بعثات «التعليم» تصل اليابان للتدريب على نظام «توكاتسو»

البعثة المصرية
البعثة المصرية

وصلت أولى بعثات القائمين على العملية التعليمية في المدارس اليابانية بمصر، إلى اليابان في زيارة تستغرق 4 أسابيع؛ لدراسة الإدارة المدرسية وأنشطة "التوكاتسو" بجامعة فوكوي Fukui اليابانية. 

تتكون البعثة من 21 مدير ووكيل مدرسة، و21 معلما، يمثلون الـ 21 محافظة الكائن بهم الـ35 مدرسة، وذلك ضمن البرنامج التدريبي الذي سيحصل عليه 680 متدربا مصريا من القائمين على العملية التعليمية في المدارس المصرية على مدار 3 سنوات.

تتعرف البعثات المصرية على أنشطة "التوكاتسو" المتكاملة، و"التوكاتسو" والإدارة المدرسية، و"التوكاتسو" ورياض الأطفال، و"التوكاتسو" ومعلمو المواد الدراسية، وذلك في مقاطعة فوكوي Fukui اليابانية، والتي يبلغ عدد سكانها 260 ألف نسمة. 

وتعد مقاطعة فوكوي Fukui، التي تم تدميرها بسبب قصف الحلفاء في عام 1945 ثم دمرها زلزال كبير عام 1948، موطن العديد من الشركات الوطنية الرئيسية والشركات المصنعة. 

تسعى المدارس المصرية - اليابانية إلى تطبيق النموذج الياباني من الأنشطة التعليمية "توكاتسو"، وتشير هذه الكلمة إلى مفهوم التنمية الشاملة للطفل من جميع الجوانب، والتي تركز على بناء شخصية الطفل المتمثلة في سلوكياته ومهاراته وقيمه واتجاهاته بدرجة الأهمية نفسها لتنمية معارفه ومعلوماته ومهاراته العقلية، ومن ثم خلق مواطن صالح متزن منتج يحترم نفسه والآخرين ويقوم بأدواره في المجتمع لما فيه صالحه الشخصي وصالح المجتمع ككل على حدٍ سواء.

أنشئت جامعة فوكوي عام 1949، التي لديها روابط مع 105 مؤسسات أكاديمية شريكة في التبادل عبر 30 دولة ومنطقة مختلفة، وكانت نتاجًا للاندماج بين ثلاث كليات وطنية في المقاطعة وهي "مدرسة فوكوي العامة، ومدرسة فوكوي العامة للشباب، وكلية فوكوي التقنية"، وتشمل الجامعة الدراسة في كلية التعليم والهندسة والدراسات العالمية والمجتمعية أو العلوم الطبية، أما الدراسات العليا فتشمل كلية الدراسات العليا في التعليم والهندسة أو العلوم الطبية، وتشمل أيضا مراكز أبحاث مخصصة للهندسة النووية، وتنمية الطفل، والتصوير الطبي الحيوي، وتطوير منطقة الأشعة تحت الحمراء البعيدة وعلوم الحياة.

ومرَ النظام التعليمي الياباني بتحول كبير في القرن الواحد والعشرين، حيث لم يعد التعلم هو الحصول على محتوى أكاديمي من خلال طرق الحفظ والاسترجاع التقليدية. وهنا تكمن واحدة من أقوى ميزات التعليم الياباني، وهي أن المدارس اليابانية لا تعنى فقط بتنمية القدرات الأكاديمية للطلاب وإنما تعمل على تعزيز مهاراتهم غير المعرفية أيضا. 

وشكلت ثلاث مهارات هي "المعرفة، والصحة الجسدية، والمهارات الاجتماعية" أساس النجاح في "مجتمع التعلم" الياباني والتي تطبق حاليًا في المدارس المصرية اليابانية بحسب المناهج المصرية، وهي المهارات التي تتضافر وتتكامل مع بعضها البعض لتشكل "التوكاتسو" والذي يعني "أنشطة تعليمية خاصة" بوصفه أحد البرامج التي تلعب دوراً محورياً في التعليم الأساسي. 

ويسمح "التوكاتسو" للأطفال بالانخراط في الكثير من أنشطة "التعلم من خلال الممارسة" بشكل فعال بالتعاون مع أصدقائهم، حيث تمكن الطالب من التفكير والتصرف بمفرده ويمكّنه من بناء علاقات جيدة مع الطلاب الآخرين ما يساعد التلاميذ على التعلم من بعضهم البعض بشكل أفضل. 

وفي مرحلة رياض الأطفال، تتبع طريقة تركز على التطوير الشامل للطفل وعلى طريقة تدريس تعتمد على ممارسة الأنشطة، تعرف "بالتعلم من خلال اللعب"، والتي تضع الأساس لبناء شخصية الأطفال.

ومن هذا المنطلق، تهدف المدارس المصرية - اليابانية الجديدة إلى مساعدة الطالب على الاستقلالية وتحمل المسؤولية وتقدير الذات وتقدير الآخرين والاهتمام بالنفس وبالصالح العام. لهذا السبب، تتبنى المدارس المصرية - اليابانية منهج "التعليم الشامل للطفل" وهذا بالطبع في ظل إتباع المنهج المصري الجديد ونظام التقييم الذي تقديمه في المدارس الحكومية على مستوى الدولة.

ومع إدراج أنشطة "التوكاتسو" في المنهج الجديد في المدارس المصرية - اليابانية، سيكون هناك "مجلس طلاب الفصل" وفيه ينظم الطلاب بأنفسهم مناقشاتهم لحل المشكلات التي تواجههم في حياتهم الدراسية، و"المناقشات التوجيهية" والتي يقوم بتنظيمها المعلم فيوجه الطلاب لمخاطبة قضايا حياتهم اليومية والمدرسية، و"الريادة اليومية للفصل" حيث يقوم في كل يوم طالب بدور قائد الفصل والذي سَيُكَلف ببعض المهام ينفذها للفصل كله مثل تنسيق اجتماع الصباح ونهاية اليوم.

وفي المرحلة الابتدائية، سيتم تنفيذ نشاطين آخرين غير منهجيين، بالإضافة إلى الأنشطة الثلاثة المذكورة أعلاه، وهما تنظيف الصف وعشر دقائق من التعلم الهادئ، والتي يتم تطبيقها على نطاق واسع في اليابان، كما سيقدم رياض الأطفال في المدارس المصرية - اليابانية بعض دروس "التعلم من خلال اللعب" بما يتفق مع المنهج الجديد.