في حروب «البوست الأسود».. الشهيد منتصرا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يوم انطلقت ثورة المعلومات انطلقت معها حملات الدعاية السوداء والأكاذيب فهذه ضريبة التقدم التى يجب أن تدفعها الإنسانية من عقلها الذى ابتكر الثورة المعلوماتية.

عندما تمت هزيمة الفاشيست الإخوان سياسيا واجتماعيا على الأرض بفضل أبناء الأمة المصرية، فر الفاشيست مذعورين إلى العالم الافتراضى وكان فرارهم غرضه الأول إطلاق حرب الإفك والشائعات والتشويه ضد مصر والمصريين والانتقام من المنتصرين بأى ثمن.

فى كل ثانية يقوم أئمة الفتنة من الجماعة الفاشية بشن حروب دعايتهم السوداء على السوشيال ميديا ضد كل ماهو ناجح فى هذا الوطن يريدون من هذا تثبيط هممنا وإشاعة الاضطراب حتى نفقد الثقة فى مستقبلنا الذى نبنى فى كل ثانية جزءً منه ويتملكنا إصرار شعبا وقيادة  على أن يكون لنا مشروع مصرى قوى وناجح وثابت على هذه الأرض الطيبة.

يتصور من يمتلك الضمير أن أى حرب مهما بلغت شراستها فهناك حدود لا يجب تجاوزها ومناطق محرمة لا يجب الاجتراء عليها لكن متى كان الفاشيست الإخوان يدرون شيئا عن الضمير فحرفتهم الأساسية الكذب ثم الكذب.

قبل يومين مع أقتراب الذكرى العطرة ليوم الشهيد كنت أطالع أحد الجروبات المنتشرة على السوشيال ميديا، يتفاعل مع هذا الجروب آلاف من المصريين فهو دائما ما يحمل آراءهم أو ما يرونه يتعلق بتاريخ الوطن فى بعض الأحيان تشتم رائحة الفاشيست العفنة فى بعض من يديرون هذا الجروب الشاسع.

يتكون هذا الاحساس نتيجة للبوستات التى يتم تمريرها من خلاله وتحمل البصمة الظلامية للفاشيست وتستهدف تحقيق الغرض الرئيس لهم فى التشويه وإشاعة الاضطراب وهز الثقة فى أنفسنا.

تتأرجح الردود من المتفاعلين على الجروب بين عقليات واعية كاشفة لطبيعة الدعاية السوداء التى تبثها الجماعة الفاشية وهناك للأسف عقول استسلمت لهذا الحقد الأسود الذى لن يسمم إلا حياتها قبل أى شىء.

وسط هذه الحرب السوداء قفز هذا البوست الذى تمت صياغته بلغة تقطر سما وحقدا فى صورة رسالة متخيلة ووهمية من جندى شهيد عثروا عليها بين ملابسه عقب استشهاده.. الغرض الوحيد لهذا البوست هو التشكيك فى أسمى المعانى الإنسانية وهى قيمة شهادة الجندى الذى يحارب من أجل قضية عادلة.

يستهدف البوست الأسود الشريحة الشابة تحديدا فيسفه من هذه القيمة السامية عن طريق اعطاء المتلقى إحساسا بالعدمية المقيتة ليصل لدرجة أن والدى الشهيد لن يذكروه والأصدقاء سيتنكرون لذكراه بل صاحب الفعل نفسه ليس بطلا بل هو قتل دون هدف.

ينتابك شعور بالألم والحزن بسبب الاجتراء على هذه القيمة النبيلة من قبل الفاشيست لكن ما يزيد الألم هو الخوف من أن تجد هناك عقليات قد تسقط  فى فخ هذه الدعاية السوداء وتنقاد وراء الأغراض الشريرة لهذه الرسالة المسمومة.

مرت ساعات على ظهور البوست الأسود وعند الاطلاع عليه كان الأمل ألا يكون عدد من سقطوا فى فخ الدعاية السوداء كبيرا وأن احساس الوعى بحقيقة الحقد الذى تحمله كلمات البوست المسمومة أكبر من الاستسلام لها.

تعطيك مئات الردود والتى بدأت تجتاز الآلاف وسطرها المصريون يقين لا يقبل الشك فى روح ووعى الأمة المصرية فكل الردود بلا استثناء لعنت البوست وصاحبه المجهول.

كشفت كلمات المصريين حقيقة من يقف وراء هذه الدعاية الحاقدة استدعى هؤلاء البسطاء الذين تقابلهم فى الحارات وتجالسهم فى المقاهى وتصلى معهم فى المساجد والكنائس روح أمتهم الموغلة فى العراقة ، تفاخرت ردودهم الحماسية بأبطالهم الشهداء رياض والرفاعى والمنسى والأيام التى أمضوها فى شرف الجندية ، استدعوا من وجدانهم روح أكتوبر وثورتهم فى يونيو ولم ينسوا سلاحهم السرى الذى حاربوا به أعتى الغزاة .. السخرية .. سخروا من البوست ومن صاحبه ومن وراءهم ،انتصر المصريون فى معركتهم ضد الحقد.. أخيراً بعد هزيمة الفاشيست أمام وعى هذه الأمة ويقينها الذى لايلين  فى ثوابتها اطمأنت روح الشهيد على أمته وظل منتصرا.