حوار: وكيل «القوى العاملة» بالبرلمان: الرئيس السيسى أحدث تقاربا بين مصر وأفريقيا

النائبة مايسة عطوة خلال الحوار
النائبة مايسة عطوة خلال الحوار

- الإخوان حولوا ثورة يناير لـ «غم».. ومرسى حاول أخونة اتحاد العمال

تبنى الأوطان بسواعد الرجال ومشاركة النساء، ومن أجل تحقيق تلك المشاركة حصلت المرأة المصرية على العديد من المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى استحقتها عن جدارة فدورها البارز منذ 2011 حتى يومنا هذا لا ينكره أحد عليها. أما عن ذى قبل فهناك قصص نجاح سطرتها سيدات مصريات خضن طريقا طويلا على قدر ما كان محفوفا بالصعاب لكنه كلل بقصص نجاح مختلفة منهن النقابية منذ أكثر من 25 سنة مايسة أحمد عطوة عضو مجلس النواب والتى ترأست لجنة المرأة باتحاد عمال مصر سابقاً، ورئيس لجنة المرأة باتحاد نقابات حوض النيل- إفريقيا حاليا، وعضو لجنة المرأة بمنظمة العمل العربية.. وكان هذا الحوار مع النائبة مايسة عطوة وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب:

> بعد تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى ما هى خطواتك الأولية كرئيس لجنة المرأة باتحاد نقابات حوض النيل؟
- سأوجه الدعوة للمرأة الأفريقية لزيارة مصر والتجول فى كل مكان بها يتحدث عن تاريخنا، كما سأعمل على مد جسور التواصل بين المرأة المصرية والمرأة الإفريقية لإحداث التقارب والتفاهم فيما بينهما لتحقيق التعاون فى شتى المجالات.. خطوات الرئيس السيسى فى إحداث التقارب بين مصر وإفريقيا كبيرة وملموسة واتحاد نقابات عمال مصر برئاسة النائب جبالى المراغى سيكون له دور أيضا فالعمال هم رمانة الميزان فى أى بلد ومتى استوعبناهم سنحصل على كل شىء لصالح بلدنا لذلك وبصفتى وكيل أول لجنة القوى العاملة فى البرلمان عندما يطلب حضور وزير القوى العاملة أو وزير المالية أو رئيس جهاز التنظيم والإدارة نبلغهم أنهم لديهم حلول لن تكلف البلد مادياً مثل قضية تسوية المؤهلات فالعامل يؤدى عمله بالفعل ونقله من مكانه إلى مكان آخر يثمر عن ارتياح الآلاف وبالتالى سيهدئ الشارع.
خلايا نائمة
> وماذا عن الخلايا النائمة لهؤلاء الإرهابيين؟
- موجودة وما زالت تحاول كما أن الانتخابات الأخيرة أفرزت بعض الشباب الذين ليس لديهم وعى نقابى ويعتقدون أن الصوت العالى الذى تم اللجوء إليه فى 2011 هو الذى سيحقق لهم ما يريدونه وهذا غير صحيح، لذلك الحوار المجتمعى مهم جداً وعمالنا يستحقون أن نسمع لهم وقيادتنا فى الشركات والمؤسسات يستحقون أن نساعدهم. نحن نبنى ونريد أن نستبق الزمن كى نلحق بالرئيس السيسى ولكننا لا نستطيع.
> ما تقييمك لأداء الحكومة الحالية؟
- قماشة الحكومة ضعيفة، بمعنى أن إمكانياتهم للإصلاح وتحقيق مطالب الشعب ضعيفة هم يستجيبون لنا بقدر ما لديهم وحتى لو حدث تغيير وجئنا بآخرين هى نفس القصة.. فوزير المالية يحاول بقدر استطاعته، وزيرة التخطيط شخصية رائعة، وزير الشباب والرياضة فكر جديد تماماً ويعمل على ملفات جيدة.. باختصار جاء فى وقته؛ وزيرة التضامن الاجتماعى أقول لها برافو، أما وزير التعليم ما يريد أن يفعله شىء رائع ولكن عدم التواصل وعرض الأفكار للناس بطريقة صحيحة يحدث بلبلة، وزير النقل شخصية تعمل ولكن إمكانية الوزارة المادية ضعيفة.
> لديك قصة نجاح بدأت من الصفر.. فكيف بدأت رحلتك لخدمة العمل النقابي؟
- جئت من بنى سويف حيث عشت فيها 20 سنة وهناك بدأت قصة انخراطى بالعمل النقابى الذى أعتبره عملا سياسيا خدميا تطوعيا.. كنت أعمل بأحد البنوك الزراعية ولأننى كنت معتادة على خدمة الناس رشحنى زملائى وأصروا على أن أرشح نفسى لانتخابات النقابة وكانت فكرة أن سيدة تخوض صراع الانتخابات أمام الرجال كانت جديدة فى ذلك الوقت لكن فوجئت بدعم شديد من زملائى الرجال ونزلوا معى إلى كل المواقع.. وبالتالى لم أكن أتخيل أن الحرب ستأتى من السيدات ولكن زملائى طلبوا منى أن أثبت للجميع أننى (أد التحدى) حتى إنه أصبح شعارى إلى اليوم.. وبالفعل بدعم زملائى نجحت وكنت الأولى لمدة ثلاث دورات متتالية.
> مشهد طوابير المرأة المصرية أمام صناديق الانتخابات يعكس مدى تطور وعيها السياسى.. لكن لماذا لا نراها داعمة لامرأة مثلها تترشح لأى انتخابات؟
- للأسف نحن نعانى من مسألة دعم المرأة للمرأة فمنذ 20 سنة كان هذا الدعم منعدما، ثم بدأ يحدث تدريجياً، وهنا أشيد بمجهود المجلس القومى للمرأة فالدكتورة مايا مرسى أحدثت حالة تلاحم بين السيدات فهى تعطى مساحة لكل سيدة تعرفها فى العمل الاجتماعى والسياسى لتعبر عن نفسها وتظهر إمكانياتها للجميع، هذا الدعم جعل الناس يعرفون ماذا يعنى دعم المرأة للمرأة.. وهذا ما كنت أحاول ترسيخه طوال فترة رحلتى النقابية.
دعم نسائى
> هل اختلفت نظرة المرأة القاهرية لترشحك للانتخابات عن مثيلتها فى بنى سويف؟
- لا، فقد عانيت كثيراً، هن كن يروننى على أننى فلاحة قادمة من الصعيد جاءت لتأخذ مكانهن ولكن المفاجأة الكبيرة لى أننى كنت أيضاً الأولى، ومنذ أن اشتغلت فى النقابة هنا التحقت بالنقابة العامة للبنوك وحصلت على أول دعم سيدة لى وهى السيدة سناء زايد التى أخذتنى معها فى النقابة العامة ثم حصلت على اتحاد نقابات عمال مصر وهذه كانت النقطة الفارقة فى حياتى لأن اتحاد النقابات يضم 23 سيدة يمثلن 23 نقابة عامة منهن من كانت تسأل لماذا أنا دونا عن باقى السيدات وأخريات كن يدعمننى لذلك اتجهت إلى أسلوب جديد حيث جمعت معى امرأة عاملة وليست نقابية فقط وشابة تريد الانخراط فى العمل النقابى وأصبحنا 1000 سيدة على مستوى الجمهورية ثم انتقلت من العمل النقابى إلى العمل الخدمى التطوعى السياسى وطفت كل محافظات مصر تقريباً.
> وما الذى ما زال عالقاً فى ذاكرتك فيما يخص عام 2012؟
فى يوم عيد العمال تمت دعوتنا إلى حديقة كبيرة بقصر الاتحادية وكان الأكل والشرب «ميغة» والحرس لم يكن من الجيش والشرطة لقد كان حرس مرسى وحزبه فاقترب بعضهم وسألونا لماذا لا نأكل؟ فقلت «آكل إيه.. الموجود أكل بلدى.. لم يحدث هذا أبداً»، فقالوا: «لكى تروا الفرق». هذا اليوم بالنسبة لى كان أسوأ احتفال بعيد العمال لأن الصورة العامة لبلدى كانت سيئة جداً فى هذا العام ثم هناك اكتشفت «المطبلاتية» فشعرت بالرعب لإحساسى أن هؤلاء لن يرحلوا ولا بعد 60 سنة. كما أن مرسى أخْوَنَ الاتحاد ولولا أن اتحاد عمال مصر به قيادات «جدعة» كان الاتحاد اتهد. 
 > البعض صور ائتلاف دعم مصر على أنه نسخة ثانية من الحزب الوطنى القديم.. كيف ترين هذا التصور؟
- لو كنا مثل الحزب الوطنى لاستفدنا وأصبحنا مليارديرات. الحزب الوطنى القديم كان يعمل حسب توجهات الدولة لخدمة البلد وهذا هو التشابه الوحيد بينه وبيننا، لذلك أفتخر أننى أعمل وفق توجهات الدولة لخدمة بلدى. أنا لم أدخل للبرلمان لكى أشتم وزيرا أنا أنتقد الوزير لصالح بلدى.
> البعض يرى أنه لا توجد معارضة حقيقية داخل البرلمان.. فما ردك؟
- لدينا معارضة هدامة، ومعارضة من أجل المعارضة فقط، ولدينا من بين أعضاء ائتلاف دعم مصر من يمارسون المعارضة بتقديم مشاريع لقوانين قوية يأخذ بها وبآرائهم، وأؤكد أن هذا البرلمان استثنائى فى ظروف استثنائية لذلك كان عليه أن يسير على خط البناء. البلد يصعد ونحن معه ربما يقول البعض إن هناك بعض الأخطاء أو يوجد قرار متسرع أو قرار اتخذ قبل قرار آخر لكن فى النهاية نحن نخدم بلدا يسير فى اتجاه البناء. فى 2013 كنا بلدا خارج الاتحاد الإفريقى اليوم مصر رئيس للاتحاد الإفريقى.. رأس القيادة السياسية يعمل فى الداخل والخارج كما أننا محاطون من كل ناحية من الداخل والخارج أيضاً بمن يحاولون هدمنا. من وجهة نظرى أعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسى يعمل بمفرده.. للأسف نحن نعانى من الأيدى المرتعشة وممن يخشى اتخاذ القرار.
> مجلس الشورى ما تعليقك على رفض بعض السيدات لفكرة «الكوتة» لأنها تقلل من قدرتهن على المنافسة وإثبات ذاتهن؟
- بالعكس هذه الكوتة تعطى «باور» للسيدات اللاتى سيخضن الانتخابات على مقاعد الفردى وإن شاء الله نسبة الـ 25 % ستزيد وتصل إلى 30 % بالفردى الذى سيدخل بتعيينات الرئيس السيسى فى مجلس الشورى. المرأة دائما تقدم الكثير والدليل دورها البارز منذ 2011 حتى يومنا هذا لذلك كان على البرلمان وائتلاف دعم مصر أن نرد لها الجميل وندعوها إلى الصفوف لنأخذ بيدها.
> كيف ترين المكتسبات السياسية التى تحققت للمرأة حتى اليوم وما الذى ينقصها من وجهة نظرك؟
 - نحن لدينا اليوم 8 وزيرات و6 سيدات ما بين محافظ ونائبات محافظين، ولدينا 90 نائبة برلمان نضيف إليها نسبة الـ 25 %، كما لدينا 25 % محليات، ومستشارة أمن قومى لرئيس الجمهورية، ومن المكتسبات أيضاً عام المرأة، والمجلس القومى للمرأة وهو مجلس قوى جداً. إذن لدينا تمكين سياسى للمرأة يعمل بشكل رائع لكن للأسف لدينا نسبة طلاق مفزعة لابد وأن نقف أمامها. كما أتمنى أن أرى سيدة تتقلد منصب رئيسة وزراء، وأطمع أن تكون لدينا وكيلة فى البرلمان القادم مثل زمان، وأتطلع أن تمثيل العمال يعود مرة أخرى، وأن نسبة الـ 25 % تكون فى كل انتخابات وليست مقصورة على البرلمان فقط كالمحليات والنقابات المهنية والعمالية. 
طفلان كفاية
> الزيادة السكانية تشكل عبئا ضخما على ميزانية الدولة.. فهل توجد مشاريع بقوانين ستخرج من البرلمان قريبا لمواجهتها؟
- هناك مكتسبات حصلنا عليها للمرأة من قانون العمل الذى سيخرج للنور قريباً فالمرأة كانت من حقها الحصول على إجازة رعاية طفل لثلاثة أطفال تقلصت إلى إجازة رعاية لطفلين فقط، كما أن هناك بعض النقاط تركناها لأصحاب الأعمال ليطرحوا وجهة نظرهم بشأنها أما الثوابت فحافظنا عليها إذا كنا نطالب بزيادة مساحة مشاركة المرأة فى سوق العمل فيجب علينا أن نحد من طلباتها فى الحصول على إجازات رعاية الأطفال وأعتقد أن طفلين كفاية.
> كيف تتابعين ما تم من خطوات لتمكين المرأة اقتصاديا؟
- لدينا مشروع قرض البنك المركزى بفائدة الـ 5 % المخصص للمشروعات الصغيرة وهو للشباب والشابات أيضاً، لكن المشكلة أن هناك من ليست لديهم القدرة على تنفيذ مشروع لأنه لا يوجد من يساعدهم فى عمل دراسة الجدوى التى يشترط أن تكون مقدمة من صاحب المشروع لضمان نجاحه. لدينا أيضاً قرض «مستورة» على مستوى الجمهورية فى جميع بنوك مصر وهو قرض بمبلغ بسيط لعمل مشروعات متناهية الصغر. المرأة المعيلة اليوم ليست أرملة فقط بل لدينا أزواج يعتمدون تماماً على ما تتحصل عليه زوجاتهن من مال لذلك نحن فى البرلمان نعد مجموعة قوانين خاصة بهن ستخرج قريباً للنور.