«محمد البهنساوي» يكتب: العام الجديد.. بداية مبشرة لصناعة الأمل

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم

كل عام والمصريون جميعًا بخير وسعادة.. عيد ميلاد مجيد وسعيد للأقباط.. وعام مليء بالسعادة للمصريين أقباطًا ومسلمين.. ومفعم بالأمل والتقدم لمصرنا العزيزة.. وبما أننا ندعو بالأمل وننتظره.. فلابد من الحديث عن صناعة الأمل لاقتصادنا القومي.. السياحة.. قاطرة التنمية التي تجر معها أكثر من 70 صناعة.. والنشاط الأكثر توظيفا.. والمصدر الرئيسي للعملات الأجنبية.. أي أنه وباختصار شديد وبتجارب عديدة.. إذا انتعشت السياحة انتعش معها الاقتصاد القومي.. وشعر بمردودها غالبية المصريين.. والعكس صحيح.

اليوم ومع بداية عام أراه مختلفًا.. تحصد فيه مصر عرق شهور مضت بافتتاح مشروعات قومية كبري تنثر الخير في ربوعها.. واستقرار تتثبت أقدامه بترحيب عالمي.. وأمن وأمان يشيد ويعترف به العدو قبل الصديق.. وأراه أيضا مختلفا تماما لصناعة السياحة.. لتتحول وبحق مع بدايته صناعة أمل لمصر والمصريين.. عاما تغلق معه السياحة وبجهد شهور مضت أيضا صفحات مظلمة.. وتفتح أفاق رحبة تدفعها لمكانها الطبيعي في طليعة الأنشطة الاقتصادية بمصر.
فعلي صعيد القطاع السياحي نجد أن هناك روحا جديدة.. سواء بالتعاون بين جناحيه الوزارة والقطاع وتنسيق بينهما يعود بنا لما قبل 2011.. أو تعاون من كافة الوزارات والجهات أراه غير مسبوق.. عام يبدأ باسترداد ثقة الشركاء الدوليين وسداد مستحقاتهم.. وباكتمال منظومة المجالس المنتخبة للغرف.. وإيجابيات أخري عديدة.
وعلي صعيد التدفق السياحي.. فحدث ولا حرج علي كم المؤشرات الإيجابية التي تؤكد أن مصر بدأت تعود رويدا رويدا لمكانها الطبيعي بمقدمة الخريطة السياحية العالمية.. ورغم حرص وزارة السياحة والوزيرة د.رانيا المشاط علي عدم إعلان أرقام السياحة.. نؤكد أن العام المنقضي حقق طفرة تجاوزت 25% في الأعداد والليالي والدخل.. لتذكرنا بأرقام 2010 عندما كان معدل النمو العالمي لا يتجاوز 5%.. والنمو بمصر يزيد علي 30%.. وندخل العام الجديد 2019 بأرقام وتقارير وإحصاءات تؤكد أنه سيكون عام ذروة سياحية جديدة.
لن نتوقف عند تقاريرنا ومؤشراتنا بمصر.. فرغم أهميتها لكن الأهم التقارير الخارجية خاصة من دول كما يقال بالبلدي »متعرفش الهزار»‬ في نصائحها.. وهنا يستوقفني ثلاثة أخبار في 3 وسائل إعلام لها ثقل دولي كبير وتصدر في 3 دول كبري متباينة.. التقرير الأول لشبكة سي إن إن الأمريكية.. والذي تضمن نصائح بأهم 19 دولة يجب للجميع زيارتها في عام 2019.. وفي مقدمة تلك الدول جاءت مصر مع صور من مواقع وأنماط وأنشطة سياحية مختلفة بمدننا.. والتقرير الثاني لصحيفة »‬لي كوتيديان دي توريزم» الفرنسية المتخصصة في الشأن السياحي والتي أكدت الارتفاع الكبير لحجز الرحلات إلي مصر هذا الشتاء مقارنة بالأعوام الماضية.. ورصدت الاهتمام الكبير الذي يوليه الفرنسيون بمصر.. بل إن شركة توماس كوك كشفت عن أن اسم مصر أصبح تيرند بسبب اهتمام الفرنسيين بها.. نصل للتقرير الثالث والمهم للغاية وهو لصحيفة الإندبندت الإنجليزية العريقة.. والذي حدد أهم 10 مدن يجب علي العالم زيارتها في العام الجديد.. وكانت المفاجأة أن القاهرة جاءت المدينة الأولي في التقرير.
ورغم أهمية التقارير الثلاثة باعتبارها تصدر كما قلت من مؤسسات إعلامية لها ثقلها وتأثيرها الدولي.. وتصدر من دول قائدة عالميا.. إلا أن نقطتين مهمتين للغاية استوقفتاني في التقارير.. الأولي في الإندبندت والتي اختارت القاهرة بالمركز الأول للمدن التي تستحق الزيارة هذا العام.. فالقاهرة كنا قد اعتقدنا جميعا أنها ماتت إكلينكيا سياحيا لأسباب عديدة.. عادت من جديد وبقوة ولم تعد السياحة بها مقصورة في معظمها علي الأشقاء العرب.. مما يحملنا مسئولية مضاعفة جميعا للحافظ علي قوة الدفع هذه ومضاعفتها.. والنقطة الثانية في تقرير المجلة الفرنسية.. وأهميته في أن السوق الفرنسي أحد أهم الأسواق المهمة لمصر خاصة في مجال السياحة الثقافية.. وهو السوق أيضا الذي يعاني بشدة حتي في عام 2010 عام الذروة السياحية كانت فيه مشكلة.. الآن ومع هذا الاهتمام الفرنسي نتأكد أننا نسير في الطريق الصحيح وبداية استرداد الانتعاشة الكبري.. بجانب أن عودة الفرنسيين نسبيا تثلج صدور جميع العاملين بالسياحة الثقافية.. ولنا في كل هذا حديث آخر مفصل في الأسابيع المقبلة.
وليست تلك التقارير فقط وغيرها التي تؤكد تفاؤلنا بالعام الجديد وعودة صناعة الأمل.. لكن علي أرض الواقع هناك مؤشرات أكثر دلالة ووضوحا.. فهناك زيادة مطردة من كافة الأسواق السياحية.. ومنها أسواق واعدة ومهمة لنا خاصة الأشقاء العرب وشرق آسيا.. ولعل احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد خير دليل علي الانتعاشة الحالية.. إشغالات فنادق ومنتجعات هي الأعلي منذ سنوات.. تنوع أسواق غير مسبوق..عرب من كل الدول الشقيقة وبأعداد كبيرة.. وهناك أيضا المؤشر الأكثر قوة ألا وهو عودة الرحلات المباشرة من أسواق عديدة واعدة ومهمة منها مثلا اليابان وكوريا وكازاخستان وإسبانيا وغيرها.
الآن نتأكد أنها وبإذن الله بداية مبشرة لموسم قوي.. لكن حتي نحقق أقصي استفادة واستمرارية الإيجابيات.. هناك كما يقال »‬واجب منزلي» يجب أن يقوم به الجميع.. وهذا موضوع مفتوح للمناقشة وللتناول الأسابيع القادمة.