وزراء الثقافة السابقين يتحدثون.. «ثروت عكاشة تجربة وإدارة»

جانب من الندوة
جانب من الندوة

 أكد د. محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، أن د. ثروت عكاشة، حينما تولى مسؤولية وزارة الثقافة التي كانت تسمى وزارة الإرشاد القومي، جاء بفكر مختلف يقوم على ثقافة الفن الرفيع، ولم يكن له طموح سياسي، ولكن طموحه كان منصبًّا على تحقيق إنجازات في المجال الثقافي.


وأضاف خلال كلمته بندوة «ثروت عكاشة تجربة وإدارة» التي عقدت بالقاعة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن «عكاشة» قام بملحمة إنقاذ آثار النوبة، وعمل على وصول الثقافة إلى القرى والنجوع من خلال قصور الثقافة وهي من أفكار جمال عبد الناصر وقد كتبها بخط يده في وثيقة محفوظة الآن في دار الكتب والوثائق القومية.

من جانبه، أكد د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، أن ثروت عكاشة الذي نحتفي به اليوم كأحد شخصيتي معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي، هو واحد من البنائين الكبار في الثقافة المصرية والتي ترعرت في ظل ثورة 1919 وازدهرت أكثر في ظل ثورة 1952 .

وأضاف أن إنتاجه الثقافي غزير، وكان يمزج في مشروعاته الثقافية بين الرؤية والإنجاز، وقد ساهم دعم القيادة السياسية ذلك التوقيت في إنجاز العديد من المشروعات، مشيرًا إلى أن «عكاشة» ساهم في تأسيس فرقة الموسيقى العربية وفرقة باليه القاهرة ومشروع الصوت والضوء، فضلا عن إسهاماته الكثيرة في إنقاذ آثار النوبة وتطوير معبد الكرنك ومعبد الدير البحري، إضافة إلى تطويره لأكاديمية الفنون وتطوير عدد من المتاحف على رأسها متحف مراكب الشمس ومتحف النسجيات وإسهاماته الكبيرة في تطوير دار الكتب.

وأوضح «عبد الحميد» أن «عكاشة» لم يتوقف عن الكتابة والترجمة طوال هذه الفترة ولم يعطله عمله العام كوزير للثقافة أن يتم إنجازاته الخاصة في العمل الثقافي من خلال مؤلفات وكتب ثروت عكاشة، حيث كتب عن التاريخ الإسلامي الفن العراقي والفن الفارسي والفن الإسلامي والفن الوصفي، والقيم الجمالية في العمارة المصرية.

ولفت وزير الثقافة الأسبق، إلى أن ثروت عكاشة كانت له رؤية حول النقد الثقافي، ويعتبر أحد أهم مؤرخي الفنون حول العالم، ومكانته في تأريخ الفنون لا تقل أبدا عن مكانة المؤرخ العالمي هاوزر، مضيفًا أن عكاشة كان مهتما بالفلسفة والموسيقى والفنون، وتناول الموسيقى في كتاباته ومشروعاته بمختلف أنواعها؛ حيث انصبت كتاباته عن الموسيقى حول توضيح دور الإيقاع كوسيط بين الموسيقى والفكر، وفي مجال الأدب قد كان ثروت عكاشة مولعا ببرنارد شو وترجم عنه الكثير من الكتب كما كان مولعا بمؤلف الموسيقى الألماني فيرنار، وكان مهتما أيضا بموضوع وحدة الفنون باعتبار أن الفنون متكاملة ولا تتجزأ.

وفي سياق متصل، قال د. أبو الفضل بدران الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، كنت محظوظا بلقاء الراحل العظيم ثروت عكاشة في أبوظبي بعد أن حصل على جائزتي (العويس) الثقافية وجائزة (الشيخ زايد) الثقافية، وفى هذا اللقاء تعرفت فيه عن قرب على مدى ارتباطه بقصور الثقافة التي أشرف على إنشائها، حيث أخبرني أنه أنشأها لنشر العدل الاجتماعي في وصول الثقافة للجماهير، وقد كان مؤمنا بأن قصور الثقافة ليس دورها نقل الثقافة الحكومية إلى الجماهير ولكن دورها الحقيقي هو نقل ثقافة الجماهير إلى الحكومة .