حوار| ليلى الحارص سيدة حطمت مقولة «للرجال فقط» في مجال البترول

المهندسة ليلى الحارص مع محرر بوابة أخبار اليوم
المهندسة ليلى الحارص مع محرر بوابة أخبار اليوم


عرف العمل بقطاع البترول بأنه قطاع ذكوري يحتاج إلى قوة البنيان والصبر والاحتمال والقدرة على العمل تحت أي ظروف معيشية وقاسية قد لا تتناسب  كثيرا مع الطبيعة النسائية، خاصة في العقود الماضية، ولكن كان للمهندسة ليلى الحارص قرار أخر أنها تصبح من أولى السيدات العاملات على بريمة حفر، وهى تعد من  أصعب قطاعات البترول عملا.

 

 وعن تجربتها التقت "بوابة أخبار اليوم" بالمهندسة ليلى الحارص رئيس قطاع العمليات بشركة شل مصر، وإلى نص الحوار:-

 

ماذا عن بداية حياتك ودراستك؟

عندما تخرجت من كلية الهندسة الكهربائية بجامعة الإسكندرية، منذ أكثر من 18 عامًا، والتحقت بالعمل بشركة شل للبترول  كمهندسة على بريمة حفر على منصة داخل البحر في سلطنة بروناي بقارة أسيا، وهى المرة الأولى التي كنت أسافر فيها آسيا.

 

صفى لنا شعورك عندما وضعت إقدامك مطار سلطنة بروناي؟

أحسست برهبة كبيرة وخوف داخلي عندما هبطت الطائرة بنا سلطنة بروناي وحزنت على ترك والدتي وأشقائي، خاصة بعد وفاة والدي حديثًا، وأحسست بالوحدة، خاصة عندما صعدت على بريمة الحفر وسط البحر، ووجدت نفسي المرأة الوحيدة وسط حوالي 300 رجل، وأنا كنت في ذلك الوقت فتاة في سن 22 سنة وحيدة وغريبة في هذا المكان، وهذا عمل شاق يحتاج إلى قوة بنيان ولكن هنا كان التحدي الأكبر.

 

كيف صار الحال داخل منصة الحفر وسط البحر ؟

في بداية الأمر عندما صعدت على بريمة الحفر أصحبت معي شنطتي وبها كافة ملابسي النسائية لاكتشف أني لا أحتاج غير زي العمل وهو " الأفرول " وتحول الرجال المتواجدون على منصة الحفر والبالغ عددهم حوالي 300 رجل قادمين من كل بلد بالعالم إلى إخوة وأصدقاء، تشابهت ظروفنا مع بعض الكل مغترب عن أهلة وأسرته، منهم من ترك زوجته وأولادة ومنهم من ترك والدية ومنهم من أشقائه، ومنهم من مات والدة حديثا وترك والدته مع أشقائه.

 

تلك الظروف وظروف العمل وسط البحر كونت من المتواجدين أسرة تخاف على بعضها، كما شعر المتواجدون على منصة الحفر بالواجب تجاه الأنثى المتواجدة معهم، وبدأ الجميع يتعاون معي ويعاملني معاملة حسنة.

  

هل تعرضتي لمواقف جعلتك تحزنين لاختيارك العمل في مهنة صعبة؟

كثيرا جلست وحدي"أبكي" لأسباب كثيرة منها الغربة والوحدة في مكان بعيد، وظروف وفاة والدي الحديثة في ذلك الوقت، ولكن كنت مصرة على تحقيق الانجاز، وكنت أنظر إلى الصعوبات أنها محطات انجاز جلعتني أشعر بالفخر بمشواري العملي.

 

كم المدة التي بقيتي فيها على منصة الحفر في بروناي؟

بقيت على المنصة مدة 72 يوم عمل متواصلة على منصة الحفر، فقد كنت مع فريق مسئول عن تقييم محتويات التربة بشأن مدى احتوائها على النفط والغاز.

 

كم المدة التي قضيتها في سلطنة بروناى ؟

قضيت حوالي "سنتان" في سلطنة بروناي، كانوا النواة لخلق مهندسة بترول فخورة بمشوارها العملي، ثم توجهت للعمل في مدينة أبو ظبي بدولة الأمارات العربية المتحدة لمدة عامين، ثم إلى دولة الجابون لمدة عامين ثم إلى انجلترا لمدة عامين ثم إلى البرازيل لمدة 8 سنوات، ثم العودة إلى مصر لأشغل منصب رئيس قطاع العمليات بشركة شل، وأقود فريق مكون من 35 مهندسًا، وهو عمل يحتاج إلى كثير من الخبرات والمهارات.

 

أين قابلت زوجك ؟

تقابلت مع زوجي في مدينة أبوظبي بعد عودتي من سلطنة بروناي، وتزوجت وسافرت معه البرازيل، وبقيت معه لمدة 8 سنوات في البرازيل ورزقنا الله بابنتي "ايزيس " البالغة 11 عاما، والتي اصطحبها معي في كل مكان، ولكني قررت العودة إلى مصر والعيش فيها.

 

هل سافرتي إلى بلدان أخرى ؟

نعم فقد طفت معظم بلدان العالم وفخورة بما قمت به وقدمته خلال ما سبق من مشواري العملي.


 

هل لو عاد بكى الزمن ستختاري العمل مرة أخرى بقطاع البترول والقيام بنفس التجربة ؟

 

نعم أنا فخورة جدا بما قمت به، وأقوم به وكوني من أولى السيدات العاملات في قطاع البترول، وخاصة منصات الحفر التي تعد من المهام الشاقة وخاصة وسط البحر.