وسائل الإعلام العُمانية: قمة شرم الشيخ مؤتمر تاريخي ناجح

القمة العربية الأوروبية
القمة العربية الأوروبية

أكدت وسائل الإعلام في سلطنة عُمان علي نجاح قمة شرم الشيخ، وركزت علي إبراز مواقف وكلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلالها . 

كما واصلت الاهتمام بمتابعة أصداء القمة، و نوهت أن مصر دشنت مرحلة مهمة جديدة من العلاقات  العربية- الأوروبية، بعد أن استضافت أول قمة تجمع الجانبين، مؤكدة علي أن ذلك يمثل نقلة نوعية إستراتيجية .

وأبرزت وسائل الإعلام العُمانية تقارير موسعة حول ختام أعمالها والنتائج المتوقعة، كما استعرضت الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي وأكد فيها أن الشعوب المحبة للسلام ستجني ثمار نجاح القمة التي تم الاتفاق خلالها  على تعميق الشراكة وتعزيز التعاون وسبل مواجهة التحديات المختلفة، مشيراً إلى أن القمة المقبلة ستعقد في بروكسل عام 2022.

كما رصدت وسائل الإعلام العمانية أهم نتائج المؤتمر حيث أكدت على بدء مرحلة تشهد تعزيز الشراكة العربية الأوروبية ودعم نظام دولي حقيقي ومتعدد الأطراف . 

ونتيجة لمناقشات مكثفة تم التوافق العربي – الأوروبي على مساندة حل الأزمة الليبية، والترحيب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك التزام الجانبين بالتعاون لوقف الهجرة غير الشرعية، والعمل على تجفيف مصادر دعم الجماعات الإرهابية ومنع التحريض على الكراهية والعنصرية.

كما دعا إلى الالتزام بالمواقف المشتركة لإحلال السلام في الشرق الأوسط .

وقد شاركت السلطنة في القمة منذ اللحظات الأولي لانطلاق أعمالها بوفد رفيع المستوي ترأسه السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان .

تصدرت صحف السلطنة عناوين رئيسية تؤكد نجاح المؤتمر، 
 *جريدة عمان: القمة العربية – الأوروبية تكرس إرساء الأمن وتسوية النزاعات
*الوطن: الاتفاق  على تعزيز الشراكة ودعم نظام دولي حقيقي ومتعدد الأطراف
*الرؤية :القمة تدعو لنظام دولي متعدد الأطراف وتؤكد ضرورة الحل السياسي للأزمات
في تحليلها لاستحقاقات البيان الختامي ركزت  وسائل الإعلام العمانية علي أن من أهمها :
-الالتزام بالمواقف المشتركة تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط وعدم شرعية المستوطنات ،والتمسك  بحل الدولتين .
ـ إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وحل الأزمة السورية.
ـ التزام الجانبين بالتعاون في مجال وقف الهجرة غير الشرعية .
ـ الاتفاق على حل الأزمة الليبية .
ـ دعم التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والعمل على تجفيف مصادر  
تمويله ومساندته.
-الترحيب باتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة ،مع السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلي اليمن.

قمة تاريخية
من جانبها قالت جريدة عمان التي تعد من أبرز الصحف العربية اليومية، في مقال تحليلي: تأتي هذه القمة ، في ظروف حساسة في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية عامة، حيث تتطلب الكثير من القضايا التنسيق بين الطرفين العربي والأوروبي، لاسيما المسائل الأمنية وقضايا الهجرة والتعاون الاقتصادي بين ضفتي المتوسط. ولقد وحدت سنوات ما بعد ما يعرف بالربيع العربي، الكثير من التحديات بين العرب والأوروبيين، حيث أصبحت الهجرة من المنطقة العربية أو مروراً ببلدان عربية مثل ليبيا إلى أوروبا؛ هاجسًا من الهواجس الكبيرة التي أثرت بشكل واضح على البنية الهيكلية في المجتمع الأوروبي.

يضاف إلى ذلك أن أوروبا تجد نفسها في صلب الحروب في الشرق الأوسط والقضايا الأمنية المتعددة، ، لذلك  عليها من أجل استقرارها وأمنها أن تساعد مع الشعوب العربية في تحقيق الأمن والأمان.

في هذا الإطار أكدت جريدة عُمان أن الإرهاب بات ظاهرة مؤثرة في عقر الديار الأوروبية، وأصبح يشكل معضلة من المعضلات التي تتطلب النظر إليها، كما ينظر إلى الأعداد التي لا يستهان بها من الأوروبيين الذين قاتلوا مع تنظيم داعش في سوريا والعراق، وبعضهم يواجه الآن مشكلة العودة والاندماج، أو ترفض بعض الدول عودتهم.

وتبقى هذه العناوين الكبيرة، من ضرورة التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين والموت المجاني في البحار، لافتات عريضة لجملة من المسائل التي طرحت من خلال القمة الأولى والتمهيدية بين الجانبين، والتي قد تفتح الطريق لقمم أخرى تكون أكثر عمقًا في البحث والتقصي واستنطاق الحلول المرتجاة.

كما أشارت جريدة عُمان إلي أن الملفات المحتدمة في المنطقة العربية عديدة، وكلها تتقاطع معها أوروبا بشكل أو بآخر لهذا يكون الدور الأوروبي مطلوبا ومهما لاسيما في القضية الفلسطينية وصناعة السلام في الشرق الأوسط والوصول إلى حل نهائي في الصراع بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، أيضا أزمات سوريا واليمن وليبيا، وقضايا الحد من انتشار الأسلحة النووية.

و تبدو أوروبا اليوم- وفقا لتحليل دقيق نشرته جريدة عُمان - بحاجة إلى التنسيق مع المنطقة العربية بشكل جديد وطريقة مبتكرة تساهم في إعادة ترتيب الأمور في ظل اتجاه بريطانيا نحو البريكست، والاتجاه الأمريكي نحو قرارات مستقلة عن الاتحاد الأوروبي. كما أن العرب من جهة أخرى هم أيضا في حاجة إلى إعادة رسم العلاقات وطرق التعاون مع القارة الأوروبية بأساليب جديدة .

ويبقى الأمل الكبير في سبل تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، بحيث يكون ثمة تعاون اقتصادي متماسك واستراتيجي بين الطرفين يقود إلى آفاق استثمارية وشراكات متعددة الجوانب بما يخدم العرب وأوروبا، في مرحلة قادمة، يفترض أن يتم خلالها تجاوز التصورات التقليدية في عالم لم يعد قائمًا على التصورات السابقة، ويعاد تشكيل الكثير من مفاهيمه وعلاقاته الكلاسيكية.