نساء يسعون لإزاحة «ترامب» من الحكم في انتخابات 2020

دونالد ترامب
دونالد ترامب

يبدو أن هيلاري كلينتون لن تكون السيدة الوحيدة التي وقفت ندًا لندٍ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وكانت تسعى لشغل مكانه في حكم البيت الأبيض، فقد أبدى سيدات أُخريات رفيقات لكلينتون في الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة عزمهن على الوقوف مجددًا في وجه ترامب في انتخابات 2020.

وفي أمريكا يتنافس على جل الاقتراعات الانتخابية، حزبان هما الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، والأول من المرجح أن يكون ترامب، الرئيس الحالي، هو مرشحه في الانتخابات المقبلة بعد أقل من سنتين، أما الثاني فسيبحث جاهدًا على الدفع بمرشحٍ يمكنه إزاحته ترامب من سدة الحكم في البيت الأبيض.

سباق الترشح في الحزب الديمقراطي بدأ مبكرًا، وثلثت كامالا هاريس، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، عدد المرشحين، الذين أعلنوا عزمهم على الرهان بأسمائهم في الانتخابات الرئاسية، والمفارقة أن الثلاثة من النساء، وسينتخب الحزب الديمقراطي فيما بينه مرشحًا يتم تزكيته ليكون مرشح الديمقراطيين في انتخابات 2020.

كامالا هاريس

كامالا هاريس دشنت حملتها للوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات 2020 اليوم الأحد 27 يناير، بتجمعٍ انتخابيٍ في بلدتها أوكلاند بولاية كاليفورنيا، على بعد أقل من ميل من المحكمة التي بدأت الديمقراطية حياتها المهنية بها ممثلة ادعاء.

وموقع التجمع الانتخابي هو أحدث علامة على أنها تعتزم التأكيد على سجلها كممثلة ادعاء عن سان فرانسيسكو وكمدعية عامة لكاليفورنيا، وشعارها في انتخابات 2020 هو "كامالا هاريس من أجل الشعب" في إيماءة للمقدمة التي كانت تستخدمها في المحكمة وهو عبارة تقول إنها "بوصلتها".

وهاريس حاليًا عضو بمجلس الشيوخ للمرة الأولى في حياتها عن ولاية كاليفورنيا، وهي ممثلة الادعاء السابقة الوحيدة لمدينة وولاية تعلن ترشحها للسباق الرئاسي حتى الآن، وستميزها جذورها القضائية عن مجموعة كبيرة من الديمقراطيين الساعين للترشح ضد الرئيس دونالد ترامب، المرشح الجمهوري على الأرجح.

واكتسبت هاريس شعبية بين النشطاء الليبراليين بسبب استجوابها الشديد لمرشحي ومسؤولي ترامب خلال جلسات مجلس الشيوخ.

لكن خلفيتها في مجال إنفاذ القانون تنطوي على مخاطر أيضًا في الحزب الديمقراطي الذي تحول في السنوات القليلة الماضية للتركيز على قضايا العدالة الجنائية، متبنيًا حركة (بلاك لايفز ماتر) وداعيًا إلى تثبيت كاميرات في ملابس رجال الشرطة وإلى إنهاء عقوبة الإعدام وإصلاح النظام القضائي.

كريستين جيليبراند

وكانت كريستين جيليبراند، وهي سيناتور بمجلس الشيوخ أيضًا، قد قصت في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر شريط المرشحين للانتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي، وسط توقعات بارتفاع عدد المرشحين مع مضي الأيام.

وجيليبراند من أشد المنتقدين للإدارة الحالية، ودعت  ترامب إلى الاستقالة  جراء مزاعم ارتكابه جريمة التحرش الجنسي ضد سبع عشرة امرأة، قدمن دعاوى ضد الرئيس الأمريكي.  

وتهتم جيليبراند، البالغة من العمر 52 عامًا، بقضايا العنف ضد المرأة، وشغلت عضوية الكونجرس لأول مرة عن ولاية نيويورك في انتخابات 2006 على حساب الجمهوري المحنك جون سيلي.

إليزابيث وارين

المنافسة الثالثة المحتملة لترامب هي السيناتور إليزابيث وارين، وهي أستاذة سابقة للحقوق في جامعة هارفارد، وقد ساهمت بقسطٍ كبيرٍ في الحملة الرئاسية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016 ضد ترامب، الذي فاز بالانتخابات وقتها.

وتقول وارين إنها تنتمي لسكان أمريكا الأصليين، وهو الأمر الذي كذّبه الرئيس ترامب، وادعى أنها استخدمت هذا الأمر لتحقيق تقدمٍ سياسيٍ في مسيرتها، وتحداها في شهر أكتوبر الماضي أن تُجري تحليل الحامض النووي "DNA" لتثبت صحة كلامها.

إليزابيث وارين قبلت تحدي الرئيس الأمريكي وأجرت هذا التحليل، وخلص كارلوس بوستامانتي، عالم الوراثة في جامعة ستانفورد، الذي أجرى لها التحليل، إلى أن الأغلبية العظمى من أصول وارين أوروبية، ولكن النتائج "تدعم بشدة" أنها تعود لسكان أمريكا الأصليين.

ووارين، نائبة في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، وهي ديمقراطية تقدمية، وقالت في مستهل حملتها  إن أطر رؤيتها للولايات متحدة أنها ستقدم فرصًا لكل الأمريكيين.

وتجدر الإشارة إلى أنه طوال التاريخ الأمريكي الممتد لما يقارب القرنين ونصف القرن، لم يتولَ منصب الرئاسة في الولايات المتحدة امرأة قط، وفشلت هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 في أن تكون أول امرأة تشغل هذا المنصب، بعدما كانت الترشيحات التي سبقت الانتخابات تُرجح فوزها بهذه الانتخابات.