلتين، الأولى هي القافلة الطبية والتي يقدم فيها أطباء واخصائيين الخدمة الطبية في مكان القافلة بالتنسيق مع صندوق تحيا مصر، والتي تجهز المرضي غير القادرين وتوفر لهم بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وسيلة انتقال لهم تقلهم من منازلهم لمكان القافلة تيسيرا عليهم.

 

وأضاف ان القوافل الطبية تقدم مرحلة ابتدائية من العلاج، مثل اخذ قياسات نظارة وتنفيذها مجانا وتسليمها للمريض، أو علاج ميكروب في العين، أما المرحلة الثانية فهي التي يحتاج فيها المريض تأهيل أعلى في العلاج أو تدخل جراحي.

 

ويشير الدكتور "الحجر" الى ان المريض يحضر الى المستشفى وتجرى له الاشاعات والفحوصات الطبية والتحاليل الدقيقة ويتم تشخصية بصورة دقيقة للغاية تحدد حالته، وفي حالة احتياج المريض لتدخل جراحي يجرى تجهيزه ويتم تحديد موعد له بعد أسبوع لأجراء العملية.

 

وأوضح استشاري طب وجراحة العيون، أن في الأسبوع الأول للحملة في السويس كانت تعمل القوافل فقط، ومع الأسبوع الثاني بدأت عيادات المستشفى في استقبال المضي المحولين من القوافل الطبية لفحصهم بصورة أكثر دقه، وبدأت العمليات في الأسبوع الثالث ومع الأسبوع الرابع للحملة تعمل المراحل الثلاث معا.

 

واستطرد، ان عدد المرضى الذين أجريت لهم عمليات في اول أسبوع للعمليات كان 16 مريض وفي الأسبوع التالي 32 ثم ارتفع العدد الى 50 ومن المتوقع ان يصل الى 70 مريض تجرى لهم عمليات جراحية على مدي يومين وذلك بهدف القضاء على قوائم الانتظار.

 

10 دقائق

وذكر الدكتور أمجد الحجر، أن مدة العملية من 10 الى 15 دقيقة فقط، ويجرى إزالة المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية، ثم زرع القرنية، وبعد العملية تستمر متابعة المريض مدة 3 أسابيع ويجري فحصه في كل مرة يحضر فيها بعد العملية للاطمئنان عليه.

 

ولفت الى أن العمليات الجراحية التي تجرى في مستشفى العسكري في السويس بدأت بعمليات المياه البيضاء، وبالتزامن مع ذلك يستمر فحص المرضى لمعرفة احتياجاتهم وسيكون للحالات التي تحتاج عمليات غير المياه البيضاء تدخل جراحي أخر لعلاجهم.

 

وأعرب الطبيب عن سعادته وزملائه الأطباء بتقديم هذه الخدمة للمرضى، غير القادرين، موضحا ان الخدمة تبدأ من الفرد الموجود على بوابة المستشفى مرورا بأطقم التمريض والعاملات والأطباء والاخصائيين، وكل منهم يحمل رسالة يراها المريض من خلال حسن المعاملة والاستقبال فور عبوره بوابة المستشفى.

 

انتهت استراحة الطبيب، وعاد استشاري العيون ليكمل العمليات الجراحية مع الفريق الطبي، دقائق قليلة وخرجت سيدة كان يجري تجهيزها للعملية قبل لقاء الطبيب الاستشاري.

 

وتقول السيدة نسرين حسن، انها كانت مطمئنه ولم تشعر بالخوف قبل دخولها أو داخل غرفة العمليات، خاصة ان العملية تجرى بالمنظار وبالموجات فوق الصوتية لتفتيت المياه البيضاء.

 

داخل أروقة المستشفى، كان هشام خليفة منسق مبادرة نور الحياة بصندوق تحيا مصر، يتنقل بين المرضى، يطمأن عليهم، ويستمع لتشخيص الأطباء ويزور من خرج من غرفة العمليات معربا عن اماله بالشفاء العاجل وعودة نور حياتهم كما كان قبل المرض.

 

170 عملية

التقينا منسق المبادرة الرئاسية، وقال إن عدد المرضى الذين أجريت لهم عمليات مياه بيضاء وزرع قرنية، 170 مريض، وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة المتمثلة في ادارة الخدمات الطبية، موضحا ان المرحلة الأولى من المبادرة تستهدف 2 مليون مواطن الأكثر احتياجا، واجراء 1200 عملية مياه بيضاء.

 

وأوضح أن المبادرة تنقسم الى جزأين الأول يستهدف البالغين وتقدم لهم خدمات طبية عبر القوافل، أما الثانية فتركز على الأطفال طلاب المرحلة الابتدائية، وبدأت حملة مسح طلاب المدارس في محافظات الإسكندرية والشرقية والمنيا وقنا والاقصر.

 

وأشار هشام خليفة، إنه خلال 16 يوم عمل فقط تم فحص 32 الف طالب وتوفير 4300 نظارة طبية لمن يعانون ضعف بالإبصار بسبب مسافات الرؤية، وتسلموها داخل المدرسة.

 

أما عن قوافل المرحلة الأولى فعددها 5 قوافل أجرى خلالها الأطباء المشاركين كشف طبي على 1850 مريض، وتضاعف عدد المستهدف فحصه على مدي يومين القافلة نهاية كل أسبوع فبعد أن بدأ الحملة بفحص 300 مريض فقط كل خميس وجمعة، وصل المستهدف الى 600.